| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إحسان جواد كاظم

 

 

 

 

الخميس 31/5/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس


 

اما آن لهذا الطفل ان يتبسم ؟ ! !


احسان جواد كاظم

يوم الطفل العالمي...عيد فرح. لكنه ليس للطفل العراقي. أقولها والغصة المرة تعتصر كبدي. فبدلا من قناديل الفرح والزينة الملونة واقواس الورد, ترفع لافتات حزن وتنصب سرادق عزاء. وبدلا من موسيقى الكرنفال وكركرات الغبطة , تعلو اصوات انفجارات المفخخات وقرقعة الدبابات. في هكذا اجواء لامكان لحمامات السلام ..
لامكان للحلوى
مكان للحرمان والخوف
مكان فسيح للقتلة
وبعد ان تضرر النخل العراقي بسبب الحروب وحشرة الدوباس واليباس... اصبحت لقمة الطفل العراقي مغمسة باليورانيوم المنضب ومعفرة بتراب كيمياوي.
اكبر فواتير الحرب دفعتها الطفولة من صحتها وفرحها وبراءتها ومستقبلها.
فقد نشرت وكالة ايرين التابعة للامم المتحدة, في تقرير لها من مستشفى الاطفال والولادة في البصرة, بأن 56% من المصابين بالسرطان في العراق هم من الاطفال دون سن الخامسة, فيما كانت هذه النسبة لاتتعدى 13% قبل 15 سنة. ويؤكد التقرير وجود زيادة 80% في الاصابة بالمقارنة عنه عام 2003. كما ان نسب وفيات الاطفال هي من الاعلى في العالم.
وبرغم ان دراسات موثقة تؤكد بأن طفل من كل ثلاثة يعاني من سوء التغذية... وفقدان الامن الغذائي للمواطن العراقي والطفل خاصة, يطالب البنك الدولي برفع الدعم الحكومي عن البطاقة التموينية والوقود والغاءها.
ومن جانب آخر فقد اشارت دراسة اجتماعية أعدها الدكتور عدنان ياسين مصطفى استاذ الدراسات الاجتماعية, بأن عدد الارامل يزداد يوميا 100 أرملة جديدة و400 يتيم في بغداد نتيجة العنف الدائر .
وفي دراسة اخرى لمنظمة اليونسكو التابعة للامم المتحدة في بغداد سنة 2006, قدرت الاطفال اليتامى في العراق بين 4-5 مليون طفل. و900 ألف طفل معوق. وهناك نصف مليون أرملة ومئات الآلاف من المطلقات يقمن اغلبهن بأعالة ملايين الاطفال في ظروف معيشية متردية.
ان حياة الحرمان العاطفي والخوف والعوز لايمكن ات تكون انسانا قويما بل تؤدي الى ظهور مشاكل اجتماعية واخلاقية وخيمة... فاستغلال الاطفال يجري على قدم وساق في العمل والحرب والجنس ( يذكر ان وزارة الداخلية العراقية القت القبض على عصابة تصدير اطفال الى دول الجوار لغرض العبودية الجنسية)
يذهب أغلب علماء النفس, ان 90% من شخصية الطفل تتشكل في السنوات السبع الاولى من حياته في حين تتشكل ال 10% الياقية في المرحلة بين 7-18 سنة. فخلال السبع سنوات الاولى يبدأ الطفل أكتشاف العالم من حوله وتبدأ ملامح تكون شخصيته بالاعتماد على ذاته وميله الى الاستقلال وتكوين قناعاته الخاصة. لذا فان من الضروري ايجاد وسائل تربوية وتعليمية جديدة ودعم مادي ومعنوي له ولعائلته لتعويضه عن معاناته, تشارك بها جهات رسمية وغير رسمية, وطنية واجنبية لاصلاح مايمكن اصلاحه وتلاحق الأمر.
وفي حديث نبوي رواه ابو داود : مروا أولادكم بالصلاة وهم ابناء سبع, واضربوهم عليها وهم ابناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع.
بينما سفيان الثوري يقول : لاعب ابنك سبعا وصاحبه سبعا ثم اتركه للتجارب.
المنطق يقول : قبّله ابدا وعلمه التسامح ثم اتركه يرسم مستقبله..