| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إحسان جواد كاظم

 

 

 

                                                                              الأربعاء 22/ 6/ 2011



مظاهرات الولاء... تكريس للبلاء

إحسان جواد كاظم

مازوتشيون, يتلذذون بتعذيب أنفسهم وأهليهم عندما يرتلون آيات الحب والولاء لولاة فاشلين. لم يجلبوا لهم الأمان ولم يحلوا لهم مشاكلهم اليومية... انهم يكبتون رغباتهم المشروعة ويؤجلون آمالهم وأحلامهم ويسلمون قيادهم لأشخاص وقوى غير سائلة عنهم, مستقتلة على السلطة والمال.

حكومات النظم الديمقراطية الحقة ليست مضطرة لأنزال مؤيدي الحزب الحاكم الى الشوارع لأقناع المعارضة بالعصي والسكاكين برشاد قادتهم, فافعالهم تفعل عنهم. الديمقراطية عندهم لاتعني الحصول على التفويض الشعبي بتحمل مسؤولية الحكم وينتهي الامر بل تعني ايضا تكريس كل معارفهم وخبراتهم لخدمة مواطنيهم بدون تمييز. اما تظاهرات المعارضة الاحتجاجية فانما هي لابداء الرأي ولتقويم الأداء.

اما في بلداننا التي ابتليت بظاهرة مظاهرات الولاء والبيعة, فان متظاهري الولاء صنفان, صنف يتظاهر نزولا عند رغبة دكتاتور نرجسي, ليتباهى بالوله الشعبي بشخصه السامي. وصنف يقودون بمدائحهم نحو صناعة دكتاتور جديد. كلاهما يستفيد من المال العام المبذول لهما بسخاء ومن امكانيات الدولة المسخرة لخدمتهما... وقد يجري ايضا ابتزاز موظفي الدولة وطلاب مدارسها وزجهم في مهرجانات الردح هذه. و يستمد الاعوان سطوتهم من سلطة مسييريهم واخلاقهم من أخلاق ملهميهم. نزقهم من نفاذ صبر السلطة وعنفهم من عسفها.

حيدر العبادي احد متنفذي السلطة يستشيط غضبا عندما يجري تذكيره باعتداء الازلام على المتظاهرين العزل في ساحة التحرير بالعصي والسكاكين, مبررا ذلك لأنهم هتفوا " كذاب نوري المالكي " وكأنه وحزبه قد برّوا بوعودهم بعد خمس سنوات من حكمهم وكأنه لم يكذب عندما نعت المتظاهرين المطالبين بالاصلاح, بالبعثية والارهاب.

لقد استحضر اعوان السلطة وازلامها هتافاتهم من ذاكرتهم التمجيدية لحقبة سوداء مع تغيير التسميات من قبيل " كل الشعب وياك يا مجلس الثورة ". فكان ذلك تعبيرا عن ورطة تقليد البائد الذي اوقع منظمي تظاهرات الولاء انفسهم فيها في غمرة استعجالهم في استدعاء الازلام لمحاصرة متظاهري ساحة التحرير.

وعلى الرغم من خضوع جميع المتظاهرين لضغط الفشل الحكومي في ادارة الأزمة العامة التي تعصف بالبلاد على كل الصعد, الا ان التعبير عن انعكاسات هذا الضغط عليهم من خلال التظاهر يبدو مختلفا لأسباب متعددة منها تباين مستويات الوعي الاجتماعي بينهم واختلاف درجات التوازن السايكولوجي بين اطرافهم. فقد تمتع دعاة التغيير بتوازن سايكولوجي واضح تجسد في سلمية مظاهرتهم وتعاملهم الحضاري الراقي بمن يحيطهم من الآخرين وانسجام ذلك مع رفضهم للواقع السلبي ودعوتهم لتغييره انتصارا لأبناء شعبنا.

بينما اتسمت تظاهرة الولاء بالعدائية والتشنج. ووجد متظاهروها انفسهم مشتتين سيكولوجيا بين خيانة قياداتهم لأحلامهم وبين امتداحهم لهذه القيادات التي اثبتت فشلها وعدم نزاهتها وربما ايضا بين نزوع بعضهم الصامت للتضامن مع ابناء جلدتهم.

ويبقى أمر استعداد مداحي السلطة وازلامها على تحمل وزر صاحبهم من فشل سياسي وتجاوز قانوني وخرق لشرعة حقوق الانسان, عصيا على الفهم, لأن مقدار العطاء لايتناسب مع حجم الأوزار.

وبينما يصنع شبابنا في ساحة التحرير التاريخ فأن " هناك لاعبون رائعون

يمارسون الخسارة بمهارة
". *



*
من قصيدة لأحلام مستغانمي







 

free web counter