|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء 7/8/ 2012                                                       جمعة عبدالله                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 


زيارة وزير خارجية تركيا والتصعيد الاعلامي الخطير

جمعة عبدالله

ان الاحتراب السياسي بين اطراف العملية السياسية سمح لدول الجوار ( تركيا - ايران ) بالتدخل في الشؤون الداخلية , والتأثير على استقلالية القرار السياسي . ان هذه الثغرات الكبيرة والهوة العميقة وانعدام الثقة وسياسة الاستقواء والاستعانة بهذه الدول في التنافس الحاد والمرير على السلطة والنفوذ والمال , جعلت الاخرين يستغلون هذا الشرخ العميق لتدخلاتهم في الشأن الداخلي وان يخرقوا السيادة الوطنية , ويؤثروا في استمرار الازمة السياسية وفق اهدافهم واطماعهم المعادية لطموحات الشعب والوطن , وانهم حجرة عثرة في طريق بناء نظام سياسي مستقر في العراق يحقق اهداف وطموحات الشعب بكل قومياته واقلياته المختلفة . ان اهداف هذه الدول هو السعي الى اضعاف العراق وسلب ارادته وخلق فجوة من التناحر والعنف بين مكوناته العرقية والدينية , حتى يكون كيان ضعيف لا يمكنه ان يصمد امام التحديات المصيرية , ويسلب منه حق صنع القرار السياسي المستقل او يعجز عن الدفاع عن استقلاله وسيادته الوطنية . مما جعل دول الجوار ان تسرح وتمرح دون رقيب او محاسبة , حتى صارت رقيب على طموحات الشعب والتحكم في مرفق الدولة الحيوية ..

ان التخندق بالطائفية والمحاصصة السياسية , جعل من العملية السياسية تولد وليد مشوه ومبتور الجناحين وضعيف ومسلوب الارادة بفعل التفكير الخاطئ والسيء في السعي بالحصول على اكبر قدر ممكن من المكاسب في السلطة والنفوذ والمال . ان هذه التوجهات المدمرة تسمح من هب ودب ان يتدخل في الشأن العراقي ويثير النعرات الطائفية والقومية بهدف تخريب النسيج الاجتماعي المتاخي , وزرع الفتنة واشعال الحرائق وبالتالي تدمير الوطن سوى في الجنوب او في الشمال . ولهذا على الاطراف السياسية ان تتحمل مسؤوليتها الوطنية وا لاخلاقية في اطفاء هذه الحرائق المدمرة وقطع الطريق على كل من يريد التصيد بالماء العكر . وعليها اختيار طريق اخر يصب في وقف التدهور والمنزلقات الخطيرة . يتطلب على الجميع وقفة مسؤولة بعين العقل والحكمة وبالشعور والاحساس الوطني , باختيار طريق الحوار لحل المشاكل والمعضلات العالقة بين الاطراف السياسية , ووقف حملات الاعلامية والتصعيدالخطير في العلاقات بين الكتل السياسية , ونبذ كل اشكال العنف , ومد جسور الثقة واحترام حقوق الاخرين , وقطع روافد تدخل دول الجوار ( تركيا - ايران ) والالتفات الى مصالح الشعب وحل الازمة الخطيرة بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان بالطرق السلمية بما يخدم مصالح الوطن الواحد , والوقوف بحزم وصرامة بوجه تدخلات دول الجوار السافرة مهما كانت غاياتها وذرائعها .

ان ابناء العراق الاتحادي قادرين على حل مشاكلهم وازماتهم بدون تدخل الطارئين من دول الجوار . وردم الثغرات والنواقص من هذا الطرف او ذاك , وترك وتمزيق سياسة الاستقواء بالاخرين , فانها لن تقود إلا بتعميق الازمة واشعال الحرائق وفي النهاية ستضعف الجميع وتكون الخسارة والطامة الكبرى على رؤوس الجميع .. اما بخصوص زيارة وزير خارجية تركيا التي اشعلت الاحتراب السياسي بالتصعيد الخطير , والتي اعتبرتها الحكومة الاتحادية هذه الزيارة بانها تمت بدون علمها واعتبرتها تجاوز على السيادة ومحملة حكومة اقليم كردستان تبعات هذا التجاوز . لكن مصادر اقليم كردستان تؤكد بان زيارة وزير خارجية تركيا بانه كان يحمل تأشيرة دخول رسمية ( الفيزه ) الى العراق صادرة من السفارة العراقية في انقرة مما يتيح له زيارة اي منطقة في العراق , ولم يصدر رغم التصعيد الخطير من الحكومة الاتحادية اي تفسير يثبت صحة هذا الادعاء او ينفي ذلك . وهذا يدل على التسرع السياسي في تحميل الوضع المتدهور اصلا اثقال جديدة تصب في تعميق الازمة الراهنة .. ان على الحكومة العراقية ان تصدر تصريح رسمي يؤكد او ينفي حصول وزير خارجية تركيا على سمة الدخول وليس ترك الامور مبهمة تساعد على التأزم الاعلامي .
 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter