| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جاسم العايف

 

 

 

                                                                                    الخميس 13/10/ 2011



مكان ما.. وبعد مغادرته..!؟
(2-3)

جاسم العايف

 "ومن نكد الدنيا..." (المتنبي)

  قال لي:" وافقنا على عملك معنا مع أنك.. شيوعي"!؟. فأجبته:"يا لأسفي إنني الآن ، لست كما ذكرت". وأضفت، أمام مَنْ كان،معنا، في الغرفة:" لو كان ذلك تهمة لفخرت بها ، كما فعلت في بداية تطلعاتي و شبابي".

آهٍ.. يا إلهي.. ويا حظي العاثر، وخطأي الذي زجني فيه صدق نواياي، بالترافق مع حاجتي، التي وضعتني معهم ، إنهم لا يقرأون ، مع أنني كتبت كل شيء لهم في سيرتي. هم يعرفون، فقط ، كيف يتناسلون بكثرة، ويُزورون،ويختلسون، ويربحون، و يتغامزون ويتقولون، ويقومون ويقعدون ويسجدون زوراً وبهتانا.

اقترب منيّ مندهشاً ، وقال:" أحقاً أنت من جماعة (.....)!!.قلت،مندهشاً: "كيف ذلك؟. وتراني احلق ذقني يومياً، وهو لم يحلقه لأشهر، ويده ممتلئة ، بينما فارغة يدي، لكن خزائني ممتلئة.. بالكلمات، التي اصنع منها العبارات ، ولا تشغله ، أو يعبأ بها ".

همس في أذني ، بحكم معرفتي السابقة معه، متسائلا بحيرةٍ: أحقا أنت من أنصار(...)!!. أجبته:"كيف لي أن أغدو منه ، وهو مدجج الحراسة بالـ ( RBG )، وأنا الأعزل، طوال عمري.. حتى من ظلي". يسبق موكبه، نحو المكان ذاته، صراخ حمايته، وعند ترجله ، من سيارته نصف المدرعة الطويلة والمظللة، تحفه حمايته ، لتحجبه عني وغيري.أراه تارة أخرى، يتجول في إقطاعيته..يتقافز ويلوذ، النساء والرجال ، بعيداً عن دربه.."فظاً غليظ القلب"(قرآن كريم)، عند تعامله.. ناري المزاج خلال حديثه.. جلفاً في نظراته.. كم كنت أتمنى على حزبه،أو كتلته، تأهيله أولاً على: "خدمة الرعية ومسايستها باللين ، والترفق بها، دون التأمر عليها" ( من وصايا الإمام علي-ع- لعماله)، قبل زجه في منصبه، الذي  لم يَرثه، ولن يُورثه.

بعد مغادرتي المكان ذاته، بلا ندم أو عودة ، وعند العاشرة ليلاً هاتفني (....) رحبت به ، فأثنى على ما وصفه،بـ" جرأتي وشجاعة موقفي، في اجتماع اليوم صباحاً.."!؟. أجبته: لا.. لست كذلك. وأضفت: لم اقل ،غير وقائع جرت أمامي، وفي مكاني ، وهو ،أيضاً، مكانك ، وقلتها بإخلاص ، ودون خشية أو خوف. قال: لدي ما يُضيف، ويُعزز ما قلته صباحاً. قلت له: لماذا تُعلمني بها ؟. أجاب: لتكتبها وتنشرها!!. أجبته: لا شأن ليَ بما عنده.لكنه راحَ يتحدث، بما لا يليق ذكره. أكدت له ، رفضي القاطع لما أسمعه منه، فلا خصومة شخصية ليّ، مع أي كان، ومهما كان موقعه، وعليه أن يذكرَ ما يُخبرني به ، الآن، لصاحب الشأن أولاً، أو يعلنه ثانياً. قال: لا استطيع..!! . قلت: عليك أن تمتع، بما سبغته عليّ ، ولعله ليس فيّ. وأضفت: استح يا رجل.. فلست من نابشي السير الشخصية ، أو مروجي الفضائح، ولن أكتب،أبداً مرةً، نيابة عن احدِ.

ثم أقفلت هاتفي. واستعدتُ، مقطعاً من قصيدة مترجمة، قرأته، وحفظته، قبل أكثر من ثلاثين عاماً:

" لسوف يذكر أحفادنا،

بشعور الخجل المرير،

بعدما يقضون على الدناءة،

ذاك الزمن الغريب،

حين كان، قول الحقيقة البسيطة،

يسمى جرأة وشجاعة." (ايفتشنكو)

 

مكان ما..زمان ما..!؟ (1-3)
 

free web counter