موقع الناس http://al-nnas.com/
لا تسل عن السياسيين العراقيين بل إقرا وإسمع تصريحاتهم
2
جاسم هداد
الأربعاء 24/5/ 2006
ما تناقلته المصادر الصحفية حول
جولات المصارعة بين الكتل السياسية من اجل الفوز ولو برجل كرسي وزارة ، تجعل المرء
مضطرا ان يعود لنفس الموضوع مرة ثانية ، فهؤلاء السياسيون وكأنهم ليس من هذا الشعب
بل من جزر المنافع الشخصية ، فهم غير معنيين بما يعانيه الشعب الذي اكتوى ولايزال
بنار القهر والظلم والأكراه .
احد النواب وهو من المفاوضين أي من اللاعبين في سباق تشكيل الحكومة ، وهذه الصفة
تجعله مطلعا بهذا الشكل او ذاك على ما يدور خلف الكواليس ، والذي لا تستطيع وسائل
الاعلام الوصول او الحصول عليه في الوقت الحاضر ، حيث ان كل ما دار ويدور خلف
الكواليس ستكشفه الأيام ، وكما قيل ( خبر اليوم بفلوس بكرة ببلاش ) .
النائب الذي اشرنا له صرح لأحدى الصحف بما هو لا يليق ابدا بالسياسيين ولا يتكافئ
وتضحيات شعبنا العراقي ، مع التحية لهذا النائب لفضحه ما يدور حول الكواليس ، ومع
العتب عليه لعدم تصريحه بإسمه ، وهو يستحق التقدير لجرأته ، حيث قال : ( ان بنايتي
رئاسة الحكومة والبرلمان تحولتا الى سوق حقيقي فهناك الكثير من الأشخاص مازالوا
يؤملون انفسهم بالحصول على وزارات ) .
وبخصوص النواب الذين انتخبهم الشعب لكي يمثلوه ويدافعوا عن مصالحه وحقوقه ، وفي
الحد الأدنى تمثيل كتلهم الأنتخابية ، قال النائب ان ( هناك اعضاء في بعض الكتل
راحوا يتفاوضون مع نوري المالكي او مع الأئتلاف لنيل حقائب لهم من دون ان يتفاوضوا
نيابة عن قوائمهم ، ليضمنوا كرسي الوزارة وامتيازاتها المالية والمعنوية ) .
ويضيف النائب المذكور ان الوزارات ( صارت تسمى بأسماء الأشخاص ، فهذه حصة
الشهرستاني الذي لا يقبل التنازل عنها ، وتلك وزارات الصدر الذي لا يتحرش به احد ،
ووزارات الأئتلاف مقدسة ولايمكن أحد مناقشته عليها ) ، ويزيد في القول الذي لا يترك
الا المرارة والألم في النفوس ( هذه الوزارة محجوزة لفلان ولانريد أن نخسره ، وتلك
لعلان الذي نخشى أن يزعل ، وتلك الوزارة لهذه الكتلة التي لا تتنازل عنها ) .
ويذكر النائب ما يثير العجب العجاب الا في العراق الجديد ( سمعت بإذني ان هذه
الوزارة لفلان من أجل أن يحسن وضعه المالي كونه لم يحصل على شئ حتى الآن ) ، لانريد
ان نطيل في التعقيب على ذلك فالأمر واضح وضوح الشمس في السودان وليس في رابعة
النهار .
والنائب الشيخ الجنرال لا يزال مصرا اصرار " عادل إمام " ، ولا يعترف بالنسبية او
لغة الحوار والحلول الوسط ، والمفروض ان تكون لغة السياسيين ، فهو لايزال في عقلية
وذهنية العسكرة ، رغم انه خلع البدلة العسكرية وارتدى الكوفية والعقال ، فهاهو يصرح
بأنهم أي جبهة التوافق ( مصرين على وزارة الدفاع ، ولن نقبل مطلقا ، وفي أي حال من
الأحوال دون المرشح الذي تختاره الجبهة ) ، وهذا يعني بمختصر القول ( طز بمجلس
النواب ) ، ويضيف مؤكدا ان ( جبهتي التوافق والحوار الوطني اشترطتا الحصول على
وزارتي الدفاع والخارجية للمشاركة قي الحكومة القادمة ) ويؤكد بقوة على ( التمسك
بوزارة الدفاع وإيجاد حل للخارجية ) ، ويكشف الشيخ الجنرال عن شوفينيته في تصريحه
الذي يعلن فيه تصميمه على ايجاد حل لوزارة الخارجية ( فإما ان تعطى لشخص عربي ، او
ان يتم توسيع صلاحيات وزارة الدولة للشؤون الخارجية ) . ولما لم يسمع الشيخ الجنرال
اسمه في قائمة الوزارة التي تلاها رئيس مجلس الوزراء ، غادر قاعة مجلس النواب محتجا
.
الناطق الرسمي بأسم التوافق والذي واصل دفاعه عن نظام القتل والأجرام لليلة قبل
سقوطه ، والذي كان الى الأيام الأخيرة يمجد الطاغية ، وكان يتصدر وسائل الأعلام
وبشكل خاص كان زبونا دائما لدى قناة الجزيرة الغنية عن التعريف !!! ، والغريب
والمؤلم انه نفسه لاغيره يتصدر الآن الفضائيات ، حيث ان هذا الصدامي مكانه القضاء
وليس مجلس النواب ، فقد صرح ، بكل عنجهية وصلافة ، انه في حالة عدم تلبية مطاليب
جبهة التوافق فأن لا شئ سوف يتغير على ( صعيد إيقاف نزيف الدم او تحسين الوضع
الأمني في البلاد ، ولا على احلال السلام والأستقرار ) ، وهذا يعني إما ان تأخذ
جبهة التوافق كل ما تريد او تستمر العمليات الأرهابية في قتل العراقيين . وارفق
تهديده هذا بتحذير من ( حدوث تداعيات على الساحة العراقية : إقرأ : مزيدا من
العمليات الأرهابية )
اما النائب " بوز الكَباحه " والله يشهد لم يترك فضائية او وكالة انباء تعتب عليه ،
فلقد صرح مثلا لوكالة رويترز بأنه تم استيزار ( براء الربيعي للدفاع ونصر العامري
للداخلية ) ، وفي يوم اعلان رئيس الوزراء لتشكيلته الوزارية ، عقد مؤتمرا صحفيا قبل
اعلان رئيس الوزراء للتشكيلة الوزارية بنصف ساعة اعلن فيه اسماء بعض الوزراء ، منهم
من لم يتم استيزاره . وهو يتحدث بلغة الواثق من نفسه دون وجل من عدم صحة ما يصرح به
.
ولقد عبر احد المواطنين من مدينة كربلاء في لقاء لأحدى الفضائيات عن حال السياسيين
العراقيين الجدد بقوله ( صار مماطل على الكراسي وتركوا الشعب العراقي ) .