| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. جواد الديوان

 

 

 

 

السبت 10/3/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس


 

ذكريات اخرى للقمع الوحشي


د. جواد كاظم الديوان

يؤرخ السيد جاسم الحلوائي لنهاية السبعينات في العراق حيث هجمة البعث على الحزب الشيوعي العراقي، ويعزز ذلك بأحداث شخصية للمقربين منه. وتعرفت على جاسم الحلوائي من مقال له في مجلة الثقافة الجديدة وقتها وما رواه د. فاضل البراك (مؤرخ ومدير الامن العام) في كتابه تحالفات الاضداد وقد ارفق ذلك بصورة للحلوائي مؤكدا على تحالف حزب الدعوة مع الشيوعي العراقي. ويشير الحلوائي الى دور رجال الامن في ملاحقة الشيوعيين واجبارهم على توقيع التعهد المشار المشهور! ويغفل دور كوادر البعث في ذلك. فقد ساهم بعض البعثيين في ذلك بل تجاوزوا رجال الامن!. ووددت رواية ما حصل في البصرة بين الاطباء فقد اشار الحلوائي الى الشهيد حسن مرجان (طالب في السنة الاخيرة / كلية طب البصرة) والشهيد ابو زيتون (محمد جواد طعمة) واغفل الشهيد فالح (طالب في السنة الاخيرة / كلية طب البصرة) حيث اعدمه البعث بعد اكتشاف جوازه المزور في المطار (يشير الحلوائي الى تزوير الجوازات).
كنت ايامها طبيب مقيم (حديث التخرج) في مستشفى البصرة الجمهوري وزارني في ساعة متأخرة من الليل استاذ من كلية الطب – البصرة (طبيب بيطري) ومعه طالب مخضرم (سجل سنوات رسوب عديدة) اثناء خفارتي في النسائية والتوليد وهدد وتوعد يدفعني لتوقيع التعهد المشار اليه ورفضوا شرب الشاي الذي طلبته لهم. وبعدها بفترة جمع طبيب اختصاص بالانف والاذن والحنجرة في مستشفى البصرة الجمهوري بعض الاطباء الشيوعيين وهدد وتوعد بشكل اخر مشيرا الى ان الدكتور كامل (عضو اللجنة المحلية) وقع التعهد وسلم مبلغ ثمانية الاف دينارا للامن وهي امانات الحزب الشيوعي لديه. وقد وجدنا هذا الطبيب الاختصاصي يعمل وكأنه من مراتب الامن في داخل مديرية الامن! وهكذا من مناظر الفلقة والتعليق بالسقف والكهرباء وسلك الهاتف لأخرين وقع الجميع على التعهد. وتجاوز البعض الازمة ليعمل مدير عام ابان الحرب العراقية الايرانية ومنهم من اصبح اشد تنكيلا بالشيوعيين من البعث!
لقد حارب البعث الافكار بعد ان تخلى عنها الاشخاص وقتل امكانية التفكير لدى العراقيين فأصبح القبول بالدراسات العليا خاضعا لحزب البعث وحرموا الشيوعيين السابقين ومختلف الفئات من الشهادات العليا واختفت المنافسة في التعليم العالي. وبعد ان تعوقت في الحرب العراقية الايرانية (نسبة العجز 60%) تم قبولي في الدراسات العليا وتابعني الامن بشكل دقيق واستدعاني ضباطه كل شهر. واخيرا وردت منهم اشارات عن اعدام شقيق زوجتي الشهيد خالد شاكر محمد جواد الاسدي بعد اشهر من تخرجه من كلية الهندسة والتحاقه بالخدمة العسكرية متهما بالانتماء لحزب الدعوة وقد تسلمنا جثمانه الطاهر بعد اسبوع من مقتل شقيقها الاخر سامي شاكر محمد جواد الاسدي رحمه الله وعندها غادر شقيقاها العراق الى السويد واستراليا فحاصرتنا عيون رجال الامن والبعث بشكل ملفت للنظر وفق نظرية البراك في كتابه المشار اليه فغادرت العراق ثم عائلتي (زوجتي واطفالي) بعد الابتزاز.
وسنحت فرصة بعد الاحداث الاخيرة فعاتبت الاستاذ المشار اليه (الطبيب البيطري المشار اليه، وكان قد انتقل الى كلية الطب المستنصرية وبعدها ملحق ثقافي في باريس بعد اشكالات علمية له في المستنصرية) عن تلك الايام فأجاب بأنه حاول انقاذ حياتي واشار طبيب الانف والاذن والحنجرة الاختصاصي الى كونه حاول انقاذ حياة البعض خلال عمله مع مراتب الامن!. لقد اندفعا لازاحة المنافسين، نافسناهم على حب الناس وفي ميادين العمل والثقافة وكذلك ميدان العلم. لقد زرع البعث حب الذات وسهل التقدم بالعمل بدون المنافسة امام هؤلاء فتدهور التعليم العالي والبحث العلمي في العراق ونجني ثمار تلك التصرفات بعد ان اختفت التقاليد العلمية وقيمة الشهادة العلمية حين تقاضى مضمد حمل شارة البعث عشرة اضعاف ما يتقاضاه الطبيب الذي يعمل معه. واخيرا قفز العديد من الاطباء حملة شارة حزب البعث للادارة العليا في وزارة الصحة بعد سقوط نظام البعث ولا زالوا حيث كانت امنياتنا بالعدل والمساواة فبقى البعثيون قادة .