| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. جواد الديوان

 

 

 

الثلاثاء 9/9/ 2008

 

روسيا القطب الثاني في العالم

د. جواد الديوان

استطاعت روسيا تسويق حربها مع جورجيا باعتبارها محاولة لاعادة القطبية للعالم (توضحت حدود القدرة الامريكية في الصراع الاخير في القوقاز) بعد ان اختفت في العقد الاخير من القرن الماضي، ورغم صعوبة ذلك وتداخل الاقتصاد في ذلك وربما حاولت روسيا رسم خط لمصالحها. وهلل لذلك من اتعبهم القطب الواحد، وسيوفر نظام القطبين حماية لانظمة تشابه نظام صدام حسين، ومنها ايران لتطوير قابلياتها النووية، ورسم بطولات وهمية في تحد النظام العالمي (حروب طويلة الامد وخرق قرارات مجلس الامن وتدخل في الشؤون الداخلية لدول اخرى مثل دول الخليج والعراق).
وتلعب الكراهية للولايات المتحدة الامريكية في التمني لتلعب روسيا دور القطب الاخر، وانتشرت تلك الكراهية بعد احداث افغانستان والعراق وقبلها الحصار الاقتصادي (1990-2003). وتعززت تلك الكراهية بين العرب، وغذى الكراهية جيش من الاحزاب والحركات القومية ورجال الدين والحركات الاسلامية من خلال ارساء العداوة للولايات المتحدة الامريكية للعرب والاسلام (الاخوان المسلمون والايرانيون والمتطرفون والاحزاب الاسلامية في العراق). وساهم الاعلام العربي بشكل كبير في انتشار وتعزيز الكراهية، وربما لان العرب يعشقون دور المناذرة والغساسنة. واحداث العنف في العراق وغزة ولبنان واشكالية اسرائيل وغيرها عززت تلك الكراهية حيث فقد العرب اليات الفخر. وفي العراق ضاعف فشل الاحزاب الاسلامية في الحكم (ترفض الكتل السياسية اعتبارها اسلامية رغم منطلقاتها وبرامجها واسمائها) من النقمة والكراهية للولايات المتحدة الامريكية باعتبارها حاضنة لتلك الاحزاب والحركات والكتل السياسية، بل وممول لها ومساهمة في وصولها للسلطة، بل ان تلك الاحزاب تجد في فشلها التواجد الامريكي.
وقد تشكل روسيا تحالفا من سوريا وايران وحزب الله والراديكاليين (ماركسيون واسلامويون وغيرهم) لزعزعة امن القوات الامريكية في العراق (الحرب بالنيابة من سمات الحرب الباردة سابقا)، وعنده ستتشكل جبهة عريضة من المجموعات المسلحة شيعية وسنية بمساندة سوريا وايران، وستضم القاعدة (اوضحت وزارة الداخلية بان العرب من القاعدة تركوا العراق) والجيوش متعددة الاسماء (جيش الحق وجيش عمر وجيش المهدي وغيرها فلا زال افرادها بعد ان تمتعوا بالعفو الاخير تنشر الصحف احاديث لهم يفتخرون بالقتل والتهجير وغيرها). ويرافق زعزعة امن القوات الامريكية خرق امن العراق، وتظهر في الصورة انفجارات وقتل عشوائي وتهجير (الفتاوي الجديدة تحرم الدم ولا تحرم التهجير!) وخطف وغيرها، وتلعب العصابات المسلحة دورا لتشل حركة الاقتصاد العراقي من خلال مهاجمة الاسواق والنشاطات الاخرى من تعليم وخدمات صحية وبلدية وغيرها.
وربما كان لروسيا دورا واضحا في احداث العنف للسنوات السابقة في العراق من خلال تزويد العصابات المسلحة بالاسلحة المتطورة ومنها ما يسمى بالتكنولوجيا المتناهية في الصغر (الميني تكنولوجي). وان صناعة مثل تلك المعدات بعيدا عن قابلياتهما!. وبهذا فان روسيا تعمل منذ فترة طويلة على تقديم نفسها القطب الثاني في العالم، فكانت فرصة في الحرب مع جورجيا، بعد ان استفادت من زعزعة الامن العراقي، وكانت الارقام الفلكية لضحايا الارهاب.
يؤثر الاصطفاف كردي – عربي سلبا على بعض الديمقراطيين، فتصور بعضهم بان الاكراد تجاوزوا كل الخطوط في مطاليبهم وتصرفاتهم، وعزز ذلك التصور اشكالية كركوك. والتصويت السري في البرلمان للمادة 24 من قانون انتخابات مجالس المحافظات رد فعل لذلك الاصطفاف، وربما للبعث دور فيه، لا صحوة داخل البرلمان كما يصوره البعض. ويضغط بعض هؤلاء الديمقراطيين لتحجيم علاقات احزابهم او تأييدها للكرد. وقد ينضم ديمقراطيون لتلك الجبهة العريضة (حزب الله – الجماعات المسلحة) وتختلط الاوراق.
ستنال العمليات الارهابية الديمقراطيين بالتاكيد وخاصة انهم يعملون على بناء الوطن بعيدا عن افكار القوميات والمذاهب الدينية، وبالتعايش مع قوات التحالف. وستطالهم وصمات الكفر والخيانة! الى غير ذلك من قوالب تلك المجاميع المسلحة. وربما سيدفع العراقيون ثمن ظهور قطب عالمي ثاني، فقد تباكى ساسته الجدد في الحكومة والبرلمان على غياب ذلك القطب، وقد يكون خطاب الجلاء للمالكي في مؤتمر عشائري جزء من ترتيبات روسيا لتلعب القطب الثاني.

 

free web counter