| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إبراهيم الخياط

ibrahim_alkhiat@yahoo.com

 

 

 

                                                                                  الأحد 23/10/ 2011



غصة المهرجان الجميل

 إبراهيم الخياط *

مهرجان "الجواهري" الذي انطلق ببادرة من اتحاد الأدباء بعد سقوط النظام السابق بثلاثة أشهر يختلف عن غيره من المهرجانات الثقافية العراقية، لأسباب ثلاثة، أولها أنه ليس تتمة لسابق، أريد منه غرض كالمربد وبابل، وثانيها أنه انطلق مع انهيار كامل مؤسسات الدولة، وثالثها ـ الأهم ـ إنه من بنات أفكار المثقفين ومن صنع أيديهم، وهذه الأسباب مجتمعة جعلت من إقامته حاجة ملحاحة ردا على المسوخ وإعادة للاعتبار وتأسيسا للثقة.

وأعني أن المهرجان لم ينطلق بطرا أو بابا للسحت أو منبرا للاجدوى ـ كما الحال اليوم ـ بل لأن المثقف العراقي الحقيقي أراد أن يعبر عن انتفاضته بوجه القبح والحرب والفقر والقمع وبحث عن وسائل تعينه فاهتدى الى المهرجان المعني، وأراد، المثقف، أن يختصر الطريق إلى الناس، عموم الناس، فأطلق اسم الجواهري عليه وهو ـ أي الجواهري ـ رمز عال ومعروف للرفض الواعي طوال عهد صدام، وهو المتهم في جنسه وجنسيته، رغم أن العرب هم أطلقوا عليه لقبهم "الأكبر"، وهو ذو الرئاستين الرفيعتين، الاتحاد والنقابة، وهو الشاهد على قرن كامل من تاريخ الرافدين، فغدا المهرجان وجها ناصعا بامتياز للعراق الجديد.ولكن، ومنذ انطلاقته، صار المهرجان عبئا على الاتحاد، بسبب العائق المالي تحديدا، فالنيات لوحدها، والإصرار لوحده، ما عادا كافيين، وكذلك لا يكفي أن نجد حلا فقط لديمومة انطلاق المهرجان، لان الشق وسيع، ولابد من شاملات الحلول كأن ـ والمفترض أن أقول: يجب ـ يخصص البرلمان نسبة 1% من الدخل الوطني للثقافة والمثقفين، وأن يشرع مجلسا أعلى للثقافة يكون مثل اللجنة الاولمبية في حقل الرياضة، وأن تخصص الحكومة ميزانية للمؤسسات الثقافية غير الحكومية على وفق نشاطها، وأن تعمل تنمية الاقاليم على تفعيل لجان الثقافة في مجالس المحافظات وأن لاتدمج مع التربية مثلا.الجواهري ومهرجانه هما أكبر من أن يحددا باتحاد الأدباء، والمسؤولية تقع على الدولة العراقية برمتها، لأن اتحاد الادباء ـ مثلا ـ لم يستطع ولسنتين متتاليتين (2010، 2011) أن يعقد المهرجان في أواخر تموز، كالمعتاد، حيث ذكرى ولادة الجواهري ورحيله، لأن (السيد الحَرّ) يحول دون ذلك، أو الأصح أن العجز المالي التام للاتحاد يحول دون تأمين سيارات وقاعات وفنادق مكيفة راقية، فكيف إذا فكر أهل المهرجان باصدار طابع، أو تلحين قصائد، أو دعوة أدباء من خارج العراق، أو اقامة تمثال، أو اطلاق جائزة.

الجدير بالاشارة، بعد شباط 1963 حكم على الجواهري بمصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة، فتبيّن للبعثيين أن لاهو ولا أولاده يملكون الأموال بنوعيها، وهكذا الحال، الآن، مع المهرجان الذي صار كصاحبه.

 

* الناطق الإعلامي لإتحاد الأدباء
 

 

free web counter