| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إحسان جواد كاظم

 

 

 

 

الجمعة 19/10/ 2007



خبأ هوية جدتك الشخصية !!!

احسان جواد كاظم

دعوة يتداولها الشباب البولوني على سبيل المزاح لمنع جداتهم من المشاركة في الانتخابات البرلمانية - المزمع اجراؤها يوم الاحد القادم 19-تشرين اول الجاري - والتصويت لصالح اليمين المرتبط بالكنيسة, حيث يتأثرن بدعوات القسسة في اختيار نوابا يخدمون مصالح الكنيسة الكاثوليكية بعد قداس الاحد. ولايخفى الدور المؤثر الذي لعبته الكنيسة البولونية في منعطفات تاريخية عديدة ليس آخرها تغيير النظام الاشتراكي في بولونيا بعد تربع البابا يان بافل الثاني على العرش البابوي في الفاتيكان ودعمه الكبير لمنظمة التضامن منذ تأسيسها عام 1980 والتي كان يقودها ليخ فاونسا في صراعها مع الحكومة الاشتراكية ثم حصول التحول الى الراسمالية عام 1989 بتسليم الشيوعيين السلطة سلميا لمنظمة التضامن بعد انتخابات عامة.
اما الآن وبعد تصاعد دور الكنيسة في الحياة السياسية والاجتماعية وتوسع املاكها ومؤسساتها ومواردها وتأسيس وسائل اعلام مؤثرة خاصة بها كراديو ماريا وقناة ترفام التلفزيونية اصبحت اكثر فعالية و تديرهذين المؤسستين شخصية مثيرة للنقاش هي الاب ريدزيك ذو التوجه الديني القومي المتزمت. وقد قدّر البعض عدد مستمعي راديو ماريّا بثلاثة ملايين , اغلبهم من كبار السن ومن النساء خاصة. من هنا جاءت دعوة الشباب لمنع تحقق رغبات ريدزك.
كما يحظى الاخوين التوأمين, رئيس الجمهورية ليخ كاجينسكي ورئيس الوزراء ياروسلاف كاجينسكي بعطف الاب ريدزك وراديو ماريّا وعموم الجهاز الكنسي الكاثوليكي في بولونيا.
وكانت الاجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة قد ادت الى تنامي البطالة وتدني المستوى المعاشي لعموم الشعب البولوني والتي قادت الى اندلاع اضرابات متتالية لشرائح مختلفة ,كان ابرزها اضرابات العاملين بالمجال الصحي والانهيار التام لنظام الرعاية الصحية في البلاد.
كما ان السياسة الخارجية للاخوين تنطلق من العقد التاريخية المتراكمة متضافرة مع الايديولوجية الدينية. فقد طالبت الحكومة البولونية من برلمان الاتحاد الاوربي اضافة فقرة تتعلق بالتراث المسيحي لاوربا في دستور الاتحاد الاوربي وهو مالاقى رفضا واسعا من لدن اغلب دول الاتحاد ثم سياسة اثارة الدب الروسي التي تمارسها حكومة الاخوين والتي تجسدت بمظاهر متعددة, مثل اسناد الثورة البرتقالية في اوكرانيا نكاية بروسيا ثم احتضان ناشطين شيشان معادين لروسيا على اراضيها, ثم القضية الاهم, رفض مد انبوب الغاز من روسيا الى دول اوربا الغربية مرورا ببولونيا, مما حدا بروسيا ودول الاتحاد الاوربي بمده في اعماق مياه بحر البلطيق وهو ماادى الى امتعاض سياسي لدى دول الجوار واحتجاج داخلي بسبب فقدان موارد طائلة من اموال الترانزيت. هذا ماعدا مااضافته خطط نصب الولايات المتحدة نظومة الدفاع الصاروخي في بولونيا من توتر مع روسيا.
وقد علل بعض المحللين السياسيين دعوة الرئيس كاجينسكي الى انتخابات برلمانية مبكرة بوجود ازمة سياسية واقتصادية تشهدها البلاد تستدعي حلها وهو مالايود الاعتراف به الرئيس. وكانت مناظرات تلفزيونية بين الرئيس الحالي والرئيس السابق كفاشنيفسكي ممثلا عن تحالف اليسار والديمقراطيون( يسار الوسط) ودونالد توسك رئيس المنبر المدني الليبرالي النزعة كل على حدة, قد بينت حدّة الخلافات بين السياسيين البولون. فقد شن حزب الاخوين ( القانون والعدالة) حملة عدائية ضد اكبر حزبين منافسين له وهما (حزب المنبر المدني) و(تحالف اليسار والديمقراطيون) اللذان من المتوقع ان يعقدا تحالفا بعد الانتخابات لضمان الأغلبية في البرلمان.
وفي استفتاء قامت به مؤسسة PBS لصالح صحيفة Gazeta wyborcza الصحيفة الانتخابية و مجلة Polityka السياسة, الواسعتين الانتشار ليوم
15-16 /تشرين الاول الجاري قد اظهر النتائج التالية: المنبر المدني (حزب ليبرالي) ؛ 39% Platforma Obywatelska :,القانون والعدالة (الحزب اليميني الحاكم) PiS :34% ,اليسار والديمقراطيون(تحالف يسار الوسط) LiD :15% ثم الحزب الشعبي البولوني(حزب الفلاحين)PSL :7% واحزاب اخرى لم تعبر حاجز ال5% لدخول البرلمان.
اضافة الى الدعوات الطريفة لتخبأة هويات الجدات الشخصية , هناك دعوات تقول: تترفع عن المشاركة بالانتخابات؟ انتخب بالكفوف البيضاء ذي الاستعمال الواحد في تعبير واضح عن رفض فوز اليمين في هذه الانتخابات واحتجاج مبطن على اليسار الذي يعتبره البعض الاختيار السيْ ولكنه الاهون . وهو محاكاة لما حصل في الانتخابات الرئاسية الفرنسية- الدورة الثانية عام 2002 والتي كانت بين ليبين اليميني المتطرف وشيراك الجمهوري. وقد قام الفرنسيون بالتصويت لصالح شيراك بالكفوف المطاطية ذي الاستعمال الواحد وفاز ب 82% حينها لتلافي صعود من هو اسوأ منه ليبين الى سدة الحكم.
ومن الشعارات الاخرى المتداولة ايضا: لاتشارك بالانتخابات...لاتنتقد الفائز
عدم المشاركة بالانتخابات ايضا انتخاب
مما يظهر انه ليس هناك دعوات للعزوف عن الانتخابات او مقاطعتها وانما هناك رفض عام لأملاءات الكنيسة وهو مايؤشر الى وجود وعي شعبي بضرورة الانتخاب الحر. والصراع بكل الاحوال مستمر.




 


 

Counters