نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جاسم الحلوائي 

jasem8@maktoob.com

 

 

 

 

الخميس 26/1/ 2006

 

 

 

حقيقة علاقة القيادة السوفيتية بقيادة الحزب الشيوعي العراقي في عقودها الأخيرة

 

جاسم الحلوائي

وجه لي السيد يوهان فرانزين الطالب في كلية الدراسات الشرقية في لندن، بعد أن وافقت أن أكون أحد مصادر بحثه، عددأ  من الأسئلة تتعلق بتاريخ الحزب الشيوعي العراقي، مستهدفا منها معرفة مواقفي وتجربتي الشخصية.  وستكون أسئلته وأجوبتي عليها جزءا من كتاب سيحوي ذكرياتي . وقد إرتأيت نشر أحد أسئلته وجوابي عليه، نصا، تحت العنوان المذكور في أعلاه.

السؤال:   حول الضغوط  السوفييتة: هل كان مهماً إعتماد رأي السوفيت حين تتم مناقشة المسائل المختلفة في اللجنة المركزية؟

الجواب: بإعتقادي إن طبيعة العلاقة بين الحزب الشيوعي في الإتحاد السوفيتي والحزب الشيوعي العراقي يكتنفها الكثير من التعقيد، ولا يجوز تبسيطها بالإجابة على السؤال: هل كان مهما أم غير مهما رأي السوفيت حين تتم مناقشة المسائل المختلفة في اللجنة المركزية ؟ 

وباديء ذي بدء، أود الإشارة الى إنه لم يطرح يوما ما رأي السوفيت بشكل رسمي للمناقشة، ولكن الرأي كان حاضرا في أذهان أعضاء اللجنة المركزية من خلال السياسة المعلنة في وسائل الإعلام ومن قراءاتهم الشخصية ومن محاضر اللقاءات الرسمية بين ممثلي الحزبين ومن النصائح المباشرة وغير المباشرة. والأخيرة كانت كثيرا ما تحصر في المكتب السياسي، حرصا على عدم ثلم إستقلالية القرار.

سأذكر العديد من الأمثلة المتناقضة التي عايشتها، بأمل الخروج بإستنتاجات موضوعية .

* لعب رأي السوفيت دورا هاما في تبني الحزب الشيوعي العراقي لخط آب  الخاطيء. كان رأي السوفيت، بإختصار شديد، هو إن أنظمة مثل أنظمة عبد الناصر في مصر أو بن بلا في الجزائر ومايشابههما يمكن أن تتحول، تحت تأثير النظام الإشتراكي، الى أنظمة إشتراكية. وأعتبر نطام عبد السلام عارف أحد تلك الأنظمة.

* بعد ثمانية أشهر من إقرار خط آب اي في نيسان 1965، إجتمعت اللجنة المركزية ( الأعضاء المتواجدون في داخل الوطن ، وكانت لديهم صلاحية ممارسة مهام اللجنة المركزية ) ورفعت شعار إسقاط سلطة عبد السلام عارف وذلك خلافا لسياسة السوفيت. وقد تحفظ على القرار رفيق واحد والذي كان المسؤول الأول، مؤقتا، في الداخل، نظرا لوجود سكرتير الحزب خارج الوطن، وهو بهاء الدين نوري. ولم يكن خلافه حول طبيعة السلطة بإعتبارها دكتاتورية عسكرية ومن الضروري فضح جرائمها وتبديلها، بل كان يروم الأكتفاء بطرح البديل المطلوب وهو شعار حكومة الإئتلاف الوطني الديمقراطي. وهناك دلالة في طبيعة الحضور، فقد حضر الإجتماع المذكورالرفاق بهاء الدين نوري وسلام الناصري وعامر عبد الله وحسين سلطان وناصر عبود  وآرا خاجدور وصالح الرازقي وحميد الدجيلي وتوفيق أحمد وأنا. جدير بالملاحظة إن الستة الأوائل سبق وأن حضروا إجتماع براغ وأقروا ( كان السادس مترددا) خط آب. والثلاثة الأخيرين جدد يحضرون لأول مرة إجتماعا للجنة المركزية. وهكذا فقد تبدل الموقف من السلطة 180 درجة دون تغير السلطة أو طبيعتها، وقد حمل عدم إستجابة السلطة، بأي قدر كان، للخط السياسي الجديد علامات فشل الخط في التطبيق العملي ، وقد لعب هذا العامل  فضلا عن إعتراض القاعدة الحزبية القوي على خط آب الدور الأكبر في تغيير الموقف.

