| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إبراهيم زيدان

 

 

 

الأحد 9/8/ 2009



ارفعوا الحاجز النفسي قبل الاسمنتي
ايها الساسة العراقيون

إبراهيم زيدان  *

بدأت القوات الامنية العراقية حملة لرفع الحواجز الكونكريتية من شوارع بغداد والتي احالتها خلال السنوات المنصرمة الى مدينة اسمنتية وكأنها ثكنة عسكرية لولا انامل المبدعين من رسامي العراق التي جعلت الحجر الاسمنتي الاصم لوحة ناطقة نابضة بالحياة كشعب العراق العظيم الذي يرى البعض ان عظمته في الصبر على المكاره بلغت حدا لا تصله جميع الشعوب ويستحق هذا الشعب الجريح ان يدخل موسوعة غينيز للارقام القياسية ، اذ لا يوجد شعب على الكرة الارضية ذاق ويلات الحروب والحصار ومن ثم الارهاب والفساد السياسي بأبشع صوره كما ذاقه شعب العراق الصبور .
 
أعود الى بداية موضوعنا والمتعلق برفع هذه الحواجز التي اوجدها الحاجز النفسي الذي وضعه الاحتلال الامريكي ودول الجوار ما بين سياسيي العراق الجديد الذي كان جديدا بالفعل في كل شيء وفي مقدمتها نقل العراق من ( العسكرة ) الى ( الدكترة ) المزورة ، اللهم الا عند عدد قليل جدا يحترم تاريخه العلمي والانساني فلم يظهر على الملأ بشهادة لم تصدر عن الجامعات العراقية لم تقر صدورها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حتى ، ومع ذلك يقال لصاحبها الدكتور فلان فينتشي لسماع هذه العبارة التي تدغدغ مشاعره ايما دغدغة .

القوات الامنية عازمة هذه المرة على رفع الحواجز الكونكريتية هذه ، ولكن لم يخبرنا السياسيون الحاكمون اليوم في ظل الاحتلال الامريكي من الشمال الى الجنوب عن موعد رفع الحواجز النفسية عما بينهم والتي كانت ولا تزال سببا في تدمير العراق والحاق الاذى بشعبه ، ولم يعلمونا عن موعد تخليهم عن ولاءاتهم المزدوجة ولا يهمنا هنا ان تنازلوا عن جنسيتهم الثانية التي لا يزالون متمسكين بها لانها قارب النجاة عند الطوفان ، ولكن طوفان ربك لا يعصم الهارب منه اي جبل سوى جبل التقوى والايمان بالله تعالى وحب الوطن والاخلاص لشعبه وهذا ما لم يتوافر عند الاغلبية الحاكمة المتحكمة .

ان العراقيين اليوم بحاجة شديدة وماسة الى رفع الحواجز النفسية ما بين السياسيين انفسهم ، اذ ما قيمة هذه الحواجز الكونكريتية التي علمنا ان اقيامها بلغت المليارات من الدولارات من ثروة العراق والعراقيين ، فمن يضمن الا يعود العنف السياسي الذي يذهب ضحيته المواطن العراقي المسكين الذي ضاع بين الصراعات التي لا تنتهي عند حد معين .

ان رفع الحاجز النفسي عما بينكم ايها السياسيون الحاكمون الذين ما زلتم تفكرون بعقلية المعارضة هو الخيار المطلوب لدى العراقيين ، فاسمنت القلوب لا يزيله سوى مخافة الله تعالى في هذا الشعب الجريح وترك الشعارات وتجسيد الاقوال والوعود واقعا فعليا ملموسا لتعزيز ثقة الشعب بكم .
فمتى ترفع الحواجز النفسية قبل الاسمنتية يا ساسة العراق ؟؟
 


* صحفي وكاتب عراقي


 

free web counter