نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إبراهيم الخياط

 

 

 

 

السبت 12 / 8 / 2006

 

 

بعيداً حيث أنا


إبراهيم الخياط

طفل المزاهر .. هل تذكر ؟
نامت سنون اللثغات على كتفين منك غضتين طوال عشر هنّ استواء الجذر المطلق وايصاء أب طماح يستنشقك ويكتم على زفيره لئلا تتسرب من خلله ، وتخضر ـ أنت الذي تخضر ـ من لثمات أم حنون ندية تطري عودك الذي شف كورق البنفسج ، ومن الحجرين الدريين هذين تلاقفتك عصي معلمين غلاظ لم تبرح مصافهم الإ وانت ترفل بوشاح القوادم ـ فارس الصف ـ وعلى أنامل منك رسم التهجي والحروف القمرية وخطوط من عصا الرمان ..
تحلم ويلفك حلم : يا هيه ، ترى أي لون يليق بغدك الشاسع ؟ طفل المسامر .. هل تنسى ؟

***
صحوت على عشرِ اخريات كن قلادة الوطن الملتاع .. صحوت على أبجدية المحاضر الشفافة .. ولعنة الشعر .. صحوت وليتك لم تصحُ ... فمن يعرف اكثر يتعذب اكثر .. وكان الوطن الخام يزاملك على " الرحلة " الخشبية ... كان يدسّ نفسه على بياض ورقتك الخجول .. كان ينام في عيونك المراهقة فتوقظه وتدخله ـ في الشاتيات ـ الى البؤبؤ الأمين حيث تسكن " قتول " .. صحوت ونام الوطن الأليف .. صحوت ونامت الصغيرة " قتول " .. صحوت على خطوط من عصا الضابط اللعين " عبد الصمد " الذي اسكن حبات الخوف والشك في كل ليمونات بعقوبة .. وعلمتك العشر الرديفات ألفباء " السرفطاس " الفواح بنكهة الفلقة .. صحوت وأنى لك ان تنام عقبهذا ...
فتى المجامر .. هل تنسى ؟

***

طلقة بحجم عقد صحيح .. طلقة وجذبتك الحدود القصية صوب كثبان الرمل والعتاد .. تصارع دولة من النمل البشري وكدت تقول من الجراد .. ها أنت تصارعها وما لك من بندقية .. يدخل الغزاة .. يخرجون .. وأنت على سجادة ترابية تقيم صلاة الشعر وإحتمال هوى يسير نحو اليقين .. هي طلقة أجلت مسيرها عقداً صحيحاً كصحيح البخاري فإستقرت في فخذك وكأن فخذك فخذ عشيرة .. ترى لمَ أتت الجارة تقتص من أعزل ـ مثلك ـ مدجج ببضع قصائد وصورة " قتول " وفم مقفل على ركام جرحك ؟ .. نار لا ناقة لك بها ولا طاقة ، ولكنها أخذتك بطمأنينة وكأنها فرض عين ..
عود الثقاب ... هل تنسى ؟

***
صرت جثة تسعى حين زلزلت الطائرات اللاهبات قاع دجلة .. صرت جثة تسعى حين داهمك الجوع القاتم .. حتى نسيتَ أن هويتك تجهر بإنتمائك لأرومة النفط .. صرت جثة تسعى في دوحة الدراويش الملتحفين بالسكون والحراب .. صرت جثة تسعى بين الصدى والصلوات .. بين ريح النفايات ورياح البساتين المهجورة .. صرت جثة تسعى على قفاها نحو صباحات الوهم التي اختلسها سعيد الذكر " غودو " .. واشتعلت النار حتى صارت لا تصلح للكي .. صرت تسعى وتذوي .. وكيف يذوي الهيكل الناقع في ماء النار من عشرين ميلاد مذبوح .. صرت جثة تسعى وتجمعك بوتقة من فخار أوروك .
نفخ الرماد .. هل تنسى ؟

***
شامخاً بذلّك الأبي جرجرت سبالك من قرن يفخر باعتلاء عرش القمر .. وتفتخر باعتلاء منصة الفقر ..
يفخر بـ " أنشتاين " وتعيب عليه صحراؤنا أنه من حجيج حائط المبكى ثم أنه لم يكن جنرالا ... قرن يفخر بـ " كاكارين " .. ويحز بك أنك لا تستطيع ذلك لأنه شيوعي ... يفخر بالبنسلين والفياغرا والاستنسال .. وأنت محتار بهل لديك مرادف في لغة الأنعام لما اخترعوا ؟ شامخاً تجرجر .. وشامخاً تجدب .. وشامخاً تحارب .. وشامخاً تُحتز ... وشامخاً تلفك الحيرة العظمى .
جمل المحامل .. هل تنسى ؟
جمل المحامل .. هل تغفر ؟

***