| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إبراهيم الخياط

ibrahim_alkhiat@yahoo.com

 

 

 

                                                                                  الأحد 22/5/ 2011



أبو ولاء .. بطل من هذا الزمان

 إبراهيم الخياط *

لم تشيّع بعقوبة في تاريخها رجل سياسة كما شيّعت القائد الشيوعي "نجاح حمدوش"، وقد يكون السبب أن الشهداء من محترفي السياسة وهواتها جميعا قد قضوا في أوقات معقوفة كان التشييع والعزاء وحتى البكاء فيها محرّما على الأهلين، ولكن يبقى لـ "أبو ولاء" القدح المعلى بين الجاهة والأحزاب والناس في المدينة الوديعة ما جعل موكب وداعه تظاهرة مهيبة لم يخترق سماء صمتها سوى الهتافات الرفيقة.

من مقر الحزب الشيوعي العراقي على خد خريسان وحتى محلة "أم النوه" حيث البيت المناضل، سار الموكب خلف التابوت العالي، عال لأنه يحضن إبنا لثورة 14 تموز، وسجينا من ضحايا شباط القاتم، وواحدا من أربعة رفاق كانوا كل ملاك الحزب عام 1970 في بعقوبة ودوّخوا النظام أثناء أقسى حملاته الفاشية وأقذرها على الوطنيين، ومندوبا وحيدا لديالى في خيمة المؤتمر الوطني الثالث عام 1976، والوجه الشعبي الناصع للحزب في حواري القصبة الظليلة مع صنوه الكبير "علي محروك" طوال الثمانينات والتسعينات، وواحدا من بضعة رفاق هرولوا لفتح مقر للحزب الشيوعي قرب مرور البلدة بعد 48 ساعة من السقوط المخزي للطاغية، وأول عضو مجلس محافظة شيوعي.

كان 18 أيار 2004 نهارا ثقيلا على بعقوبة الخير ولكن برتقالها ظل نشيطا ويميس مع أوراق المحاضر، والليمونة "ولاء" انبرت تفتخر أن الأشجار تموت واقفة، والمقر بقي مع حزنه على مرّ الرحيل جذلا لحلو التضامن والتزاحم في أرجائه الصغيرة.

أبا ولاء، لا يكفيك، بل يكفينا فخرا، أنهم قتلوك وما تمنوا هكذا نهاية لك، نهاية تليق بك وبالحزب الذي كنت ترجمانا لوصايا فهده.

نم هادئا، أيها المعلم الأثير، فنحن نسهر، ونبني العراق الذي كنت تتمنى، عفوا، الذي مازلت تتمنى.

 

* الناطق الإعلامي لإتحاد الأدباء
 

 

free web counter