| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. جواد الديوان

 

 

 

الخميس 18/6/ 2009



انتخابات في الشرق الاوسط

د. جواد الديوان

هزيمة حزب الله في الانتخابات الاخيرة في لبنان رسالة ترفض الدور في صياغة اليات الحكم في لبنان (الثلث المعطل)، وترفض الشعارات للحماسة والتغني بما يسمونه المقاومة واثار الحروب، رغم احتفالات حزب الله بالنصر في المواجهة الاخيرة مع اسرائيل. وربما لعبت الولايات المتحدة الامريكية دورا في تحجيم حزب الله في لبنان، وبالتالي تحديد للدور الايراني في منطقة الشرق الاوسط (الصراع العربي الاسرائيلي وامن الخليج العربي). وكانت اليات ذلك الانسحاب السوري من لبنان والمحكمة الدولية في اغتيال الحريري، وربما كذلك خطاب اوبامافي القاهرة في انتقاد الفكر العربي التقليدي متمثلا في القاء اسرائيل بالبحر، والعمل على حل الدولتين.

وفي محاولة لتجاوز الهزيمة ابرق السيد حسن نصرالله مهنئا نجاد بفوزه في الانتخابات الايرانية الاخيرة باعتباره نصرا للمستضعفين، في قراءة خاطئة للنص المقدس (ونريد ان نمَن على الذين استضعفوا في الارض ويجعلهم ائمة ويجعلهم الوارثين)
الاية 5 سورة القصص، وهي اشارة واضحة لمعاناة قوم موسى في عهد فرعون، وكذلك الامل لمن عانى من المسلمين قبل الهجرة الى يثرب. ووصف الولي الفقيه (خامنئي) فوز نجاد بالعيد. وتواجه ايران صعوبات ذلك النصر او العيد، حيث المظاهرات والعنف والمصادمات التي عجزت فيها كلمات الولي الفقيه من التهدئة.

ان المرشحين في الانتخابات الايرانية (نجاد وموسوي وكروبي ورضائي) ابناء النظام الايراني، وشغلوا مناصب رفيعة في السنوات السابقة في ظل ولاية الفقيه. ولم تظهر اختلافات جوهرية في برامج المتنافسين، رغم الانشطار الى اصلاحيين ومحافظين. والصراع عندها تعبيرا عن التغير في اليات الحكم وتحديد اولويات ايران ورفض لدور ايران الحالي في منطقة الشرق الاوسط وبالتحديد النزاع الفلسطيني الاسرائيلي وامن الخليج العربي ورفض مواجهة العالم في اشكالية السلاح النووي. وسبق خطاب اوباما في القاهرة هذه الانتخابات والاضطرابات، في اشارته لاسقاط حكومة مصدق المنتخبة في بدايات الخمسينات من القرن العشرين باعتبارها بداية لاشكاليات ايران مع الولايات المتحدة الامريكية، وربما يمثل هذا اعتذارا عن الدور الامريكي في اسقاط حكومة مصدق، وتشجيع على ممارسات ديمقراطية بل قد تكون اشارات دعم. كما قدم اوباما تصورا لعلاقة مستقبلية مع ايران حين تسعى الاخيرة لعلاقات طبيعية مع دول الخليج والشرق الاوسط والعالم وتتخلى عن دعم الارهاب وامتلاك السلاح النووي.

ويؤثر الحراك في المنطقة على ساسة العراق، ومن المؤكد ان قادة الائتلاف على دراية واسعة باوضاع ايران وحتى قبل انفجار الاوضاع هناك، وهزيمة حزب الله متوقعة (تنافس ابناء الائتلاف العراقي الموحد في انتخابات مجالس المحافظات، ومن المؤكد تنافسهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة). فكان تكليف عبد العزيز الحكيم (قائد الائتلاف) لهمام حمودي لتفعيل الائتلاف العراقي الموحد بعد انفراط عقد لاعبيه، مع تراجع اعلامي واضح لوراثة القيادة. والمفاجاة في تكليف الدكتور احمد الجلبي بالمهمة لاحقا، وربما مثلت الخطوة فشل القيادات التقليدية في جمع حلفاء الامس (التيار الصدري وحزب الفضيلة وتيار الاصلاح الوطني وغيرهم). وبعد زيارته للمرجع السيستاني، يشير الجلبي لمحاولة تقديم ائتلاف عراقي موحد يضم كل مكونات الشعب العراقي (الاشارة ضمنا لاستبعاد التيار الديمقراطي) ويحدد الهدف بالحصول على اغلبية برلمانية، فقد تشابهت برامج الاحزاب والكتل السياسية. ويخطط قادة الائتلاف لدور اكبر في البرلمان حين يتجاوز العراق الديمقراطية التوافقية.

وحين يعجز التيار الديمقراطي عن تحقيق اي تمثيل برلماني مؤثر في الانتخابات القادمة، كما فشل في انتخابات مجالس المحافظات الماضية، ستفلح الاحزاب الاسلامية في تعديل للدستور يؤكد على تشريع قوانين لا تتعارض مع ثوابت الاسلام، دون ان يؤكد وجوب عدم تعارضها مع الديمقراطية وحقوق الانسان. ونتحسر عندها على نصوص دستورية ربما ساهمت الولايات المتحدة الامريكية في صياغتها.

 

free web counter