| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إحسان جواد كاظم

 

 

 

                                                                              الأثنين 2/ 5/ 2011



لغة التهديد... ثقافة البلطجة السياسية

إحسان جواد كاظم

تزخر وسائل اعلامنا بمفردات مثل هدّد, حذّر, توّعد حتى اصبحت لازمة لاتفارق نشرات الاخبار او مقالات الكتاب, وهي تعكس حدّة الصراع الدائر بين رموز السلطة واحزابها المتنفذة, للاستئثار بها ونهب المال العام... فالمآزق التي دخلتها العملية السياسية في بلادنا بسبب سياسات وممارسات احزابهم المتحاصصة, ادت الى ارتفاع درجات باروميتر توترهم السياسي و دفعتهم الى تقاذف الاتهامات والتهديدات مع تجاهل تام للمطالب الشعبية المشروعة بالتغيير.

فهذا خضير الخزاعي وزير التربية السابق والقيادي في حزب الدعوة- تنظيم العراق يحذر التحالف الوطني ( الذي هو جزء منه ) بتدميره وتفجير الوضع السياسي في البلاد في حالة عدم المصادقة على ترشيحه لمنصب نائب رئيس الجمهورية. وكأن هذا المنصب حقه الألهي !

وذلك وزير المالية المهندس رافع العيساوي يهدد النائبة البرلمانية عالية نصيّف عضو لجنة النزاهة في مجلس النواب بسبب مطالبتها باستجواب مدير عقارات الدولة التابع لوزارة المالية لأتهامه بقضايا فساد. وكأن ذلك ليس من واجبها كبرلمانية !

وذاك المرجع الديني محمد علي العلواني الجرجاني هدّد - على لسان المتحدث باسمه وائق البطاط في حديث للسومرية - النائب حيدر الملا " الذي تجرأ على الامام الخميني وتشبيهه بصدام ". حيث اعتبرت المرجعية النائب الملا عدوا. " وان المرجع الجرجاني سيدعو المقاومة الشيعية العراقية باتخاذ اجراء ضده في حالة عدم الاستجابة لطلب المرجعية تنحيته من منصبه كمتحدث باسم القائمة العراقية ".

ان هذا نزر يسير مما يدور من سجالات سياسية. نبرة التهديد العالية فيها تقود, على الارجح, الى امكانية مواجهة كاتم صوت لمرة واحدة واخيرة لأحد الطرفين, لاسيما وان كاتم الصوت او العبوة اللاصقة هما الموضة السائدة هذه الايام لتمهيد الطريق امام تنفيذ الاجندات الخاصة والشخصية للمتنفذين . فهم يتعاملون مع اي نقد او ابداء رأي مختلف في امر ما, باعتبارها اساءة تستهدفهم شخصيا ومحاولة لتجريدهم من سلطات ومنافع هي حق محض لهم.

سيكولوجيا, يعتبر الرد الانفعالي الحاد على فعل ما, سمة للذهنية المتخلفة التي لاتعرف المنهجية في تفكيرها والتي لاتعتمد تحليل الامور واقعيا ووضعها في ميزان العقل لمعرفة اهميتها وترتيب اسبقياتها, اي ان عدم وجود تقييم عقلاني موضوعي للامور يؤدي ذلك الى رد انفعالي شديد غير مبرر, اشد واقوى من الفعل الذي سببه.

هكذا هي صورة تعامل سياسيونا فيما بينهم وكلهم اصحاب سلطة وجاه وحمايات وعلاقات , فماذا يمكن ان يكون حال المواطن البسيط الذي يفتقد كل ما يملكون؟

انهم " جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم " سورة النمل







 

free web counter