جمعة عبدالله
التيار الديمقراطي والازمة السياسية
جمعه عبدالله
نتيجة غياب التيار الديمقراطي من الدخول في قبة البرلمان العراقي واخذ حصته المطلوبة وفق شعبيته الواسعة. وبحسب قاعدته العريضة بين صفوف الشعب العراقي . أثر هذا الغياب على مجمل العملية السياسية وتطويرها نحو الافضل , لهذا نرى منذ الانتخابات الاخيرة ولحد الان لم نلاحظ استقرارأ في العراق بل عملية توتر و تشنج وتناحر بين الكتل النيابية وحالات مد وجز بينها انعكست بشكل صارخ على الحالة السياسة و الحالة الاقتصادية والحالة الامنية و تدهورها بشكل خطير وانعكس بشكل سلبي على عمل الحكومة و البرلمان . ان حالة التراخي والشد ومسكنات لتجاوز حالة التوتر وتنقية الاجواء السياسية ، نراها تهدأ تارة وتشتد تارة اخرى .ان كل الخلافات و التوترات المستمرة بين الكتل النيابية الكبيرة دون ان تجد حلولا لها , او طرق تساعد على تجاوزها حفاظا على مصالح الشعب و استمرار العملية السياسية وفق ما مطلوب منها .
مما يدل على عدم الحرص على مصالح الوطن و مستقبله , ويدل ايضا الى الصراع على السلطة و النفوذ والجاه و نهب المال العام . وهو انعدام الرؤية السياسية الواضحة , و عدم الاعتراف بالرأي الاخر , او الرأي المضاد او المعاكس , و التصور الخاطيء - انا على حق و صواب , والاخر على باطل - وهذا ما يفسر على انهم في نفق مظلم و لا يوجد بصيص أمل ,لكن هذا الشعور سيقود نا الى مسالك خطيرة و الى تدهور لا يمكن معالجته سيحترق الجميع فيه . وهذا نتيجة طبيعبة ما افرزه المناخ الذي كان سائداً قبل الانتخابات من تأزم شديد والتمسك بالطائفية , والمحاصصة السياسية فاستغلوا الوضع السياسي و الامني المتدهورين ولعبوا على الطائفية واستغلوا الدين ليس بمعانيه السامية و النبيلة مثل محاربة الظلم , و حقاق الحق و العدل , و نصرة المظلومين و محاربة الفساد , ومحاربة نهب المال العام بل استخدموه وفق ما يريدون , او وفق مصالحهم الشخصية .
اضافة الى ما كانوا يملكون من امكانيات مادية هائلة جدا . اضافة الى ثغرات و عيوب القانون الانتخابي الذي جاء حسب مقاييسهم , بهدف ابعاد مكونات سياسية اخرى من التنافس على المقاعد , و فعلا نجحوا في ابعاد التيار الديموقراطي وخاصة الحزب الشيوعي العراق صاحب اكبر ارث نضالي على مر العقود الطويلة .ان الوضع السياسي سيخذ منحدراً خطيراً و سيهدد العملية السياسية برمتها اذا ظل يسير في هذا المنحدر , اذا لم تتظافر جهود المخلصين و الحريصين على تربة هذا الوطن الغالي رغم ان المواجهة مؤجلة بسبب الاستعدادت القائمة لاستضافة مؤتمر القمة للجامعة العربية في الشهر القبل - نهاية أذار - وهناك استعدادات لعقد مؤتمر وطني لكل الاطراف - المتنازعة من اجل حلحلة نزعاتها و خلافاتها .
ان نجاح هذا المؤتمر هو مطلب شعبي ملح جدا ولا يقبل التأجيل , وعلى الكتل النيابية المتنفذة مسؤولية كبيرة في انجاح هذا المؤتمر بكل السبل و الطرق وان يعملوا بجد واخلاص من خلال الحوار الصادق و الصريح للمحافظة على مصالح الشعب و تطلعاته المشروعة , والكف عن تبادل الاتهامات المتبادلة , و تقديم التنازلات المتبادلة وان يكون الجميع تحت مظلة القانون وان يشارك جميع مكونات الشعب السياسية بما فيها التيار الديمقراطي في المؤتمر , والأعداد الجيد و المسؤول للمؤتمر و تهيئة الظروف المطلوبة والمناخ المناسب لانجاحه وهذا ما يتطلع شعبنا اليه.