|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  7 / 12 / 2013                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

عين الحاسود فيها صخرة عبعوب

جمعة عبدالله 

حين تضيع الضوابط والمعايير والقواعد والاعراف , التي تنظم الحملات الانتخابية والترويج الانتخابي , وفق قاعدة التنافس الشريف , ضمن اجواء ديمقراطية , حتى يأتي البرلمان القادم معبر عن اختيارات الشعب دون ضغوط او اجبار او تهديد او بالوعود المعسولة المزيفة , والتي بعيدة المنال , وفي ظل هذه الفوضى بانعدام وجود قانون الانتخابي الذي ينظم هذه الانتخابات بشكل قانوني عادل , يمنع التطاول والتجاوز , الذي يضر في سمعة وهيبة العملية الديموقراطية , الترويج الانتخابي بدون هذه الضوابط , تصبح الشطارة الشيطانية والالاعيب الماكرة , هي البوصلة الحقيقية التي تحدد القوائم الفائزة , ويصبح كل شيئ ممكن المعقول والغير المعقول , وعين الحاسود فيها صخرة عبعوب , ضمن هذا المناخ السائد , تحاول كتلة المالكي استثمارها افضل استثمار واستغلال , من اجل تحقيق حلم الولاية الثالثة , وان الذين راهنوا على طيء صفحة المالكي الى الابد , سيصابون بالفشل الذريع . ليس بسبب , بان المالكي جدير بالولاية الثالثة , او انه كان بمستوى المسؤولية والطموح . او انه كانت فترة حكمه ثماني سنوات , قدم انجازات كبيرة التي تخدم الشعب , ان نجاحه بدأ يظهر على المشهد السياسي , باعتماد على استغلال اموال الدولة , للصرف الباذخ على حملته الانتخابية , بدون وجع ضمير او وجدان حي , وخلال جولاته بين المحافظات , التي اتسمت بكرم حاتم الطائي بتوزيع الاموال على رؤساء العشائر , في ضبط افراد كل عشيرة , بالتوجه الى صناديق الاقتراع للانتخاب قائمة المالكي دون غيرها , وهو يدرك بشكل جيدا بان العراق مبتلي ومصاب بثقافة القطيع , والتي ستلعب دورا حاسما , في نتائج الانتخابات , اذ تقاد الجموع كالخرفان , الى انتخاب المالكي , وكذلك بدأ نشاط ماكنة التعيين والتشغيل , وتوزيع الاراضي والدور السكنية , بهدف شراء اصوات الناخبين , كل هذا يجري على قدم وساق , في غفلة من الكتل السياسية , التي تغط في نوم عميق ( نايمة ورجليها بالشمس ) دون ان تحتج او تدين , او تحاول وقف هذه التجاوزات والخروقات , كأنها استسلمت بان تذهب الى انتخابات برلمانية مزيفة ومزورة , منذ الان , ان هذه الاساليب اللاديموقراطية , ستجلب الشؤم والمشاكل والازمات الخطيرة , ومن المفروض الحد منها , قبل فوات الاوان , وحتى البرلمان ظهر كأنه يعاني من الموت البطي , رغم كارثة الفيضانات , وما اصاب المواطنين من خسائر فادحة , كما ان بعض سكنة المناطق , باتوا مشردين باتعس حالة , وبرلماننا المشلول , لم يستطع ان يستجوب المسؤولين عن هذه الكارثة , فكيف يكون قادر عن وقف تجاوزات المالكي في الدعاية الانتخابية , وهل هناك حزب حاكم يستغل اموال الدولة , وينشط ماكنته الانتخابية باموال الدولة , في شراء اصوات الناخبين مقدما وبشكل علني , كأن لم يكن هناك احزاب معارضة , ان هذه الاساليب اللاشرعية , سوى موجودة في النظم الاستبدادية , وعودتنا عليها الحقبة الدكتاتورية , والان تعود في ثوب جديد , باسم الديموقراطية زورا وبهتانا . ان الذين ضحكوا كثيرا , من عبارة المالكي ( بعد ماننطيها ) , ستصبح حقيقة ملموسة في الانتخابات البرلمانية القادمة , سيضحك المالكي كثيرا عليهم , لانه نجح في شطارته الشيطانية ان يحقق حلمه الكبير , والكل يعرف ان المالكي بدون هذه الالاعيب الماكرة , ستظل تحقيق ولايته ابعد من المحال , بعد ان احترقت كل اوراقه , وسقطت عورات ثماني اعوام من حكمه , كانت بمثابة تتأجج المشاكل والازمات , ودفع العراق في عين العاصفة المدمرة , وهذا يحتم على الكتل السياسية الاخرى , مسؤولية الحفاظ على العراق من الوقوع في العواصف المدمرة والمخربة والهالكة , ويجب وقف هذه التجاوزات والخروقات , من اجل حملات انتخابية , تعتمد على المنافسة الشريفة , من اجل سلامة العراق وشعبه , لان المالكي عازم كل العزم على تحقيق الولاية الثالثة . حتى لو باع العراق , بثمن رخيص .
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter