| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

إبراهيم زيدان

 

 

الأربعاء 9/2/ 2011

 

هل ثورة المحرومين في العراق مقبلة؟

ابراهيم زيدان

يبدو ان الاخوة من حملة الجنسيتين الذين يحكمون العراق اليوم ليس لديهم سوى مشروع افقار العراقيين وزيادة عددهم حتى بلغ الان اكثر من سبعة ملايين عراقي ، فهم سارعوا الى سحب البطاقة التموينية من ذوي الدخل المحدود الذين يتجاوز راتبهم الشهري اكثر من مليون ونصف المليون دينار من دون ان يفكروا ان هذا المبلغ الذي استكثروه عليهم ما عاد يجدي نفعا ولا يغطي نفقات الاسرة التي تسكن في الايجار وتخصص جزءا كبيرا من هذا الراتب لصرفيات ابنائها طلبة المدارس والكليات ناهيك عن لجوئهم لشراء مواد هذه البطاقة من الاسواق المحلية باسعار مرتفعة جدا حتى ارتفع سعر كيس الطحين اليوم الى ثلاثة اضعاف ما كان عليه وارتفعت اسعار بقية المواد ومن المتوقع ارتفاعها الى مستوى مخيف بعد توجههم الى رفع اسعار الوقود مرة اخرى (تنفيذا للاتفاقية مع صندوق النقد الدولي في سحب الدعم عن البطاقة التموينية والمحروقات وغيرها وهي في حقيقتها تجويع الشعب العراقي) ، مما تنعكس سلبيا على اسعار جميع المواد وفي مقدمتها الغذائية فينضم ذوو الدخل المحدود هذا الى قائمة الفقراء لتسجل الحكومة انجازا غير مسبوق في زيادة عدد الفقراء والمحتاجين في بلد يعوم على الخيرات المنهوبة.

وللعلم فان البطاقة التموينية لم تسحب من جميع المشمولين بهذا الاجراء اللاانساني لوجود الفساد الاداري والمالي المتفشي في المؤسسات الحكومية فلم يحرم منها سوى عدد محدود ، وانا هنا لست بصدد لفت انظار الحكومة الى سحبها منهم ، بل بالعكس انما ادعو الاخوة البرلمانيين الى اعادة هذه البطاقة المسلوبة الى ذوي الدخل المحدود الذين استهدفهم اجراء الحكومة التعسفي هذا فحرم عائلاتهم من قوتها ، هذا الدخل الذي اكلته مصاريف الخدمات ككهرباء المولدات الاهلية التي لا تزال بدون رقابة ومحاسبة وايجارات السكن وادوية العلاج واجور النقل ومصاريف دراسة الاولاد واجور نقلهم وتبخره في الاسواق المحلية التي لا ترحم بسبب غياب الرقابة وعدم امكانية الحكومة على تثبيت الاسعار او فتح منافذ تسويقية لبيع المواد بسعر مدعوم ، لان الدعم ملغى من قاموس حملة الجنسيتين الذين يتقاضون الرواتب المليونية العالية التي تثير حسرة الفقراء المنكوبين في هذا الوطن الجريح .

ان البطاقة التموينية كانت ولا تزال طوق نجاة العائلة العراقية التي كانت تنتظر بعد التغيير ( احتلال في حقيقته ) تحسن نوعيتها وزيادة مفرداتها ولكن كل شيء يسير بالاتجاه المعاكس لرغبة الشعب العراقي الذي سينفجر كالبركان في اية لحظة في ثورة شعبية لا تبقي ولا تذر ، وانني هنا اخاطب واناشد البرلمانيين من الذين يحملون الهم العراقي وفي مقدمتهم الاخوة والاخوات في التيار الصدري الذين تعودنا وقفتهم الشجاعة الى جانب الفقراء والمحرومين ، فقد شبع العراقيون من الاكاذيب التي جعلتهم ينزفون يوميا الكثير من الالم والخيبات في ظل الوعود البراقة كتلك التي اطلقها ذلك السياسي الثعلب يوم وعد العراقيين بتخصيص زيادة اسعار المحروقات للفقراء ولكن الحقيقة كانت لجيوب المتخمين ، بينما الفقراء ازدادوا فقرا وكراهية للواقع السياسي المريض .

اعيدوا ايها الاخوة والاخوات البطاقة التموينية لمن حرمتم عائلاتهم منها وفكروا جديا في زيادة عدد مفرداتها وتحسين نوعيتها او تخصيص مبالغها المليارية للمواطنين بشكل متساو ، فالجميع هم امانة في رقابكم وانتم مسؤولون عنهم امام الله ، وان مبلغ خمسة عشر الف دينار الذي خصصه رئيس الوزراء هو اهانة للعائلة العراقية التي تعيش على بحيرة من الثروات وهي تعاني شظف العيش وامنها مهدد للعام الثامن في ظل التناحر السياسي وازمة الثقة السائدة بين الكتل السياسية التي تصنع القرار لصالحها وليس في صالح الشعب.

ايها الاخوة .. ايتها الاخوات في التيار الصدري ومن يحمل معكم هم العراقيين .. يا صوت المحرومين والفقراء والبؤساء في هذا الوطن الجريح المحتل اناشدكم وانتخي بكم ضد ما نتعرض له من افقار في مسلسل لا يخدم الا اعداء هذا الشعب الذي يتمنى قطع الاصابع التي صوتت للبعض الذي خان العهد والامانة لحظة وصوله مقعد البرلمان او الحكومة.

ان ثورة المحرومين المعدمين مقبلة كالعاصفة ولن يصمد امامها كل سارق لقوته وخائن لامانته وكاذب لم يقبض منه الشعب سوى الوعود الزائفة، اقول قولي هذا واستغفر الله تعالى لي ولكم .


 

free web counter