* تبنى السوفيت موضوعة التطور اللارأسمالي والذي سمي ايضا التوجه الاشتراكي، وشاع إستخدام الموضوعة في الحركة الشيوعية العالمية وذلك منذ ستينيات القرن الماضي . وقد تجاهل الحزب الشيوعي العراقي الموضوعة، منذ نيسان 1965، ولم يفتح نقاشا حولها، مع إنه عقد كونفرنسه الثالث عام 1967، ومؤتمره الثاني الذي أقر برنامجا جديدا عام 1970. ودخل الحزب في تحالف مع حزب البعث عام 1973 وتحول الحزب الى العمل العلني مع إعلام علني ولم يتبن المصطلح المذكورأو يناقشه على أي صعيد. وفقط عند الإعداد لوضع مسودة برنامج الحزب الجديد لطرحه على المؤتمر الثالث عام 1976، فُتح النقاش في اللجنة التحضيرية وكان سكرتيرها الرفيق زكي خيري نائب السكرتير الأول للجنة المركزية ومعه عضوان من المكتب السياسي وهما عبد الرزاق الصافي رئيس تحرير الصحيفة اليومية للحزب "طريق الشعب" والمهندس عمر علي الشيخ سكرتير لجنة إقليم كردستان، وثلاث رفاق من اللجنة المركزية وهم الدكتور كاظم حبيب الخبير الإقتصادي وعضو المجلس الزراعي الأعلى في العراق والدكتور رحيم عجينة عضو لجنة العلاقات الوطنية وعضو سكرتارية الجبهة الوطنية والقومية التقدمية، وأنا عضو سكرتارية اللجنة المركزية وسكرتير لجنة التنظيم المركزي.

لقد عملت اللجنة لشهور عديدة وقرأت ودرست مصادر كثيرة ووثائق مختلفة وناقشت طويلا ، وأخذت موضوعة التطو اللارأسمالي حيزا هاما من وقتها دون التوصل الى نتيجة محددة. وهذه اللجنة نفسها سافرت الى موسكو ( بإستثناء كاظم حبيب لإلتزاماته الوظيفية ) وإستمعت الى رأي وفد من الحزب الشيوعي في الإتحاد السوفيتي، برئاسة الدكتور بلياييف والرفيقين ريزينكوف و نيجكن، بالمشروع وناقشتهم طيلة أربعة أيام، وطرحت عليهم أسئلة كثيرة حول التطور اللارأسمالي، خاصة من الفقيد رحيم عجينة وقد علق عليها الدكتور بلياييف بالقول:

ــ إن من يتمكن الإجابة على كل هذه الأسئلة يُمنح  شهاد أكاديمية العلوم السوفيتية، وهي أعلى شهادة علمية في البلد!

سُجلت باللقاء مع العلماء السوفيت محاضر جلسات مفصلة إطلع عليها جميع أعضاء اللجنة المركزية . وكان النقاش ديمقراطيا وشفافا. وجرى التأكيد بإستمرار من قبل الرفاق السوفيت بأننا غيرمجبرين على تبني أي رأي غير مقتنعين به، وإننا مسؤولون عن سياستنا أولا وأخيرا. ولكن لا أعتقد بأنهم كانوا غافلين عن مدى الضغط المعنوي الذي تشكله آراؤهم على الوفد وعلى اللجنة المركزية.

بعد عودة الوفد تبنى الحزب موضوعة طريق التطور اللارأسمالي أوالتوجه الإشتراكي.

