|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأثنين 18/6/ 2012                                                       جمعة عبدالله                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 


مطلب سحب الثقة نعمة ام نقمة ؟؟‏

جمعة عبدالله

تحول مطلب سحب الثقة من السيد رئيس الوزراء الى صراع حاد وحتقان سياسي متأزم ينذر بعواقب وخيمة , رغم انه في اطار الممارسات الدستورية وضمن المباديء الديموقراطية المعمول بها في البلدان الديموقراطية , حيث تمارس في قبة البرلمان بمنتهى البساطة والشفافية وبحوار ونقاش برلماني بناء يخدم بناء المجتمع وفق اسس سليمة تعم منافعها لصالح العام , وتكون محطة لمراجعة نقدية للاخطاء والهفوات والنواقص والفشل التي تحدث اثناء العمل السياسي في ادارة دفة البلاد وفق البرنامج السياسي الذي حضى بموافقة البرلمان ..قد تنجح عملية حجب الثقة او قد تفشل تعتمد على تصويت اعضاء البرلمان وفق قناعتهم المبنية على اسس موضوعية بعيدا عن التهريج والصخب الاعلامي والمزايدات السياسية والمصالح النفعية والذاتية الضيقة . وبعيدا عن التأثيرات الحزبية او الفئوية . . بل تجري وفق مناخ يسهم وبشكل فعال في تقريب وجهات النظر السياسية , وتسهم في توثيق العلاقة بين الاحزاب والكتل التي تشارك في اعمال البرلمان ..

اما في العراق الجديد وضمن الديموقراطية الهشة التي تتحكم فيها المصالح الطائفية والمنافع الحزبية الضيقة , فانها تكون بمثابة اعلان حرب وتخندق في جبهات متحاربة بطابع سياسي محتقن وتتطاير شرارات نيرانها لتحرق الوضع السياسي والامني وتتجلى انعكاساتها السلبية على المواطن العراقي البسيط .. لقد اثبتت الكتل والاحزاب من خلال اختبار ديموقراطي بحت . بانها تفتقر الى الحد الادنى من المباديء الديموقراطية والجهل المخزي في قواعد العمل والاعراف والتقاليد الديموقراطية ونظرتها السلبية تجاه هذه المفاهيم وعدم الايمان بها وتضع نفسها سوى بارادتها او بغبائها السياسي في خانة التسلط والاستبداد وهي من مخلفات الحقبة الدكتاتورية . دون الرجوع الى بنود الدستور واحترام قوانين الدولة . وتحاول بالتحايل والتماطل بدفع القضية الى خارج البرلمان بعقد صفقات ومناورات واتفاقيات تجري في غرف سرية او خلف الكواليس ..

ان عدم التوافق السياسي لا يعني التطاحن والاحتراب السياسي .. لا يعني سلوك طريق الانزلاق الى الهاوية . ان هذه الاحزاب والكتل في ممارساتها وسلوكها هو بعيد عن المسؤولية والحس الوطني والقيم التي تقيم تجربتهم السياسية بالاتجاه الحرص على مصالح الوطن .. انهم اختاروا طريق الكسب والحصول على منافع ذاتية ومصلحة نفعية بعيدا عن النزاهة وغياب الرؤية السياسية الواضحة .. ان المأزق السياسي الذي وقعت فيه يتطلب مراجعة نقدية مسؤولة لتفادي الحريق المحتمل بانتهاج سياسة واقعية وموضوعية تخدم الواقع العراقي وبالحفاظ على الوحدة الوطنية وعلى مصالح الشعب وتجنب المهاترات والمخاطر الخطيرة بايقاف التهريج والخطاب السياسي المتشنج والابتعاد عن لغة التهديد واستخدام العقل والحكمة في السلوك السياسي وتغليب مصالح الوطن على المصالح الطائفية او الفئوية او الحزبية والسعي الى تقديم الخدمات الى المواطن ومساعدته على تخفيف حدة الازمات التي يعاني منها وغلق باب التدخلات في الشأن العراقي الداخلي من قبل دول الجوار التي تسعى الى تخريب العملية السياسية , والبدء بمهمة الاصلاح السياسي وتعديل عيوب العملية السياسية , واعادة النظر في القانون الانتخابي بما يخدم العدالة والمنافسة الحرة والنزيهة وفق المعايير الديموقراطية التي يفتقدها القانون الحالي . وتفادي الحريق المحتمل بالدعوة الى حوار سياسي شامل برعاية رئيس الجمهورية باعتباره حامي الدستور وبطرح كل المشاكل والمعوقات على طاولة الحوار . وكذلك بالدعوة الصادقة الى انعقاد المؤتمر الوطني بمشاركة جميع الكتل والاحزاب من اجل الخروج من الازمة , لان استمرارها يعني سلوك طريق ملغوم بالالغام , مما يؤدي الى استمرار مسلسل العنف والقتل الذي يحصد المواطنيين الابرياء .. ويعني استمرار الفساد المالي وبالتالي الخاسر الاكبر هو الشعب العراقي .

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter