|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة 13/7/ 2012                                                       جمعة عبدالله                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 


ملحمة تموز والثورة المظلومة‏

جمعة عبدالله

تبقى ملحمة 14 تموز من العلامات المضيئة في تاريخ الشعب الحديث . رغم الحملة التشويه المنظمة بتزيف الحقائق والادلة التاريخية وقيمتها السياسية والاجتماعية واخلاقها السليمة بمعانيها النبيلة بروح البساطة والنزاهة الوطنية المتفانية بحب الشعب وهمومه وتطلعاته نحو الحياة الافضل . . ويتطاول الاعداء بالاستهانة والتهكم بقيمتها التأريخية والانسانية والتغيير الجذري من حكم ملكي تابع تحت الوصايا البريطانية الى نظام جمهوري حر الارادة والاختيار وتقرير مصيره بنفسه بعيدا عن التأثيرات الخارجية . نظام يستند ويتمتع بالزخم التأييد الشعبي العارم . والانتقال النوعي الى حكم يقر ويصون الحريات العامة ويسعى الى تحقيق العدالة الاجتماعية , وينصف المظلوم والفقير , ويعمل جاهدا وبصدق الى تحول الى الحياة الافضل .. ان البعض يحاول بالدجل والنفاق وتزييف والوقائع ان يفرغ ملحمة الشعب من محتواها الانساني والا جتماعي بشهادات كاذبة يسطرها ايتام الانقلاب الوحشي ( 63 ) ووحوش الحرس القومي التي ارتكبت مجازر وحشية ضد الشيوعيين والديموقراطيين وكل ماهو وطني شريف لتربة هذا الوطن .

ان مزايا واخلاق وخصال قائد الثورة الشهيد ( عبدالكريم قاسم ) ورفاقه الشهداء . تدل على الحرص الوطني والشعور بالمسؤولية تجاه الشعب وخاصة الفقراء والكادحين . ولم يتأثروا ببريق السلطة وشهوة الجاه والمال , بل كانوا يعملون بجهد ومثابرة حثيثة في الالتصاق بهموم وتطلعات الشعب نحو غد مشرق ببناء عراق جديد يكون مفخرة للفقراء والكادحين . ولم يكونوا في شرنقة السلطة المنغلقة في برج من العاج يعزلهم عن التواصل اليومي مع الفئات الكادحة والمسحوقة ورسم الطريق الصحيح لمستقبل العراق . ان القاموس السياسي لرجال الثورة تجلت في معاني والمواقف والانجازات والمكاسب رغم عمر الثورة القصير . اذ تهافتت عليها غربان الحقد والكراهية واصحاب الظلام والخاسرين والحقاقدين من انتصار الشعب والمأجورين والمرتزقة ومن لف لفهم من ادعياء القومية والكلاب البعثية المسعورة .في اجهاض حلم الشعب وثورته في مجازر بشعة وقتل قائدها ورفاقه قتلة خسيسة تدل عن انعدام الخلق والقيم الانسانية والضمير الانساني الحي .. لقد انتصر الاعداء في مهرجان الدم واغتلوا الثورة والشعب . وفشلت الثورة في مواصلة مشاريع البناء والاعمار . لكنهم لم يستطيعوا اغتيال حب الشعب لقائد ملحمتهم المجيدة ولرفافه الابطال , اذ يبقون ساكنيين في عقول وقلوب الشعب رغم تطاول الاعداء ومرور الاعوام .. واليوم في عراقنا الجديد كان من الاولى ان يكرم ويقدر صانعي مفخرة الشعب وابناءه وشهدائه الاوفياء باحتفالات مهيبة بعيد النصر والمجد , وليس بالغاء العيد الوطني , دون سند شرعي وقانوني , ودون الرجوع الى قرار الشعب في استفتاء شعبي . دون الرجوع الى البرلمان باعتباره السلطة التشريعية .

ان قرار الغاء العيد الوطني قرار متسرع ومنفعل وغير مدروس بجدية وحكمة . بل قرار فردي يدل على روح وعقلية التسلط والانفراد وله اهداف مصلحية ضيقة وهو مخالف للاعراف والتقاليد الديموقراطية . لان الشعوب تفتخر برموزها الوطنية وقيمتها التأريخية مثل العيد الوطني - العلم الوطني - النشيد الوطني . وفي البلدان الغربية لم تغير منذ قرون هذه الرموز واخر البلدان اليونان بعد طرد الاستعمار العثماني عام ( 1820 ) اتفق على انذاك على العلم الوطني والنشيد الوطني ولم يتغير لحد الان , رغم مرور اليونان بعدة انظمة من ملكية الى دكتاتورية عسكرية الى نظام جمهوري . وكذلك لم تتغير اسماء المدن والشوارع . اذ اسماء المدن منذ نشأت قبل الاف السنيين ونفس الاسماء التي وردت في ملحمة الالياذة وملحمة واديسيا , وحتى عند مجيء الدكتاتورية لم تغير اسم شارع واحد , بينما في العراق تتغير الرموز الوطنية ( العلم الوطني والنشيد الوطني ) حسب مزاج كل انقلاب عسكري او حسب رغبة الحاكم المتسلط وتتغير اسماء المدن والشوارع .

وعلى سبيل المثال مدينة الثورة التي انشأها ( ابو الفقراء ) تغيرت الى حي الرافيدين ثم الحي الزهور ثم الى مدينة صدام ثم الى مدينة الصدر ( مع التقدير لشهيد الشعب الصدر ) وغدا لا نعرف اي اسم تحمل  ، لكن الفقراء والكادحين يحنون الى اصلها الاول حبا بمحبوبهم الشهيد الخالد .. ان ملحمة الشعب تبقى خالدة ومضيئة في سماء العراق, ويبقى مأثرة تموز عيدا مجيدا نحتفل به كل عام .

ملاحظة هامة قام موقع الناس بحملة تواقيع باعتبار يوم 14 تموز عيدا وطنيا ووصل عدد التواقيع الى اربعة الاف ومستمرة الحملة , برغم من ان الغالبية الساحقة من محبي ثورة 14 تموز لا يملكون (الانترنت) لوصلت حملة التواقيع الى عشرات الالاف من التواقيع

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter