جاسم العايف

 

"الصديق" الشاعر عبدالله عبد الواحد:..
ليس دفاعا عن (الشيوعيين) و(جخيور) و(الاتحاد)
 

جاسم العايف

قرأت في"- موقع كتابات بتاريخ 28/4 " ما كتبه الشاعر البصري- العراقي "عبدالله عبد الواحد " الذي طوحت به الأيام العراقية الراهنة السوداء نحو عمان..دون أن يشغله أمن شوارعها و ليلها وفقرها عن بصرته وعراقه وهذا ما اعرفه عنه وما يشاركه به صديقه الشاعر المقيم معنا وبصرتنا "مسار رياض" وبسب اهتمامي بما ساهم به الشاعر الصديق "عبد الله "-أقول الصديق رغم تقدمي عليه بالزمن ولا يشكل هذا فضيلة لي-.. اقول الآمني ما كتبه الشاعر "عبدالله" و ما ذهب إليه عندما استثمر مخابرة هاتفية جرت بينه وبين زميله الشاعر "مسار"..لقد خلطت أيها الصديق" عبد الله" بين أشياء كثيرة لا علاقة لها بموضوع طبع مجموعتك التي اتمنى ان تطبع مع ما سيطبع من كتب أوعد بها "البصريون" ومجلتهم "فنارات" وهي أول مجلة ثقافية-ادبية صدرت في العراق بعد سقوط النظام الفاشي عام 2003 وهو ما نفخر به وتفخر به أنت ولا اشك في ذلك.. ولكنني من باب الواقع والحق على وفق ما أراه وأتلمسه وخبرته بتجربتي أرى انك زججت بـ"الشيوعيين" في البصرة بمسألة لا علاقة لهم بها من قريب او بعيد وفي اتحاد أدباء البصرة بالذات .. وهنا عليّ أن أوضح أنني غير مكلف أو ناطق بأسمهم واكتب عما كتب الشاعر" عبداله" بقدر تعلق الأمر بالنشاط الثقافي لاتحاد أدباء البصرة.. لكوني كنت عضوا في اللجنة الثقافية للإتحاد بعد أول انتخابات جرت عام 2003 ولغاية 23 /4 / 2006.. وتلك كانت اول انتخابات عراقية ديمقراطية فعلها أيضا أدباء البصرة بعد سقوط النظام البعثي الفاشي و في مقر نقابة المعلمين بالعشار ومارسوها و كنت أنت حاضرا فيها كما اعتقد.. ولا نبحث الآن عمن فاز او ترأس الاتحاد وما جرى من ملابسات بعد ذلك فيه.. فلكل شأن زمانه واشخاصه ومسبباته وظروفه.. وجلساتنا الثقافية كانت تعقد كل صباح الجمعة ومساء الاثنين من كل أسبوع وتعقد على اصداء مطارق ومعاول وصراخ "الحواسم" الذين كانوا يهدمون مقر النقابة ونحن موجودون فيه دون ان يعبأوا برجائنا ،نحن العزل، ولا احد من "المليشيات" ساندنا.. ولم نطلب ذلك أصلا ولسنا بحاجة له او ساعين اليه في الماضي والحاضر والمستقبل.. وقد عملنا من اجل ان يسلم هذا المكان..إكراما لوطن أبيح واستلب كما تعرف وشاهدت والعالم اجمع ذلك بطريقة منظمة ستكشف الأيام عمن عمد وقام وخطط ودفع لذلك..!؟ ونحن وأنت وغيرنا من الذين رأوا كل شيء.. وعرفوا كل شيء.. ولكن لا يمكن لهم الآن قول كل شيء.. وسنكشف أوراقنا العراقية بوضوح في قادم الأيام..أعود لمسألة الشيوعيين في البصرة.. وأقول لك ما علاقتهم بنشاط الاتحاد الثقافي..؟؟ كيف يمكن لك ان تتحدث عن موضوع لم تخبره بنفسك..؟ ودعني أذكرك والصديق الشاعر "مسار رياض" وأنتما من الحاضرين في النشاط الثقافي الذي كنت اشرف على إعداد جلساته بأسم اللجنة الثقافية في الاتحاد التي كلفتني بتنسيقه لغاية 30/ 4 / 2006- تاريخ عقد المؤتمر الانتخابي الثاني لأدباء البصرة وتمخض عنه هيئة إدارية جديدة-. وفي النشاط الثقافي خلال تلك الفترة وبعدها لم يتدخل أي حزب او طرف او جهة سياسية بهذا النشاط ولم يكن حكرا على نوع واحد او فكر واحد او جنس واحد.. وأنت أدرى بصفتك شاهدا على ذلك عندما جئتني انت والشاعر" مسار" للمساهمة في جلسة ثقافية- شعرية خاصة بكما..فرحبت بمساهمتكما وطلبتما ان أقدمكما واعتذرت لأنني كنت قد ساهمت في الجلسات السابقة ولا يجوز أدبيا احتكار الجلسات لشخص واحد وقد كلفت شخصيا أخي الشاعر "عبد السادة البصري" بتقديمكما بسرعة..بعد أن تلكأ الزميل الذي اخترتماه عن حضور موعد جلستكما.. وكانت جلسة رائعة متميزة وهيأت لتغطيتها ما أستطعت من وسائل الإعلام المتاحة..كما انك والشاعر "مسار" ساهمتما وهو حقكما وليس منّة من احد ما في كل مهرجانات الإتحاد ومنها المرابد الثلاثة والسياب والبريكان ..و..والخ.. ويمكن الرجوع الى (الببلوكرافيا) التي اعددتها و نشرتها دون وضع اسمي عليها في اعداد مجلة "فنارات" حيث يتم اكتشاف حجم وعدد المحاضرات والمساهمين فيها من بصريين وعراقيين و ضيوف أجانب أصدقاء للشعب العراقي صادف تواجدهم في البصرة خلال السنة الأولى بعد سقوط النظام من بولندا وألمانيا ورومانيا وفنلندا وأمريكا وسلوفكيا.. والقائمة تطول ..كما ساهم بنشاطنا الثقافي العام أساتذة أجلاء من الوسط الجامعي وخبراء في الشؤون السياسية-الاقتصادية والاجتماعية ولا اعتقد انه تم احتكار النشاط الثقافي لجهة أو طرف ما ولم تجيّر لأي حزب إطلاقا.. وثق مع أنني لست شيوعيا منظما ألان وهذا ما آسف عليه بسبب أوضاعي العامة والشخصية-الصحية بالذات فأن أحدا من "الشيوعيين في البصرة" لم يتدخل في النشاطات الثقافية التي ذكرتها وليس له الحق في ذلك، كما لم يتدخل أي طرف آخر مهما كانت صفته او قدراته ومكانته الرسمية او"الميليشاوية" في نشاطات الاتحاد الثقافية التي أشرفت عليها خلال ثلاث سنوات وحديثي ينحصر فيها فقط .. واثق أن ذلك لازال مستمرا وسيستمر..أما حول طبع مجموعتك فأنني أؤكد لك ان الشاعر"كريم جخيور" ودون ان أتحدث معه في شأنها ليس هو المعني بذلك، وبحكم صلتي به فهو ارفع من ان يكرس ذلك ضد احد ما.. كما لا تسمح له الهيئة الإدارية والهيئة العامة بذلك.. وللعلم فهو لاعلاقة له بالشيوعين بالبصرة إلا بصفتهم فصيلا عراقيا وطنيا فقط. و بعد الذي حدث في الاتحاد وفي يوم "الجمعة العظيمة"20 /4 / 2007 على ما تسمى هنا وما تمخض عنها وحتما اخبرك الشاعر "مسار" بها لأنه كان حاضرا فيها وقد قمت بتغطيتها وأتمنى ان تكون قد قرأته على صفحات موقع "كتابات" بتاريخ 23 / 4 وبعنوان:- الهيئة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب في البصرة تؤيد قرار الهيئة الإدارية بانتخاب الشاعر "علي نوير" رئيسا للاتحاد.. فليس ثمة مجال بعد ألان لتحكم فرد أو هيئة بشؤون اتحاد أدباء البصرة..وأود بهذه المناسبة ان أؤكد لك بأنك قد أطلقت سهامك على "الشيوعيين" في وطنك جميعا وبلا مبرر او تمييزاو داع في شأن لا علاقة لهم به نهائيا وهم أصلا وفي ضوء توجهاتهم المعلنة لا يحبذون الهيمنة او التدخل في شؤون و(شجون) منظمات المجتمع المدني واستقلاليتها بحسب خبرتهم السابقة وتجاربهم المرة في المنظمات واحتكار السطات والاحزاب والفئات لها وهو ما يحرفها عن توجهاتها واستقلاليتها بحسب ما أقرأ لهم وعنهم واسمع منهم كذلك..فأنا اقرب إليهم كما يقال من حبل الوريد.. ولك ان تقتنع بما اقول.. او لا.. ولكنني اوكد لك ان "الشيوعيين" وصفتهم تلك لم تعد بعبعا يثار بوجه الناس من قبل الحكومات او بعض الجهات الدينية المتزمتة.. والشيوعيون في العراق يا عزيزي يتجاوز عمرهم ثلاثة أضعاف عمرك الجميل المديد.. وهم قد صيروا تاريخ العراق الحديث جزءاً من تاريخهم الوطني ولا يمكن فصل تاريخ العراق عن تاريخهم والعكس صحيح أيضا..وهم للتاريخ قد الحقوا هزائم مرة قاسية بالحركة الديمقراطية للشعب العراقي وطموحاته نتيجة سياسات خاطئة كرسوها ومارسوها واعترفوا علنا بذلك .. بعد فوات آلاوان.. وقد كانوا أول الدافعين لها أثمانا مضاعفة.. وأيضا أنهم قد عززوا من خلال مسيرتهم التاريخية الروح العراقية الوطنية الأصيلة لدى العراقيين في كل أطيافهم الاجتماعية التي قدر العراق ان يتشكل منها تاريخيا.. وتستطيع أن تستدل على ذلك بإطلاع بسيط على ما كتبه كاتب حيادي منصف عن العراق و"الشيوعيين" فيه.. وهو ليس شيوعيا اوعراقيا بل فلسطيني الأصل أمريكي الجنسية وقد أهدى جهده العلمي المتميز الذي يتألف من ثلاثة أجزاء الى الشعب العراقي..واخالك تعرفه تمام المعرفة وهو الراحل الفذ "حنا بطاطو".. وهناك الكثير.. الكثير ممن كتب عنهم بصدق وبحقد.. ولتسمح لي أن أتمنى على سهامك مستقبلا أن تنطلق وتحدد هدفها لتصيبه بإخلاص اعرفه عنك...تقبل اعتزازي و مودتي.