|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء 11/7/ 2012                                                       جمعة عبدالله                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 


هل يدخل الحزب الشيوعي في قائمة دولة القانون ؟‏

جمعة عبدالله

يثير تصريح القيادي في الحزب الشيوعي العراقي ( مفيد الجزائري ) جملة من التفسيرات والتساؤلات والتحليلات والنقاشات السياسية باوجه متعددة ومضامين متباينة بان (المالكي ابلغنا بان تحرك العراق مستقبلا , بتشكيل تكتل غير طائفي عابر للطوائف يضم المتدين والعلماني والمسلم والمسيحي والعربي والكردي والمحجبة والسافرة ) .. نتساءل ببساطة . هل هي بداية لربيع عراقي يضم الاحزاب التي نالت من القمع والارهاب والتشريد في زمن الطاغية المجرم ( صدام ) حصة الاسد بسبب رفضها الانصياع لارادة الجلاد . ومحاربتها للحقبة المظلمة التي سلبت حقوق المواطن وحريته وحياته بانتهاجها الظلم والطغيان .. هل هي بداية لرسم الطريق بخطى ثابتة وواضحة المعالم بعد سنوات عجاف من التجريب المرير والمعاناة القاسية وانعدام مشاريع الاصلاح والتعمير . وعدم الجدية الكافية في تصفية اثار الدكتاتورية , التي تركت جراحا عميقة في الجسد العراقي ..

لقد مارست النخب السياسية المتنفذة معالجات خاطئة تتمركز في همها الكبير في اقتسام الغنائم والتنافس الحاد على السلطة والنفوذ والسيطرة على اموال الدولة . وفشلت كل الحلول الفوقية في معالجة الازمة السياسية المستفحلة , والتي اخذت بعدا طائفيا وحزبيا وفئويا . اثرت بشكل سلبي على الاوضاع السياسية والامنية وتركت اثار سيئة على المواطن , وكذلك لعب دور فعال قلة الخبرة والفشل في القدرة على تحمل ادارة شؤون البلاد , وتجاهل الاهتمام بمصالح الشعب وانصاف مظلوميته وضمان حياة حرة وكريمة .

ووصل الاحتراب والتطاحن السياسي الى نفق مسدود , وان مرحلة التغيير لم تخرج عن الاطر الطائفية والمحاصصة السياسية وظلت اسيرة لارادتها. وبهذا الشكل تفاقمت جراثيم الفساد التي فاقت برائحتها العفنة العباد , ولم يعد السكوت عنها مخرجا بسبب الارقام الخيالية في السلب والنهب دون محاسبة من السلطة التنفيذية والقضائية , وغياب دور البرلمان مما سهل على الفاسدين الهروب خارج الوطن . دون ان تلاحقهم تبعيات او اجراءات قانونية ...

هل هذا التقارب المفاجئ بعد فصل شتاء قارس بالاحداث المعروفة ام صحوة ضمير بعدما تكبد المواطن القهر والحرمان وعدم الاستقرار الامني بفعل عمليات عصابات الارهاب والجريمة في قتل الابرياء .. او قد تكون عملية اصطفاف سياسي جديد بعدما فشلت كل الحلول السياسية بين الاطراف السياسية في الاتفاق على برنامج سياسي اصلاحي يدعو الى حل المعضلات التي وصلت الى الغضب الشعبي نتيجة ممارسات الدجل والنفاق السياسي واعطاء الوعود الكاذبة , بحل المشاكل وانتهاج الطريق الديموقراطي الذي يحترم الدستور .. ام هي زوبعة في فنجان لذر الرماد في العيون وامتصاص النقمة الشعبية لتجاوز تدهور الازمة السياسية باعطائها لقاحات مسكنة بذريعة القيام بمرحلة الاصلاحات ومعالجة الاخطاء والنواقص في التجربة الديموقراطية الهشة ..

ان هذا التقارب بين السيد المالكي والحزب الشيوعي يثير صدى ايجابي وسلبي , لان البعض يصر بعناد على ابعاد الحزب الشيوعي من المشهد السياسي , رغم ان الحزب يملك رصيد وزخم شعبي لا يستهان به . وان التاريخ الحديث يشهد بقوة ناصعة ويؤكد بما لا يقبل الجدل بان الحزبين ( الدعوة والشيوعي ) تحملا الثقل الاكبر من القمع والاضطهاد والارهاب البعثي . وتكبدا من الضحايا والشهداء الابرار الكثير ... وان رسم الطريق السليم يعتمد على ابناءه الاوفياء ..

وهنا يطرح السؤال الملح . .. هل يدخل الحزب الشيوعي في قائمة دولة القانون في الانتخابات القادمة ؟ . وتحت اي غطاء او برنامج سياسي يوضح بشفافية نقية ماهي الاصلاحات وخطط التعمير المرتقبة ؟ . وخاصة كما صرح ( مفيد الجزائري ) بان التكتل الذي يدعو اليه السيد ( نوري المالكي ) صحيح ومعقول وان الحزب الشيوعي اول الداعين اليه منذ سنيين طويلة  .
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter