| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جاسم هداد

jasemhaddad@hotmail.com

 

 

 

 

الجمعة 20/1/ 2006

 

 

 

أين الحقيقة ... أين مصلحة العراق ؟

 

جاسم هداد

تناقلت وكالات الأنباء خبرا مفاده قيام البحرية الأيرانية بإعتداء آثم على سيادة العراق وانتهاك لحدوده الدولية ، وخرق سافر للشرعية الدولية ولقوانينها ، وانتهاك لأخلاق الجيرة ولقيم الأسلام ، وبدون أي مبرر ، لابل كان اعتدائها هو استهتار بكل الأعراف والقيم . ففي يوم السبت 14 كانون الأول 2005 ، وخلال قيام دورية من قوة السواحل العراقية بواجبها اعترضت سفينة تقوم بتهريب النفط العراقي وكان قبطانها ايرانيا واثناء قطرها هذه السفينة الى ميناء "ابوفلوس " العراقي ، هبت البحرية الأيرانية لنجدتها وفتحت النار من زوارق سريعة فأصيب جندي بجروح خطيرة وأسرت الجنود الثمانية الباقين واقتادت الباخرة وزورقين نهريين عراقيين .

و صرح السيد آمر خفر السواحل مؤيدا صحة هذه الأخبار ، وكذلك السيد محافظ البصرة الحبيبة والذي أكد على ان هذه " ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها الزوارق الأيرانية دوريات عراقية حيث كانت تلك الزوارق ترافق بين فترة واخرى بواخر تهرب النفط العراقي وتوفر لها الحماية " ، واضاف مؤكدا ان الحكومة المركزية لاتولى أي اهتمام للأنتهاكات الأيرانية رغم ابلاغها بذلك ، وانها تتجاهل أي اتهام لأيران.

في الجانب الأيراني انكر القائم بالأعمال الأيراني هذه الأخبار ووصفها بأنها " غير صحيحة " ، وفي وقت آخر صرح بأن " حرس السواحل الأيراني اوقف سفينة عراقية وقاربين مرافقين لها " مبررا ذلك " لدخولهما المياه الأيرانية " ، ولكن الناطق بأسم وزارة الخارجية الأيرانية قال بأنه وقعت مواجهة بين " سفينة شحن ايرانية ودورية بحرية عراقية في المياه الأقليمية بين البلدين " وان سبب المواجهة لايزال " رهن التحقيق " .

وفي الجانب العراقي وصفت وزارة الخارجية العراقية في بيان لها جريمة الأعتداء الغادر بـ " الحادث الحدودي " وافادت بأن السيد الوزير طلب من السيد القائم بالأعمال الأيراني معالجة " كافة الحوادث الحدودية بروح الجيرة " ،ولم ينس السيد الوزير ان يؤكد على " الأخوة والعلاقات التاريخية بين البلدين " .

و السيد رئيس الجمهورية ادلى بدلوه مبررا ما حصل انه قد وقع بطريق الخطأ ، او قد " يكون الجنود العراقيون اخترقوا الحدود " ، مقدما هدية جميلة لجيراننا الأيرانيين كي يبرروا فعلتهم ، ومستبقا نتيجة تحقيق السلطة الأيرانية .

اما الأحزاب العراقية التي تربطها صلات قوية جدا جدا بنظام الحكم الدكتاتوري في ايران ، فأنها لم تنبس بشفة فكأن الأمر لا يعنيها وكأن الجريمة قد وقعت في بلاد الواق الواق ، ولم تحصل في مدينة البصرة وهي مدينة عراقية ، وكأن العراق والبصرة لا تعنيهم ، وكأن الجنود الذين اسرتهم البحرية الأيرانية ليسوا عراقيين ، متناسين انهم يقودون الحكومة التي من واجباتها الأساسية الحفاظ على سيادة البلاد وحياة العباد ، ولكن لهم العذر في ذلك ومعهم الحق في السكوت ، فكيف لأحد ان ينتقد ممول حملته الأنتخابية .

الجميع يعلم انه بدأ تهريب النفط العراقي منذ ايام الطاغية صدام ، وتعاونت ايران معه ، وقدمت له المساعدة بالتعاون مع بعض مشايخ الخليج العربي ، وهذا لم يكن سرا على الأمم المتحدة ولا على الولايات المتحدة ، وبعد سقوط الصنم تواصلت عمليات تهريب النفط بشكل اوسع من السابق ، واصبحت ايران هي التي تقوم بهذه المهمة بعد سقوط شريكها السابق الطاغية صدام ، مستفيدة من تعاون بعض النفوس الضعيفة الخالية من الضمير والوجدان .

ولم يكشف السيد محافظ البصرة سرا بقوله ان " الزوارق الأيرانية ترافق بين فترة واخرى بواخر تهرب النفط العراقي وتوفر لها الحماية " ، فهذه الحقيقة معروفة لدى ابناء الشعب العراقي وخاصة اهالي البصرة الكرام ، وكذلك معروفة لدى الحكومة العراقية ولدى الساسة العراقيين ، ولكن لم تكن لديهم شجاعة السيد المحافظ حينما رفع الصوت عاليا مشيرا الى ما تقوم به ايران من نهب منظم للثروة العراقية ، وللعلم فقط فأن السيد المحافظ منتم لحزب الفضيلة الأسلامي .

اما من هو في موقع المسؤولية الرسمية والحزبية ، فلقد صم آذانه وكأنه لم يسمع صرخة الشعب العراقي بإيقاف نهب الجارة المسلمة !!!! ايران لثروته ، فسوف يأتي يوم يحاسبه الشعب العراقي على جريمة تواطئه على حساب مصلحة الشب العراقي ، وطبعا سيتبع بعد ذلك حساب الله رب العالمين يوم القيامة .

تحية عراقية للسيد محافظ البصرة لتفضيله مصلحة العراق فوق أية مصلحة ، ولشجاعته في زمن كثر فيه الأدعياء.
عتب على السيد رئيس الجمهورية لمجاملته غير المبررة
وعتب على السيد وزيرالخارجية لعدم تسليم القائم بالأعمال الأيراني مذكرة شديدة اللهجة ومطالبته علنا بالتوقف عن نهب ثروة العراق ، واطلاق سراح الجنود العراقيين فورا .