وكان هناك إتجاهان بين أنصار طريق التطور اللارأسمالي أو التوجه الإشتراكي في الحركة الشيوعية العالمية، الأول: يرى إشتراك الشيوعيين في قيادته شرط لنجاحه ( وكنت مع هذا الإتجاه ). والثاني: يرى بأن دور الشيوعيين ممكن أن يقتصر على دعم وتأييد قيادة "الديمقراطيين الثوريين". وكان الإتجاهان المذكوران موجودين في الحزب الشيوعي العراقي أيضا. ولم تزك الحياة كلا الإتجاهين!

* يعد مجيء حزب البعث للسلطة عام 1968، وإتخاذه جملة من الإجراءات التقدمية على جميع الأصعدة وفي مختلف المجالات، بما في ذلك تطوير علاقاته بالدول الإشتركية والإتحاد السوفيتي، ولكن دون التخلي عن سياسة حبس الحريات الديمقراطية وقمع المخالفين له، رغب السوفيت  بتعاون الحزب الشيوعي مع حزب البعث.

في ربيع 1971، وكان الحزب يتعرض الى حملة إراهابية واسعة شملت إعتقال وتعذيب آلاف الشيوعيين تعذيبا وحشيا وإستشهد الكثيرون منهم تحت التعذيب، أوالإغتيال، في هذا الوقت بالذات إستفسر السوفيت من القائم بأعمال السكرتير الأول للجنة المركزية الرفيق زكي خيري عن شروط الحزب للتحالف مع حزب البعث، فأجابه زكي خيري:

ــ إن شرطنا هو أن يدلنا حزب البعث على قبور شهدائنا!

وواضح من الجواب رفض التحدث بالموضوع ، إن لم يكن إحتجاجا على الوساطة.

* لم يكن موقف الحزب المعادي لسلطة البعث، بعد حملة القمع الوحشي التى تعرض لها، وقراره بخوض الكفاح المسلح لإسقاطه ، محل قناعة السوفيت. علما بأن شعار إسقاط السلطة تقرر في إجتماع اللجنة المركزية الذي عقد في موسكو عام 1980. وقرار خوض الكفاح المسلح هو الآخر تقرر في إجتماع اللجنة المركزية في موسكو عام 1981، في البيت الصيفي ليوسف ستالين!

* في صيف عام 1982، وعلى أثر إنسحاب الجيش العراقي من الأراضي  الايرانية التي كان قد إحتلها في يداية الحرب العدوانية على الجارة ايران، وصل الحزب عرض من صدام حسين عبر الرفاق السوفيت وقد سلموه للرفيق زكي خيري في دمشق والذي أرسله بدوره الى قيادة الحزب التى كانت قد تجمعت في كوردستان. وكان العرض يتضمن نقدا ذاتيا لأخطائه في السنوات الأخيرة تجاهنا، ويدرك صعوبة إستعادة الثقة بين الطرفين، وإنه يعفو عفوا عاما، ويدعو للعودة الى الجبهة الوطنية والقومية التقدمية والعودة للدفاع عن الوطن، وهو في كل ذلك لاينطلق من موقف الضعف.

كنت في دمشق ومتوجها الى كوردستان فحملني زكي خيري رسالة إضافية تفيد بأن السوفيت متجاوبون مع العرض. ودارت مناقشة بين رفاق اللجنة المركزية إنتهت بإرسال جواب قاطع برفض التفاوض أو الحوار. [1]  ولم يحصل بعد ذلك شيء ذو بال،  في مضمار سؤالك، حتى إنهيار الإتحاد السوفيتي.

من جملة الأمثلة أعلاه يجد المرء نفسه أمام ظاهرة تنطوي على علاقات معقدة لايجوز تبسيطها، كما أسلفت، بالإجابة، كان مهما أم غير مهما رأي السوفيت حين تتم مناقشة المسائل المختلفة في اللجنة المركزية؟

بإعتقادي لم يُعتمد رأي السوفيت في مناقشات المسائل المختلفة بدون قناعة اللجنة المركزية، وليس نادرا أن لاتتم مثل هذه القناعة ويكون موقف اللجنة المركزية مغايرا لرأي السوفيت. وكانت الحالة الفكرية والسايكولوجية في الحزب واللجنة المركزية ومستوى وعيها في هذه المرحلة أوتلك هي المقررة في التحليل الأخير. ولكن هذه الحالة ذاتها لم تكن، في ظروف معينة، بمعزل عن التاثير المعنوي الكبير لرأي السوفيت بإعتباره رأي طليعة الحركة الشيوعية العالمية ولا بمعزل عن منطلقات التضامن الأممي البروليتاري الأيدولوجية ، وإنعدام هذا التأثير في ظروف أخرى رغم كل الإعتبارات!!!

