كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 

الأثنين 30/4/ 2012

ساحة التحرير و عيد العمال المجيد‏ جمعه عبدالله ملحمة جواد سليم الشامخة في ساحة التحرير . انها اسطورة العراق التأريخية تؤرخ العراق منذ حضارة وادي الرافيدين الى العصور المظلمة المكبلة بالاغلال الى عهود الطغيان والسجون والمنافي .. الى لحظة النصر العظيم الذي حققه شعبنا في ثورة (14 ) تموز المجيدة . هذه عبقرية فنان الشعب الخالد , الذي جسد بصدق وامانة ملحمة الشعب النضالية وكذلك تطلعاته الى الحرية والانعتاق من الاغلال والقيود . وساحة التحرير شهدت واشتهرت بمأثر الشعب النضالية بافرحها واتراحها  . انها ساحة مركزية شهدت اعراس واحزان الشعب كاي ساحة مركزية في جميع بلدان العالم بان تكون محطة انطلاق لتعبير عن المطاليب السياسية والاقتصادية سوى كانت في بلدان ديموقراطية او بلدان استبدادية . هذه الساحة النضالية عرفت باقامة الاحتفالات الجماهيرية ومنها اعياد العمال المجيدة منذ سقوط النظام المقبور . وكل عام يحتفل العمال بعيدهم النضالي . ولكن اشتهر هذا المكان الجماهيري باحداث مأساوية واحداث قمع نزفت على ارضها دماء طاهرة .. دماء شبابية في عمر الزهور , كانت تتطلع الى المستقبل الزاهر .. تتطلع ان تأخذ نصيبها وحقها المشروع تحت شمس العراق . لا تحمل اسلحة ثقيلة اوخفيفة . لم تخطط الى انقلاب عسكري يطيح بسلطة ( المالكي ) او برلمانه المأبؤ بالطائفية البغيضة والمحاصصة المدمرة . ولم تمسك المعاول وادوات التخريب . انما تحمل في قلبها حب العراق وتحلم بعراق حر خالي من الاستغلال والقيود . عراق يرفل بالحب والعطاء والصفاء والخير لكل الشعب . تحمل صوت الحق والحقيقة النابع من اعماق هذا الشعب الصابر على المهازل احزاب الطائفية التي تتناحر وتتصارع من اجل السلطة والنفوذ والجاه ونهب المال الحرام . هذه الاحزاب والكتل شطبت من قاموسها ووجدانها معاناة الشعب واماله في الحياة الكريمة . تاجروا باحلام الشعب من اجل كسب حزبي او طائفي وحينما حصلت بما تريد , باعته في سوق النخاسة وهي الان تلوح بالقبضة الحديدية كل من يخالف شريعتها ونهجها المناقض للدستور العراقي ومخالف للاعراف الديموقراطية التي تؤمن بحق الشعب في في التعبير السلمي هكذا وباستهتار مرفوض وبتعالي فارغ بالتلفون يعلن قرار المنع كأن شيء غير مجدي .. بهذه الروح المتعالية تلغي اقامة احتفلات في هذه الساحة المباركة . كأنها تلغي وجود الطبقة العاملة العراقية صاحبة الامجاد النضالية . بينما تسمح باقامة في هذه الساحة لمهرجانات الفرح لتأيد القيادة الحكيمة وقائدها المظفر (المالكي ) وتقدم كل التساهيل والدعم المعنوي حتى تنجح في دعايتها الاعلامية , التي تذكرنا باحتفالات المقبور بين حين واخر دعما الى قائد العصر المجرم (صدام ) ان الجهات المختصة لم تقدم التفسير المنطقي والمعقول عن سبب المنع بعدم الاحتفال بعيد العمال في ساحة التحرير كما هو جاري منذ سقوط الصنم ولحد الان . ان هذا القرارالجائر والمتعسف بحق شريحة نضالية يثير الكثير من علامات الاستفهام حول المغزى الحقيقي يكمن خلفه ؟ وماهو النوايا والمقاصد والهدف ؟ في هذا الظرف الحرج الذي يمر به العراق بسبب اخفاق وفشل الاطراف البرلمانية في معالجة شؤون البلاد وتعثر العملية السياسية في حل معضلات . فشل في بناء الثقة بين الاطراف السياسية . فشل في محاربة الفساد .. فشل في انصاف المظلومين في عراق الخير الذي يملك ميزانية ضخمة واحتياطي من العملة الصعبة بقدار (60 ) مليار دولار .. فشل في تحويل موارد النفط الى رخاء ورفاه الشعب العراقي . ان حكومة (المالكي ) تلعب بالنار حين تمزق الدستور العراقي وحين تتجاوز وتتطاول على اطراف سياسية اخرى حين تتبع نهج احتكار السلطة والنفوذ , وحين تهدد هنا وهناك بعواقب وخيمة . ان سياسة لوي الاذرع سياسة هجينة ومرفوضة , سياسة كم الافواه وخنق الحريات انها من اثار الحكم الدكتاتوري اصبحت في مزبلة التأريخ ولا يمكن ان تعود مرة اخرى . ان من حق الشعب والطبقة العاملة يحق لها التظاهر السلمي وفق القانون والدستور . وهذا المنع يعبر عن الخوف والقلق من صوت الشعب الذي اخذ يتنامى في مد شعبي عارم يعبر شجبه في معالجة الامور ويعلن استنكاره لسياسة سلطة ( المالكي ) التي هي بعيدة جدا عن تطلعات الشعب .. وهو الخوف من تنامي قوة الحزب الشيوعي بين الجماهير . المعبر الحقيقي عن امانيها وتطلعاتها في الحرية والديموقراطية . وهو الان يتجذر في اعماق الشعب وهذا الهدف الحقيقي من مضايقته وستكثر هذه المضايقات وباشكال مختلفة كلما تعمق الجذر وكلما تسيج بجدار الشعب وكلما توضحت الصورة للشعب من هي القوة التي تدافع عنه بصدق ونزاهة ومن هي القوة التي تستخدم الشعب لاغراض نفعية بعيدة عن مصالح الشعب .ومن هي القوة التي تطرح شعاراتها من اجل الخروج من الازمة ,من هي القوة التي تتاجر بالازمة من اجل التشبث بالسلطة والجاه والنفوذ... تحية حب وتقدير الى عيد العمال العالمي والى الطبقة العاملة العراقية صاحبة الامجاد الثورية