|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأحد 24/6/ 2012                                                       جمعة عبدالله                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 


مساعي . . اخفاق . . مساعي . . اخفاق . الى اين ؟؟‏

جمعة عبدالله

لاشك ان الازمة السياسية الطاحنة دخلت في حلقة مفرغة ودوامة خطيرة نتيجة تصلب وتعنت وتشبث كل طرف سياسي بمواقفه ورؤيته السياسية , ولم يتنازل عنها مهما بلغت الضغوطات والمساعي ولو بخطوة واحدة . هذا التعنت والاصرار دفع الاحتقان ان ياخذ مسارا خطيرا ينذر بعواقب وخيمة , طالما ظلت الاطراف تتجاهل بشكل مقصود الدستور العراقي , وطلما ظلت اسيرة مصالحها الذاتية ومنافعها الحزبية والفئوية الضيقة .معرضة المصالح والمسؤولية الوطنية تجاه الشعب الى افدح الاضرار ,و تنعكس بشكل سلبي على الوضع الامني , وان همها الوحيد هو الاستحواذ على اكبر قدر على السلطة والنفوذ والانفراد بهما مها كانت العواقب . وهذا يتناقض كليا ويتعارض مع برامجها الاصلاحية واطروحاتها ووعودها الداعية الى العمل ضمن الاطار الديموقراطي الحر الذي يؤمن بالتبادل السلمي للسلطة . والتفرغ الى مشاريع العمل والاصلاح ,وتسعير طاقات الشعب الخلاقة للعمل المسؤول الذي يضمن استقرار العراق ويسهم في تطور عجلة التنمية الاقتصادية حتى يكون العراق محطة تطور واستقرار في المنطقة ودول الجوار . لكن الامور اتخذت منحى معاكسا بالضد من تطلعات الشعب وحلمه الشرعي في تحقيق الحرية والديمقراطية التي تساهم في تعميق المسار السياسي بشكل سليم . فقد استحوذت عليها العقلية التسلطية بالانفراد في النفوذ وابعاد الاخرين بكل الطرق والحصول على المكاسب النفعية والمالية , والهيمنة على مرافق الدولة الحيوية لمصالحها الحزبية والفئوية الضيقة حتى لو يتعارض مع الدستور والاتفاق المبرم عبر بوابة الديموقراطية الهشة . ان هذا الطريق محفوف بالمخاطر والالغام التي تنسف الحوار السياسي وتنذر باشعال الحرائق وعودة الاحتراب الطائفي مجددا الى الشارع العراقي . اذا ظل هذا التشنج والاحتقان سيد الموقف , ودون تفهم الواقع المرير الذي يتطلب مساعي سياسية بتقديم التنازلات المتبادلة والدعوة الى حوار تحت خيمة رئيس الجمهورية باعتباه راعي الدستور . وتبني لغة التواضع والتفاهم المطلوب حتى يتجنب البلاد انزلاقات وتعقيد المشهد السياسي . ان العقلية الطائفية التي وقعوا في شرنقتها لا تسمح بالحوار البناء ولا تؤمن بالمسار الديموقراطي كطريق مناسب لحل الخلافات والتناقضات . ولا تؤمن بالاحتكام الى الشعب باعتباره صاحب القضية الاولى في رسم طريق مستقبله عبر صناديق الاقتراع والدعوة الى انتخابات مبكرة كحل سليم لانقاذ البلاد من التأزم والخناق . ومن اجل الخروج من الازمة التي دخلت في متاهات صعبة طالما ظل التجاهل بالدستور .وعدم قبول الطرق القانونية في حلحلة التطاحن . ورفض تبني اتفاقية ( اربيل ) التي بموجبها استلم السيد ( نوري المالكي ) رئاسة مجلس الوزراء . واتفق على التقسيم الوزاري والحصص السياسية لكل طرف من خلال حكومة الشراكة الوطنية . واصرار على تعطيل دور البرلمان في الحياة السياسية , واصرار على النهب والسلب اموال الدولة , وضياع المليارات الى جهات مجهولة لا يعلم بها سوى سراقها .

ان المعضلة السياسية دخلت مأزق مظلم لا يمكن ان يرى النور إلا من خلال الدعوة الى انتخابات مبكرة كحل سليم لكل الاطراف السياسية وكمخرج ديموقراطي بعيدا عن الربح والخسارة وشحن المشهد بالمهاترات العقيمة وانهاء المساومات التي تزيد الموقف اكثر تعقيدا . ويجب ان تكون هذه الانتخابات وفق قواعد العمل السليمة وفق قانون يضمن العدل والمساوات للجميع .. ومثال اليونان يعطي مفتاح الحل .اذ اتفقت الاحزاب البرلمانية السبعة على اجراء انتخابات مبكرة بعدما اخفقت في تشكيل الحكومة وانهاء الازمة السياسية وخلال اقل من شهر , جرت انتخابات ثانية , والشعب اتخذقراره الديموقراطي بتشكيل حكومة برئاسة ( حزب الديموقراطية الجديدة ) وكل الاحزاب رحبت بقرار الشعب وهنئة الفائز وتمنت ان يكون جدير بثقة الشعب في قيادة البلاد بمسؤولية عالية في تجاوز الازمة الاقتصادية الخانقة وتجاوز خطر الافلاس المالي . تم هذا وفق الاطار الديموقراطي الذي يحترم الدستور .. دون تهديد او وعيد .. دون توتر اوتخندق .. دون تبادل الاتهامات الخطيرة . . دون تزوير اوعملية بيع وشراء تواقيع اعضاء البرلمان .. دون اتفاقيات اوصفقات خلف الكواليس ..دون استخدام المكر والنفاق السياسي .. دون حيل والاعيب سقيمة .. دون تهريج مزيف بالاستنساخ وتجاوز الاعراف بان العراق ملك لفرد واحد لا غيره . يجب ان يدركوا من يمتهن العهر السياسي بان الشعب واعي وناضج لن تنطل عليه الاعيب والحيل والنفاق الانتهازي . وان العراق ملك الجميع بطوائفه وقومياته المتأخية  .
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter