جمعة عبدالله
الخميس 8/3/ 2012
الكهرباء والفساد
جمعه عبدالله
ان الارهاب والفساد هما وجهان لعملة واحدة , فبقدر ما يحصد الارهاب ويزهق ارواح المواطنيين الابرياء , في نفس الحجم الفساد الذي ينخر جسد الدولة ماليا ويستنزف موارها المالية فتعجز ان تلبي حاجياتها الاساسية فيصيب عملها ومهامها بالشلل والعجز في اداء مسؤوليتها المناطة القيام بها , بسبب سرطان الفساد , ومن جملة ما أصاب هذا السرطان هو الكهرباء ,التي تعاني من ازمة حادة في هذا الشريان الحيوي ,انعكست بشكل خطير على حياة المواطنيين . رغم تخصيص اموال ظخمة ( 27 ) مليار دولار حتى عام ( 2010 ) من اجل تخفيف حدة الازمة وتخفيف معاناة الشعب من شرورها الضاربة في الاعماق , لكن هذه الاموال والجهود ذهبت ادراج الرياح , وظلت الازمة دون حل بل تفاقمت ازمة الكهرباء اكثر من السابق .لماذا ؟؟ اين الاموال التي خصصت اليها ( 27 ) مليار دولار ؟؟ الى اية جهة ذهبت ؟ واين حط بها الرحال ؟ لماذا ظل انتاج الطاقة الكهربائية يتراوح بما كان عليه في عام ( 2003 ) وبطاقة مقدارها ( 6 ) الاف ميغا واط . كما اكد عليه تقرير لجنة النفط والطاقة النيابية ثم يستخلص التقرير ويؤكد بان الفساد كان ابرز المعوقات في حلحة الازمة . اي بمعنى بان الاموال سرقت ونهبت في عاصفة الفساد . وان التصريحات التي تطلق بين فترة واخرى بقرب الحل لازمة الكهرباء كان مجرد امتصاص للنقمة الشعبية , او التستر على المجرمين والسراق الذين تفننوا في اساليب الاختلاس واكتسبوا جدارة فائقة وبشكل شرعي وتحت غطاء القانون وضمن الفوضى السياسية وتبادل الادوار والتفنن في ضياع الوثائق وتضخيم قيمة المشاريع ماليا وحتى بعقود وهمية وصار نهج حتى اصبح بما يسمى مدرسة الفساد العراقي .. لو استخدمت هذه الاموال في مسارها الصحيح بروح الحرص والمسؤولية تجاه الوطن والشعب لقطفنا ثمارها الان او فوائدها و منها ...
1 - توفير ساعات طويلة دون انقطاع التيار الكهربائي وهذا له فوائد جمة منها زيادة ساعات تشغيل المعامل والمصانع والمحلات الكبيرة وهذا من شأنه ان يساعد على تخفيف ازمة البطالة المتفاقمة وخاصة في اوساط الشباب....
2 - يخفف من جشع اصحاب المولدات الكهربائية ...
3 - ينقذونا من هدير وضجيج المولدات ومن دخانها المسموم ...
4 - تساعد على انارة اضوية الشوارع والبيوت لانها حين يخيم الظلام تبدو الشوارع موحشة كأنها شوارع اشباح وتبدو البيوت في وسط الظلام كأنها قبور مهجورة . لكن في ظل عدم المحاسبة وانعدام الرقابة المالية وانعدام الحرص والمسؤولية وغياب دور الحكومة والبرلمان شجع الكثير وسهل عمليات الاحتيال وفق شعار ( انهب واهرب ) .
ان العراق انفرد بهذا الامتياز بغسل اموال الدولة وباختلاسا ت التي لم يشهده حتى في النظام الدكتاتوري . لو كان هناك حرص على مستقبل العراق لكان مصير هؤولاء السجن والمحاكمة كما هو معمول به في كل دول العالم وهناك امثلة كثيرة الا في العراق حيث يمتلكون الحصانة القانونية والحصانة الحزبية وفق شعار ( انصر اخاك ظالما او مظلوما ) . لذا اقدم اقتراحي الى السادة النواب بالموافقة عليه وانا اشكرهم عليه والاقتراح هو ( نص بجيبك ونص للدولة ).
وهذا حل مقبول ضمن المناخ السياسي السائد اي اذا طبق نقول بكل ثقة واعتزاز باننا استطعنا ان نقضي على نصف الفساد وسنرى هناك مشاريع فعلية تجري على الارض .
واقدم اقتراحي الثاني الى شعبنا الصابر على هذه المهازل ان يوافق بكل سرور ورحابة على تحصيل موافقة من البرلمان على تخصيص ( 20 ) سيارة مصفحة وليس سيارة مصفحة واحدة لكل عضو برلماني ومن اموال الدولة.