| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إحسان جواد كاظم

 

 

 

 

الأثنين 21/5/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

الابقاء على تسمية الحزب الشيوعي العراقي - موقف صائب


احسان جواد كاظم


مفاجأة حلوة !... كان اعلان الشيوعيين العراقيين عقد مؤتمرهم الثامن رغم الظروف الصعبة والتحديات الجسيمة. وكانت ممارستهم الريادية الجديدة على العرف السياسي العراقي بطرحهم مشروع برنامج الحزب ونظامه الداخلي على الملأ ليطلع عليها من يريد ويناقشه من يريد , في تطبيق وتأكيد على نهج ديمقراطي جديد في حياته الحزبية الداخلية وفي تفاعله مع آراء العراقيين من غير اعضاءه.
لقد تطرقت العديد من الكتابات الصحفية الى تمسك الحزب بتسميته " الحزب الشيوعي العراقي " باعتباره مثلبا محافظا وعدم تبديلها بأخرى تماشيا مع الموضة التي بدأت مع فشل التجربة السوفيتية وانحسار الفكر الاشتراكي, حيث قامت بذلك اساسا الاحزاب الحاكمة في الدول الاشتراكية السابقة لاسباب تتعلق بسياسة عبادة الشخصية والبيروقراطية وغياب الديمقراطية وفشل حلولها لمشاكل شعوبها.
ومن خلال تجربتي المتواضعة ومعايشتي اثناء سنوات دراستي في بولونيا, فان تحول حزب العمال البولوني الموحد الشيوعي ) الذي كان حاكما الى حزب اشتلراكي ديمقراطي فكرا وتبنيه للتسمية الجديدة لم تؤدي الى توسيع جماهيريته ولم تجده نفعا بأي شكل كان. فقد سلم الشيوعيون مقاليد الحكم سلميا الى منظمة التضامن والمعارضة عام 1989.. وبعد فوز تحالف اليسار الذي كان يقوده الحزب الاشتراكي الديمقراطي بالانتخابات البرلمانية بعد سنوات, ادخل بولونيا عضوا في حلف الناتو وتبنى سياسة غربية خالصة على مستوى اقتصاد السوق داخليا او في علاقاته الخارجية, ومستوى العلاقات الشخصية المتينة التي ربطت الرئيس البولوني الكسندر كفاشنيفسكي بكل من بوش وبلير... الا ان كل ذلك لم يشفع لهم لدى اليمين البولوني. فلا يزال ينعتهم بالشيوعيين ويطالب بمحاكمتهم بسبب جرائم الحقبة الستالينية رغم ان جلهم من جيل مابعد هذه الحقبة او عاصروها كاطفال. وكان حزب العمال البولوني الموحد قد ادان هذه الجرائم وحاكم بعض من رموزها منذ اكثر من نصف قرن. وكذلك الدعوات لمحاكمة قيادة الحزب والجنرال ياروزلسكي خصوصا لاعلانه الاحكام العرفية في بولونيا اثر اضرابات التضامن عام 1980 وتفادي تدخل سوفيتي وشيك كان سيؤدي بالضرورة الى قمع منظمة التضامن وتعقيد الوضع الداخلي البولوني.
كما ان الاوساط السياسية والصحفية الغربية غالبا ماتشير الى جذور كفاشنيفسكي والحزب الاشتراكي الديمقراطي, الشيوعية السابقة في كل مناسبة.
ان تخلي الحزب الشيوعي العراقي عن مسلمات ايديولوجية او طرائق عمل تجاوزها الزمن وتبنيه لمواقف اكثر براغماتية في قضايا عديدة لاتعني بالضرورة انعكاس ذلك على تسميته بشكل اوتوماتيكي.
فان المحطات المشرقة في تاريخ الحزب ومواقفه المبدئية المستمرة حتى اليوم تجعل الكثير من الناس تكن له الاحترام وتمنحه الثقة بتسميته التي يعرفونه بها... كما ان تبديل الاسم سيؤدي الى انقطاع معنوي عن ذلك التاريخ بأحداثه وشخوصه وشهداءه.
ان تغيير اسم الحزب ما كان ليمنع استهداف قوى التخلف والاستبداد له. كما ان محاولة استرضاءهم عقيمة وغير مبررة.
ونبقى على امل تحقيق الحزب لاهدافه من اجل شعبنا ووطننا.