و يغطي مضمون هذا الإستنتاج، في نظري، الفترة التي إمتدت من عام 1954، إذ أعيدت علاقات الحزب بالحركة الشيوعية العالمية مجددا في مؤتمر الكومونولث المنعقد في لندن وحضره الرفيق حسين أحمد الرضي ( سلام عادل) ممثلا عن الحزب، حتى إنهيار الإتحاد السوفستي. وهذه بعض الأمثلة للتدليل على ذلك.

في ايلول 1956، عقد الكونفرنس الحزبي الثاني . وشخص في الوثيقة الصادرة منه والموسومة " خطتنا السياسية في سبيل التحرر الوطني والقومي" طبيعة المعركة مع نظام نوري السعيد" بإعتبارها معر كة ذات طابع سلمي غالب".  وقد جاء هذا التشخيص غير الصحيح متأثراً بما توصل اليه المؤتمر العشرون للحزب الشيوعي في الإتحاد السوفيتي بخصوص إمكانية الإنتقال السلمي للإشتراكية. وقد صححت اللجنة المركزية هذا الخطأ على أثر إنتفاضة تشرين الثاني 1956 التي جوبهت بالرصاص من قبل السلطات، وذلك في بيانها الصادرفي 11 كانون الأول 1956؛ لتقرر بأن الإسلوب العنفي هو الإسلوب الغالب.

بعد ثورة 14 تموز كان المكتب السياسي يطلب رأي القيادة السوفيتية في بعض الأمور، ولا يلتزم إلا بما يقتنع به. ولي في هذا الخصوص مثالين:

الأول: إختلف اعضاء المكتب السياسي فيما بينهم حول حل تنظيمات الحزب في الجيش. فريق يريد حلها حرصا على علاقة حسنة مع الزعيم عبد الكريم قاسم قائد الثورة والجمهورية، والفريق الثاني يرى إبقائها حرصا على مستقبل الثورة، فعبد الكريم قاسم إنسان معرض للموت أو الإغتيال. وبإقتراح من عضو المكتب السياسي جورج تلو عرض الموضوع على القيادة السوفيتية، وحمل عامر عبد الله، الذي كان في موسكو، جوابا تحريريا بخط سوسلوف عضو المكتب السياسي ومسؤول لجنة العمل الأيديولوجي في اللجنة المركزية جاء فيه :

ــ إن إحتفاظكم بتنظيمكم الحزبي في الجيش يدل على جديتكم وحرصكم على ضمان إنتصار ثورة الشعب. [2]  وأخذ المكتب بالجواب.

الثاني : " في بداية 1960، قام قاسم بإجازة جميع الأحزاب التي طلبت الإجازة بإستثناء حزبنا، إذ أجاز بدلا منه حزبا وهميا بنفس الإسم لداود الصايغ الذي كان من زمن مضى عضوا في اللجنة المركزية لحزبنا وتواطأ مع قاسم لترويض حزبنا عن طريق هذه المناورة الخسيسة ... وجاءتنا فتوى من سوسلوف بأن نقتدي بمثل البلاشفة الذين وافقوا على الوحدة مع المنشفيك في المؤتمر الرابع للحزب في استكهولم ( مؤتمر الوحدة). فرفضنا هذه الفتوى. وشتان بين المنشفيك الذين كانوا آنذاك الأكثرية في الحزب الروسي وبين داود الصايغ الفرد الصنيعة! الذي لم يستطع حتى جمع الحد الأدنى من المؤسسين( 60) توقيعا. فأوعزنا لبعض رفاقنا غير المعروفين آنذاك بالتوقيع معه ... " [3] 

فمن غير الصحيح تعليق أخطاء الحزب الشيوعي العراقي على شماعة السوفيت فالحزب و خاصة قيادته هي المسؤولة الأولى عن إنجازات الحزب وإخفقاته، وهذا لايبرأ ساحة السوفيت من أي نصيحة أومواقف أو إتجاهات خاطئة ترتب عليها أي إخفاق.

