| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إحسان جواد كاظم

 

 

 

الجمعة 24/ 10 / 2008

 

نار امريكا ولاجنة ايران‏

احسان جواد كاظم

نار امريكا ولا جنة ايران قالها بدون مواربة, صديقي في بغداد والذي عجزت عن ثنيه سابقا عن انتخاب قائمة الائتلاف الاسلامي في الانتخابات البرلمانية الاخيرة. نبرة حديثه كانت تنم عن غضب عارم من فشل سياسات هذه الاحزاب والامتعاض من مواقفها المتناقضة وخاصة من الاتفاقية مع الولايات المتحدة الامريكية. فهي تتصرف وكأنها لم تكن طرفا اصيلا في المفاوضات من خلال ممثليها في الوفد المفاوض والذي شكل على اساس المحاصصة. وكأن ممثلوهم لم يطلعوهم على ما يدور خلف الكواليس. وكأن قادتهم لم يلتقوا يوما بمسؤولين امريكيين وبمستويات مختلفة, عسكريين ومدنيين.
ان خلاصة الاتفاقية المطروحة هي ما استطاع المفاوض العراقي استحصاله من المفاوض الامريكي ضمن الشروط والظروف التي وضعوه بها مرؤوسيه. ولطالما طالبت القوى الوطنية بأعتماد الشفافية في تشكيلة الوفد وأجندته وعدم ارسال مفاوض عراقي غير مسلح بسند واجماع سياسي وشعبي ليستفرد به مفاوض اميريكي متمرس , يجمع في يديه مصادر قوة كثيرة. لكن الاحزاب الحاكمة تمادت في غيها وفرضت ما ارادته ثم تفاجأت بما جاد به مفاوضيهم عليهم من حصيلة وانجاز. فأرتفعت عقيرتهم بالتباكي على السيادة المنتهكة وكأن هذا شيئا جديدا على العراق وتناسوا بأن سيادة العراق سلبت يوم احتل صدام الكويت وهي حاليا كذلك وليس فقط بوجود قوات الاحتلال الامريكي بل ان هناك قوى اجنبية اخرى تتواجد بشكل مخابراتي او بوجود فعلي على الارض كجيش القدس الايراني والميليشيات الاسلامية الشيعية والسنية التابعة له والتي عاثت بأرض العراق خرابا وقتلت شعبه بدون ذنب. فما الضير فيما لو بقيت السيادة مثلومة لثلاث سنوات اخرى مقابل استقرار النظام الجديد؟ ام هي المخططات الخارجية التي تدفعهم الى اتخاذ هكذا مواقف؟
لست بأمريكي الهوى ولا ارى ان توقع الاتفاقية مع الولايات المتحدة بدون تمحيص ودراسة معمقة لبنودها وما يقف وراءها من تبعات وقراءة ما بين السطور...فليس هناك حسن نيّة في هذه الامور.
ان الولايات المتحدة تجني الآن ثمار ما زرعته امس بيديها. فلم يحدث في تاريخ العالم ان قامت دولة محتلة بتسليم السلطة لأعدائها - كما حدث في العراق - ولا تسلمها لحلفاءها. فهذه الحالة اصبحت سابقة في السياسة الدولية. فمن المعروف ان الولايات المتحدة قامت بدعم اليمين السياسي في دول اوربا وفي ايطاليا وفرنسا خصوصا منعا لتسلم الشيوعيين في البلدين للسلطة وهم الذين قاتلوا النازيين ببطولة نادرة.
كان تسليم الولايات المتحدة السلطة للاحزاب الدينية احد اخطاءها الكثيرة في العراق ثم جاءت اجراءات بريمر العشوائية لتزيد الطين بلة وتعقد الامور اكثر وتتأخر عملية بناء الوطن وانهاء معاناة مواطنيه.
ان اي اتفاقية لا تضمن حقوق شعبنا بالامن والتقدم سيكون مصيرها الفشل.


 

free web counter