| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إحسان جواد كاظم

 

 

 

 

الأثنين 8 / 10 / 2007

 

 


شيخ الكوميديا .. كوميديا الشيخ

احسان جواد كاظم

استغربنا اطلاق الشيخ حارث الضاري على قناة الجزيرة الفضائية دعوة تندرج بلا شك في خانة الكوميديا السوداء,رغم علمنا بان الشيخ ليس شقندحيا ولايمتلك روح الدعابة وهو ما اكده توصيف احدهم له بانه : سن ما ضحك بالعيد.ونفى ان يكون سبب غياب الابتسامة عن محيا الشيخ وجود الاحتلال الاجنبي للبلاد او تعرض ابناء شعبه للابادة بل عزا تجهمه هذا الى سقوط النظام البائد وكذلك من منطلق" ولاتمش في الارض مرحا".هذا عن الشيخ اما عن نكتته غير البريئة ودعوته الى التفاهم والتصالح مع تنظيم القاعدة في العراق, فهم كما ذكر اولا واخيرا عراقيون من لحمنا ودمنا والاجانب فيهم قلائل لذا فان المطلوب جرّ آذانهم لبعض الاخطاء التي قاموا بها وادانتها هيئة علماءه ثم حرّم سماحته قتالهم لان ذلك يقدم خدمة مجانية للمحتل الامريكي.
ورغم ان مبدأ تهدئة الاوضاع والشروع بالمصالحة والمصارحة مبدأ سامي ومنطلق لبدء اعمار وطننا وتعويض شعبنا ما فاته من تقدم وتطور ونمو الا ان دعوة الشيخ حارث الضاري لايمكن هضمها, لانها لاتأتي ضمن مساعي تجنيب العراقيين المزيد من المآسي بل هي محاولة لانقاذ ما يمكن انقاذه من بقايا امارة طالبان الاسلامية في العراق ونجدة شراذمها بعد رفض ابناء شعبنا لافكارها ومناهجها الشاذة وانتفاضهم ضدها في مناطق تواجدها. هذه اولا.
اما ثانيا فان هذه النكتة السمجة ليست موجهة الى شعبنا العراقي بل الى حلفاء القاعدة السابقين من العصابات الاسلامية والتي اعتقد بانها سوف لن تضحك لها. فالدعوة النكتة جاءت متأخرة ومتأخرة جدا لأغلب هذه القوى ان لم تكن لجميعها, لأن القاعدة تجاوزت كل الحدود ولم توفر احدا وانها استهدفت كل من يعترض على هيمنتها وتسلطها. فبعد ان ولغت في دماء العراقيين حد الترقوة وخاضت بها فهي ترتكب ذات الجرائم بحق حلفاء الامس من العصابات الاسلامية.فقد أشار بيان لاحدى هذه العصابات ان مجاهدي القاعدة اغتالوا بعض قادتها ثم قاموا بنبش قبورهم وذبحهم ذبح الشاة وتبعه قتل زوجاتهم واطفالهم.
وأخيرا لابد من الاعتراف بان كل جرائم المحتل الامريكي لا توازي في ساديتها وجنونها جرائم مجاهدي الاسلام بحق شعبنا. فالمحتل منقشع لامحالة وهو لم يجبرنا على اتخاذ افكارا او سلوكا لا نقبلها او الباسنا لبوسا غير لبوسنا وان اراد ذلك فبالاقناع لا بحد السيف كما يفعل المجاهدون بمختلف تلاوينهم, والذين تدخلوا في كل صغيرة وكبيرة من خصوصياتنا.
ان معاناتنا لعظيمة وآلامنا لموجعة, فما احوجنا لمن يظهر ضواحكنا لكن نكتة الشيخ جاءت بايخة بأمتياز.
لكني" سأضحك ضحكتي المرّة" كما قال غوغول.