نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إبراهيم الخياط

 

 

 

 

الأثنين 31 / 7 / 2006

 

 

تحيتا إكبار وعتب للسيد حسن نصر الله !!


إبراهيم الخياط

من تحصيل الحاصل أن إسرائيل متمادية في شن عدوانها الفاشي على الأزقة والقرى والبلدات اللبنانية بما فيها العاصمة ، وهذا العدوان الآثم صاحبه استهتار بحياة الأبرياء وانتهاك للأعراف الإنسانية كافة .
ومن التحصيل ذاته أن حركة الجنوب هي تحررية بمصطلحات الأمس واليوم وهي محط إكبار قوى الخير والحرية في العالم أجمع ، وهي وان نعتناها بـ " المقاومة " أو نسبناها إلى " حزب الله " عموماً والسيد " نصر الله " حصريا ، فانها ـ أي هذه الحركة الشعبية ـ تجترح الكارثة ، وتحمل ـ بصدق وحق ـ المطالب المشروعة للشعب اللبناني ، وتتبنى ـ بقناعة ـ النضال لإحقاق الحقوق المشروعة ـ أيضا ـ للشعب الفلسطيني ، وكل يوم يمر يقدم الشعب اللبناني وجنوبه الغالي الكثير من الضحايا ، وعلينا جميعاً العمل ـ بلغة أضعف الايمان ـ على حمل إسرائيل على إحترام المواثيق كي يعم الأمن والاستقرار المنطقة بأسرها .
وبإكبار ننظر إلى طحن " المقاومة " دون ان تسبقها أو ترافقها أية جعجعة ، بل هو الفعل يتبعه الفعل ، وان إسرائيل مع الانحياز التام للإدارة الأمريكية لها لم تستطع أن تعبر " بنت جبيل " المحاددة ثم تقهقرت إلى الحدود الأولى ، وهذا ما لم يستطع فعله أي نظام لسبب بسيط جداً وهو أن الأنظمة تقاتل دون مساندة شعوبها بل بآمرية جيوشها التعبة من الخطاب والاستعداد وحتى الإهانة .
السيد حسن نصر الله ـ لاشك ـ اسم مرموق في تاريخ ثورة الإنسان ، وعلم لا يثنى الاّ بكبير من طراز جيفارا ، قاوم فنال مجد الانتفاض النقي، وصال معيداً نهج الأنصار العلاة ، يقظ على حفظ وصايا علي وابي ذر وزيد والحبوبي وعبد الكريم قاسم وجياب وخالد احمد زكي ووديع حداد وتوما توماس وأوجلان ، ودهراً استهدى بمصباح هداه واستنجد بسفينة نجاته ففلح من حيث خاب آخرون ، وانتصر اذ تداعى جدار آخرين في غبار المعارك .
السيد حسن نصر الله كما جده ـ بل ثلة من أجداده الورع ـ منح للحرية قربانها فلذة من عزيز الكبد ، فما هان أو تهاون او لاح على محياه الكريم نكوص ، وبقي مرتدياً الكفن ذاته الذي وارى به بضع فؤاده في تراب الجبل المهيب ليستحيل ـ وحده ـ جبلاً يرفل في حلة الهيبة .
السيد حسن نصر الله ... من على منبره الحسيني ، وفيما بعد من على منبره السياسي ، كان يحرض ـ ولما يزل ـ سواد البرايا على دسوت الحكام المتفرعنين ، يغلي في عيونهم القاحلة الدموع ، ويدعهم ـ بسطوة حجة ـ أن يتباهوا بموقف الحسين ـ إمامهم وإمامنا الفذ ـ الذي لم يقر للظالمين اقرار العبيد ولم يعط لهم أعطاء الذليل ، وأبى المساومة فخسر الحبيب والقريب والنصير وحتى النفس ليكسب الثورة والناس والتاريخ ، فأعظم به من امام مفاد مقتدر لم يهادن السلطة الغشوم التي أحالت الطف الى مقبرة جماعية .
وطوال عمر النضال المديد الذي اتمنى ان يطول للسيد الجليل حسن نصر الله لم أسمع منه ـ وحاشاه ـ او من أي من ائمة الشيعة المعاصرين واسلافهم الغر او من أي داعية شيعي علوي عربياً كان أم أعجمياً .. اقول لم اسمع منهم من أخطأ للحسين العظيم ثورته او تمنى عليه ان يصالح الحاكم الظالم المستبد اللاشرعي .. بل كنت اسمع قولة تاريخية مكرورة يستهل بها مواعظ المنابر ومجالس العزاء وهي نقش آية وأمنية انصار ومهاجرين ومهجرين .. هي: " ياليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً " ولم يتمن كائن من كان من الشيعة الجعفرية أو من نظرائهم ان يكون مع الحسين ورهطه الثوري كي يثنيهم عن القتال او ينفث عليهم رماد القنوط واستصعاب الفداء او كي يشير على الحسين ان ينتبذ خيمة تفاوضية مع يزيد وولاته ، لم يحصل أي أمر من هذا القبيل فتنامى بي مبل ان أسأل سماحة السيد حسن نصر الله :
ـ لم دعوتمونا ، نحن اهل العراق ، قبل سقوط الطاغية أن نصالح قتلتنا الأشاوس ؟
وظل السؤال ثقيلاً يجثم مع ليل الطاغية على جب قلبي حتى تسربت لي ـ أو لنا ـ حزمة ضوء من نثار كوى تفتقت بجنازير الدبابات التي إستقدمها ذاك الذي أشار السيد علينا مصالحته فاستهجنا مشورته وحسنّا الظن به وكتبنا حسنة الاجتهاد له ولا ضير ان طاش منه سهم الاصابة و الصواب !! لاننا دارون ان نبض القلب منه يدق على ضيم العراق مذ ترعرعت فتوته في حواري النجف التي يهواها على قدر يزيد بوصلة على هواه لجبل العامل ! ولطالما بارك لـ " المنار" المهدية ان تضيف كل قزحيات القوس السياسي العراقي البهي شاهراً ذا فقاره الثوري المبارك على شارونات العصر !!
ولعمري ، هل يعلم السيد المبجل حسن نصر الله ان روحي جماً تاقت ـ وتتوق ـ لرؤية هالته الزاهية ، وتقت مراراً ـ وأتوق ـ للجلوس في طرف ناءِ من برانيته العامرة ، ولو سنحت لي برهة حظ ما كنت أتردد في اسكاب طاسة من عتبي على مرمر ما ينوء به فيحتمل ويتحمل كالأساطير السائرة على قدمين ، وحتماً ـ لا مناص منه ـ سيجيب علي بنصف ابتسامة وضاءة لو شكوت له عما فعل ؟ وكم أحزن؟ وكيف أدمى ؟ مهجاً من اهلينا ـ وحتى من الشهداء ـ في بادرته التي كنا نتمنى لو صام عن الكلام عيدين على ان يبوح بها فتحسب عليه زلة لسان على أرحم تأويل .
اما الان فسؤالي الدوار : ما الفرق بين إسرائيل وصدام حسين ؟
فيبيح سماحتكم لنفسه قتال الأول ، فيما تحجمون عن الثاني الذي هو الأخطر والأسوأ، ونهيتنا عن قتاله ، ودعوتنا لمهادنته .
وعذراً ـ سيدي الجليل ـ اذا ما أنبأتك بأني أعرف الجواب الذي هو عاص كالموسى في حلقك القدسي .