أما الخطا الأعظم وأقصد الطبيعة غير الديمقراطية للأحزاب الشيوعية السابقة فتتحمل جميع الأحزاب مسؤوليته وفي طليعتها الحزب الشيوعي في الإتحاد السوفيتي.

وجدير بالإشارة إن الإختلافات في المواقف لم تؤثر على المساعدات التي كان يقدمها السوفيت للحزب، الزمالات الدراسية والحزبية ومقاعد المعالجة والراحة والإستجمام وغيرها من المساعدات المادية المباشرة وغير المباشرة. وسأكتفي هنا بمثل واحد على المساعدة غير المباشرة. 

في حملة القمع الوحشي عام 1978، إستوعبت جمهورية اليمن الديمقراطية أعداد كبيرة من الشيوعيين الذين فلتوا من الحملة للعمل هناك. فعاقب صدام حسين اليمن على موقفها التضامني مع الشيوعيين العراقيين بأن الغى إتفاقا بين اليمن والعراق كانت تحصل اليمن بموجبه نفطا بأسعار مخفضة، وعندما سُئل الرئيس السابق علي ناصر محمد عن مبلغ خسارتهم جراء قرار صدام أجاب علي ناصر:

ـ عوضنا السوفيت ضعف خسارتنا لموقفنا المشرف من الشيوعيين العراقيين في محنتهم.

هل حصل يوما ما ضغطا من السوفبت لتبني رأيا محددأ ؟ أجل حصل ذلك مرة واحدة ويتيمه، على حد علمي . ولم يكن ذلك إتجاها بأي حال من الأحوال. ففي المؤتمر الحادي والعشرين للحزب الشيوعي في الإتحاد السوفيتي الذي عقد في شباط 1959، طلب الرفاق السوفيت من الرفيق حسين أحمد الرضي( سلام عادل) إضافة عبارة " إبن الشعب البار" الى القاب عبد الكريم قاسم في كلمته التي كان يريد القاءها أمام المؤتمر بإسم الحزب الشيوعي العراقي، ولم يكن لديهم إعتراض آخر على نصها، فرفض سلام عادل ذلك وجادل السوفيت طويلا بحضور الرفيق خالد بكداش الذي تدخل في النقاش وخاطب الرضي:

ـ لماذا هذا الإصرارمنك على الإمتناع ؟ لعل الرفاق السوفيت يعرفون عن قاسم ما لاتعرفون!

وفي آخر المطاف تجاوب الرضي وأضاف العبارة. [4] 

وأحسن خاتمة أراها لهذا السؤال هي شهادة الفقيد زكي خيري ، لأنها صادرة من ثاني ( الأول الرفيق عزيز محمد) أكثر قادة الحزب معرفة بطبيعة علاقة القيادة السوفيتية بقيادة الحزب الشيوعي العراقي في عقودها الأخيرة أولا،  ولأنها صادرة بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي لذلك فهي منزهة من المجاملة ثانيا، وهذا نصها: 

ـ كان الرفاق السوفيت يردون على كل إستفسار نوجهه إليهم في المنعطفات السياسية الحادة ويقدمون لنا النصح الخالص. ولم يكن رد الفعل من جانبنا إيجابيا دائما. ولم يقاطعوننا بسبب توترنا بل يواصلون الحوار بروح رفاقية ونفس طويل. وكنا نحن الذين نعرض عليهم خلافاتنا وعلى إشقائنا الشيوعيين الأجانب لنتسلح بفتاويهم في جدالنا مع بعضنا.  [5]


[1]ـ   للمزيد أنظر باقر إبراهيم، مذكرات. ص 208

[2] ـ  زكي خيري ، صدى السنين في ذاكرة شيوعي مخضرم. ص 228.

 [3]ـ  المصدر السابق. 231

[4] ـ  المصدر السابق. ص 200.

[5] ـ  المصدر السابق. ص  228