| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. جواد الديوان

 

 

 

                                                                                  الأربعاء 13/6/ 2012



مجموعة العمل الوبائي للسيطرة على الادمان واساءة استخدام المواد

د. جواد الديوان

حرص خبراء من مجموعة العمل للوبائيات الاجتماعية Community Epidemiology Working Group  (CEWG) حول ظاهرة اساءة استخدام المواد والادوية في الولايات المتحدة الامريكية، على تقديم اولي معي للتعريف بالمجموعة وتشكيلها واهدافها واليات عملها وغيرها قبل حضور اجتماعاتها في شهر كانون الثاني 2012 في سان انتينيو / تكساس. وهولاء امضوا اعمارهم في متابعة ظاهرة الادمان والاعتماد على الادوية والمواد والتعود عليها وغيرها من الظواهر. وكانت هذه ظاهرة خاصة بالمدن وخاصة بالمدن الكبيرة في حين انتشارها محدودة في الارياف وقتها.

مادة الحشيشة (الماريوانا) والكوكائين والامفتاين شغلت اعمال اللجنة ومنذ 1978. فجمعوا المعلومات من اقسام الطواريء في المستشفيات لرسم صور كاملة عن هذه الظاهرة (اعمار وجنس المتعاطين لكل مادة ومهنهم وسكنهم واليات التعاطي وطقوسه وما تصنعه تلك المواد بهم والتغيرات السلوكية للمتعاطين واليات الادمان وغيرها). وحركوا الاعلام نحو هذه المشكلة، وهذا جزء من التثقيف الصحي للناس لمحاربة هذه الازمة. والاعلام يدفع قطاعات واسعة تتعلق بصحة الانسان وسلوكه ومهامه الانتاجية في الحياة لتعمل على الوقاية والحد من الظاهرة ومنعها. وهذه المجموعة جزء من نشاط علمي واسع حول الامر يتمثل في المعهد الوطني لاساءة استخدام الادوية NIDA وكلية مشاكل الاعتماد على الادوية CPDD وقد  شاركت بمؤتمراتها في حزيران 2011  وساشارك بمؤتمراتها في حزيران 2012.

وتظهر طرق تعاطي او استخدام جديدة، وفي نهاية السبعينات ظهر ان الكوكائين يتم تعاطيه عن طريق التدخين، وكانت الطريقة الشائعة الشم. وظهر اسم الكوكائين  في التدخين "كراك" حيث الاصوات التي يسمعها المتعاطي عند تدخين الكوكائين، وتشبه وقع السوط. ويقف الباعة في شوارع المدن الكبيرة يطلقوا اصواتا تشبه وقع السياط ليعرف المتعاطون بان هناك كوكائين للتدخين، وامام الناس والشرطة وغيرهم حيث لا يعرف هذه الشفرة غيرهم.

ان نسب انتشار الظاهرة تختلف من ولاية امريكية الى اخرى، وكذلك اليات التعاطي والتسويق وما يصاحب التعاطي من اشكاليات. وتعقد مجموعة العمل الوبائي  اجتماعا CEWG كل ستة اشهر في ولاية. واجتماعها السابق كانون الثاني 2012 في تكساس والاجتماع اللاحق في كاليفورنيا.

وفي العراق يشير الاعلام الى تنامي ظاهرة الادمان على المخدرات وكذلك سوء استخدام المواد والادوية والاعتماد عليها. والمسح العراقي للصحة العقلية (2006) ويسمونه أفحص يقدم نسبة انتشار لهذه الظاهرة 1.5%وهذه نسبة قليلة جدا، رغم ان المسح شمل العراق باشمله الا انه جرى في سنوات انتشار العنف او الحرب الاهلية، ولم تستطع فرق المسح التعامل مع المهجرين في الداخل والخارج لم يستطع القائمون عليه الوصول لهم (اثرا سلبا على نتائج المسح). كما يصعب الوصول الى افراد العينة في المناطق الساخنة وقتها، واثرت سيطرة المليشات على المناطق سلبا على النتائج حيث ينكر افراد العينة استخدامها خوفا من المليشيات، مما يؤثر سلبا على النتائج. وفي 2010 جرى مسح في بغداد شمل 3000 شخص تم اختيارهم عشوائيا من مراكز الشباب. والنتائج تشير الى ان 10.7% من الشباب يتعاطون الخمور و 6.7% يتعاطون مواد اخرى. وربما كانت نتائج هذا المسح حافزا لظهور مجموعة العمل الوبائي العراقية لدراسة هذه الظاهرة في العراق.

حجم المشكلة واعمار وجنس المصابين بها ومهنهم ومستواهم الثقافي وكذلك المستوى الاجتماعي والاقتصادي واماكن سكنهم وغيرها من المتغيرات. ثم انواع المواد واليات تعاطيها واشكاليات الادمان وطقوس تناولها وما يصاحبها من ظواهر اخرى واشكاليات عديدة، مهم لرسم صورة واضحة لهذه الظاهرة. وتتعدد مصادر المعلومات في العراق، فهناك جانب مهم في اقسام الطواريء (المصابون بالتسمم بالجرع الزائدة، او المصابون بالحوادث نتيجة خلل بالتركيز والمعارف والتوازن وغيرها بسبب هذه الظاهرة او المصابون باعتداء من متعاطي هذه المواد وغيرها)، وتقارير الطب العدلي (حيث يتم فحص المقبوض عليهم بسبب تعاطي هذه المواد او المتجارة بها او تحليل المواد المصادرة منهم او المهربة او فحوصات الاعتداءات الجنسية بسبب هذه الظاهرة وغيرها الكثير) والشرطة (المواد المهربة والمقبوض عليها وما ينتج عرضيا عن تحقيقاتهم وغيرها الكثير) ومركز السيطرة على الايدز (الاصابات بالايدز نتيجة استخدام استخدام المواد بالحقن وغيرها) والمحاكم (القضايا التي تنظرها المحاكم بسبب هذه الاشكاليات) ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية (السجون والاصلاحيات) ومصادر عديدة اخرى.

وتم عقد اجتماع اولي في نيسان 2012 يسبق اجتماع CEWG في مايس وكانت المفاجاة هي رفض الكثير من الكوادر الطبية التعاطي مع الارقام بحجة سريتها وخوفهم من تسربها للامريكان، وقد شجعهم على الرفض من يشغل منصبا مهما بالقول بان عليهم طلب ترخيص من الادارات العليا حول تقديم المعلومات لان ذلك يشكل خطرا على العراق!. الادارات الصحية تحفظت كثيرا وتحججت بالسرية اكثر من ادارات السجون والشرطة والكمارك وغيرها. وربما لان الادارات الصحية توارثت اشكاليات النظام السابق بالتعامل مع الارقام في حين كانت ادارات جديدة في السجون والشرطة والكمارك.

تم عقد اجتماع CEWG  في الشراتون وقدم البعض ارقاما وتخلف البعض، وتشكلت صورة عن هذه المشكلة نقدمها مي مقال اخر.      

 


 

free web counter