| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إبراهيم زيدان

 

 

 

الأثنين 4/5/ 2009



يوم نعدم خنازير الفساد !!

إبراهيم زيدان

في إحدى دوائر الدولة حدث أن صدر أمر بإعدام الكلاب السائبة التي كانت تجول فيها براحتها ، خشية أن تصيب الموظفين بدائها المعروف باسمها وهي المعلن للحملة الصحية هذه بينما المخفي ما ستكشفه اللحظات التي تليها ، وخلال دقائق تم كل شيء على يد العاملين في السلطات الصحية إذ جرت عملية إعدام جماعية لها ، و في اليوم ذاته حدثت سرقة في احد مخازنها ، بعد أن تخلص السراق من نباح الكلاب الذي كان يحول دون ارتكاب هذه الجريمة وغيرها ، وتم كل شيء تحت ستار الظلام وبتخطيط ذكي من سراق المال العام بعد أن صارت الكلاب ضحية لهذه الخطة الخبيثة .

وغض الجميع (بما فيهم الذين عرفوا بالجاني ومن شاركه الجريمة هذه) الطرف عنه وقيدت الحادثة ضد مجهول وسكت الجميع ، وعلق احد العاملين على موقف أولئك الذين التزموا الصمت بأنهم طبقوا المثل القائل ( لتدوس على الجني ولا تكول اسم الله ) ، ويبدو أن السارق كان متنفذا ومدعوما وربما تدعمه ميليشيا لا ترحم .

اذكر هذه الحادثة في وقت أصاب العالم الذعر من انتشار وباء أنفلونزا الخنازير الذي جرى تغيير اسمه إلى أنفلونزا A احتراما وتقديرا لحيوانهم الذي يقف لحمه متصدرا موائدهم العامرة بكل شيء ، وقد انطلق هذا الوباء في بادئ الأمر من المكسيك وسرعان ما دب كالنار في الهشيم ودخلت جميع البلدان الطوارئ بما فيها العراق الذي احتل المركز الثالث في الفساد حسب تقرير المنظمة الدولية المعروفة باسم ( منظمة الشفافية ) فسارعت إدارة حديقة الحيوان في متنزه الزوراء إلى إعدام خنازيرها الثلاثة التي لم تصب بهذا الوباء وإنما تحسبا للكارثة قبل وقوعها ، وهذه الخنازير المسكينة لم تصب بوباء الفساد المالي والإداري الذي ضرب مفاصل الدولة العراقية بعد التاسع من نيسان عام 2003 باعتراف جميع المسؤولين والسياسيين وأعضاء مجلس النواب العراقي ، اللهم عدا تلك الوزارات التي تأسست لتكون ديكورا في صالون الحكومة نزولا عن نظام المحاصصة الحزبية والطائفية الذي صار هو الآخر كالوباء الذي تناسلت منه بقية الأوبئة.

ولم تكتف الحكومة العراقية بهذا القدر من الاستعداد للمواجهة ، فقد خصصت ( 50 ) مليون دينار لحملة صحية لمكافحة الوباء ، بينما تقليص النفقات اضطر الحكومة إلى إيقاف التعيينات لترتفع أعداد العاطلين عن العمل فيبقى بالتالي الأمن الاجتماعي والوطني مهددين فضلا عن الأمن الصحي ، وبالتالي لم تستطع الحكومات المتعاقبة منذ 9 نيسان 2003 وحتى الآن بناء دولة عصرية يشار لها بالبنان ، إنما حصلنا على دولة يشار لها بالفساد .

وكنت أتمنى والتمني رأسمال المفلسين والمفلس في القافلة أمين، لو أن الحكومة قد سارعت إلى إعدام خنازير الفساد المالي والإداري وقبله الفساد السياسي فهم اخطر من وباء أنفلونزا الخنازير، فوجودهم يدمر الدولة والمجتمع معا.

لقد احتل العراق بفضل هذه الخنازير البشرية المركز الثالث في الفساد المالي والإداري الذي ضرب مفاصل الدولة بفضل الفساد السياسي الذي وفر لهم الغطاء القانوني لتمرير جميع عملياتهم المشبوهة وجرائمهم القذرة.

ونعود إلى الخنزير الحيوان الذي تصدر الأنباء العالمية مؤخرا والذي يتصف بعدم الغيرة على أنثاه فضلا عن تحريم الدين الإسلامي تناول لحمه الذي يسبب الكثير من الأمراض للإنسان ، وبسبب الصفة التي ذكرناها ترى بعض بني البشر يوصف ب (الخنزير) وحملة هذه الصفة ممن لا يغارون على دينهم أولا ووطنهم ثانيا في عراقنا اليوم كثيرون ، وكان الأجدى والأجدر أن تتجه إليهم عملية الإعدام هذه قبل خنازير حديقة الحيوان لمتنزه الزوراء لتطهير المجتمع العراقي منهم .




 

free web counter