| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إحسان جواد كاظم

 

 

 

                                                                              الأثنين 25/ 4/ 2011



مقالب الفٌسّاد في إبكاء العباد

إحسان جواد كاظم

لا يعدم الفاسدون في حكومتنا ودوائرها روح الدعابة السوداء التي تتفق مع الارهابيين في عهد غير مكتوب على ايقاع اكبر الخسائر بالعراقيين وإيلامهم اقصى مايمكن, وجعلهم مرضى عقل وجسم.

فقد كان ارهابيو القاعدة والميليشيات الطائفية ينصبون تكيات اللهو ايام الاقتتال الطائفي باختطاف احد المواطنين المستطرقين والبدأ باستجوابه للاعتراف بأنتماءه الطائفي. وبعد تعذيبه الوحشي واضطراره لتغيير انتماءه الطائفي, حسب هواهم, للتخلص من آلام التعذيب, يجدون ان اطلاق سراحه اصبح بدون معنى لما آل اليه حاله, فيوعزون لجلاديهم : ان خلّصوه " خطية " واحسبوه شهيداً.

مافيا الفساد عندنا تفعل الشيْ ذاته ولكن بشكل آخر... فهي متميزة حتى في وقاحتها, فسرقاتها وتزويراتها واضحة وضوح الشمس, لاتحتاج لفرق رقابية او بحث جنائية لكشفها ولا يهمها اصلا دفع التهمة عن اعضاءها. فابطالها فرسان المحاصصة المتسلطون من وزراء وبرلمانيين وقادة احزاب تحميهم حصانة شراكة النهب.

ومن مقالب الفاسدين البالغة الغرابة التي ظننا , عند سماعنا بها لأول وهلة, اننا ضحايا برنامج " الكاميرا الخفية " لا عمليات سلب حقيقية, استيرادهم لعب اطفال او ما يشابهها بدلا من معدات واجهزة ضرورية تحتاجها عملية البناء, والتي تجعل المرء يقع في نوبة قهقهة هستيرية حد الانكفاء على قفاه غضبا وكمدا على ما وصل اليه الوضع من تحكم هذه المافيات التي عاثت بالبلاد فسادا بصلافتها في سرقة اموال العراقيين والاستهتار بحياواتهم. فمن بيع اراضي الدولة لمتنفذين حزبيين في السلطة بسعر التراب, في حين يعيش المواطن في صرائف وبيوت التنك والعشوائيات ثم اغداق الهبات والامتيازات على انفسهم في سباق مع الزمن للاثراء السريع الى الصفقات المليونية للشاي والرز والطحين والحليب الفاسد لتسميم المواطنين.

لقد ادى تكرار فضائح استيراد لعب اطفال بدل اجهزة ومعدات ضرورية ان نتصور ان وزراء وخبراء حكومتنا تركبهم عقدة حرمان طفولي. فقد تبين ان جهاز كشف المتفجرات ADE 651الذي اشترته وزارة الداخلية, لا هو بجهاز ولا هم يحزنون. فهذه ( اللعبة ) لا تعمل باي مصدر للطاقة مثل البطارية او شاحنة كهربائية حسب ماجاء في توصيف الشركة البريطانية المنتجة لميّزات الجهاز ( المعلومات مستقاة من مقال للمهندس عباس الخزعلي على موقع المنتدى العراقي الالكتروني ) كما انه لا يحتوي على اية الكترونيات او دوائر كهربائية او محرك بل هو عبارة عن عتلتين مركبتين بطريقة تمكنها من الدوران ذاتيا مع كل حركة ميكانيكية. وبالتالي فان الجهاز لا يحتاج حتى لزر تشغيل.
ورغم ان الشركة المنتجة تدعي بان الجهاز يعمل بالموجات الكهرومغناطيسية لكشف المتفجرات لكن الجهاز يشير الى اي سيارة تحمل عطورا... وكما هو معلوم فان الرائحة هي عبارة عن انبعاث كيمياوي وليس كهرومغناطيسي.

المحاكم البريطانية لم تعتبر الجريمة , جريمة غش وانما جريمة شروع بالقتل, لأنها اعطت شعورا زائفا بالأمن. فهي بيعت لتكشف اسلحة القتل ولكنها غشت.
التحقيقات عندنا حول صفقة جهاز كشف المتفجرات والتي بلغت اربعة وخمسون مليون دينار, طالت مسؤولين في وزارة التجارة ومحافظة بغداد اضافة الى الوزارتين المعنيتين اساسا بالامر, وزارتي الداخلية والدفاع. ولحد الآن ما من خبر. فقد ضاعت حقوقنا " بين القبائل " .
ان جريمة هؤلاء لا تكمن فقط في اهدار المال العام بل ايضا في مسؤوليتهم عن كم الجرائم التي ارتكبت بحق مواطنينا بسبب استيراد ( لعبة الاطفال ) بدل جهاز كشف متفجرات يمنع سقوط ضحايا.

واما فضيحة الفساد الاخرى والتي تؤكد شغف مسؤولي الحكومة بلعب الاطفال هو استيراد وزارة الكهرباء رافعات شوكية متخصصة من شركة ATSC البريطانية, فاستلمت شحنة من لعب الاطفال على شكل رافعات شوكية بقيمة اربعة ملايين ونصف دولار. وزير الكهرباء السابق كريم وحيد اوقف الشحنة بعد كشف محتواها لكن ضغوط من جهات عليا دفعته لتمريرها.

تقع على الجهات القضائية مسؤولية استدعاء الوزير السابق واجباره على الافصاح عن الجهات التي كانت وراء تمريره لهذه السرقة لمقاضاتها او تحميله تبعات الجريمة. كما ان على المرجعيات الدينية الكف عن حماية الفاسدين واحزابهم.
ان الفساد المستشري في اجهزة الدولة ومفاصلها والذي تقوده مافيا الاحزاب الحاكمة هي الوليد المسخ لنظام المحاصصة الطائفية - القومية, والذي لايمكن الحد منه ثم خنقه مالم يجري التخلي عن نظام النهب والاجرام هذا , والذي بان فشله منذ لحظة اعلانه وبعدما قاد البلاد الى الهاوية ثم انصاف ابناء شعبنا بمعاقبة المجرمين الذين سرقوا واهدروا ثرواته.

فقد اصبحت بلادنا بوجودهم, كما غنى طيب الذكر الشيخ امام : غابة كلابها ديابة, نازلين بالناس هممم ...





 

free web counter