| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إحسان جواد كاظم

 

 

 

الأثنين 19/ 5 / 2008



عطن طبخة محروقة !!!

احسان جواد كاظم

حسناً فعل الاستاذ مفيد الجزائري عضو مجلس النواب العراقي عن الحزب الشيوعي بقبوله رفع الحصانة البرلمانية عنه واستعداده للمثول امام المحاكم المختصة, بعد ان نشرت وسائل اعلام اسماء نواب برلمانيين مطلوب رفع الحصانة عنهم بطلب من لجنة النزاهة.
وقد سارع الاستاذ الجزائري الى وضع النقاط على الحروف واوضح بأن طلب رفع الحصانة عنه ليس لتهمة مباشرة بل دعوته كشاهد ( وللمرة الثانية ) في قضية مالية تخص وزارة الثقافة التي كان على رأسها عام 2003 . وقد بيّن ملابسات القضية والتي لم تتوصل هيئة التحقيق التي كان قد مثل امامها كشاهد الى ادلة تثبت صحة الشبهات ضد بعض موظفي وزارته التي افرج عنهم لاحقا وعادوا الى ممارسة اعمالهم في دوائرهم.
ان خلط الاوراق وحرق الاخضر واليابس, محاولة بائسة للاساءة للشيوعيين العراقيين, لما يتسمون به من نزاهة وبياض ذات اليد والتي يشهد بها لهم القاصي والداني في بلادنا. هم ليسوا ملائكة. فالحزب الشيوعي كحركة اجتماعية عراقية فيها ما في مجتمعنا من مثالب, لكن نهج الشيوعيين الوطني الصادق وتجردهم في خدمة الوطن حد الطهرانية لدى الكثير منهم تجعل التصديق بوهم عدم نزاهتهم غير واردا.
ان وضع الجميع في سلة واحدة غير مقبول. فمن يهّرب النفط ويدّمر منشآت الدولة ويرفع السلاح في وجهها وقبل كل ذلك يقتل الابرياء من ابناء شعبنا, من المرفوض جمعه مع من يجهد من اجل رفعة الوطن وكرامة شعبه والاستاذ الجزائري احدهم. كما ان دعوته الكتل السياسية الى عدم التدخل لمنع رفع الحصانة عن نوابها ليمثلوا امام الهيئات التحقيقية, تحدي آخر يضاف الى موافقته الشخصية على رفع الحصانة واستعداده للمثول امام اية هيئة تحقيق. فهل من يجاريه فيها ؟
ان افلاس البعض دفعهم الى اللجوء الى هذه الاساليب الملتوية مع اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات في اكتوبر القادم علهم يرفعون اسهمهم الانتخابية بعد ان انتشر نتن فضائح فسادهم وجرائمهم امام المواطن العراقي. فماذا يعني سحب طلبات رفع الحصانة البرلمانية - التي علاها الغبار - من أدراج هيئة رئاسة مجلس النواب في هذا الوقت بالذات. وفي قضية جرى حسمها قبل سنين؟
يذكرني ما يحدث في بلادنا بما شهدته في احدى الانتخابات البولونية السابقة, عندما أثارت وسائل الاعلام اليمينية زوبعة اعلامية بعد احتجاز ابن رئيس الوزراء اليساري ليشك ميلر, لساعات في مطار وارشو بعد عودته من الخارج حيث يدرس, لتفتيش حقائبه في اجراء مبيت تواطأ فيه ضباط شرطة وصحفيين متعاونين مع احزاب اليمين للتأثير على مجرى الانتخابات. لكنهم لم يعثروا في حقيبته على ما يمكن الاستفادة منه في حملتهم ضد اليسار. ففشلوا وفاز اليسار بالانتخابات.
ان التعامل بمثل هذه الطرق غير القانونية والوسائل الاستفزازية مع الخصوم السياسيين تؤدي بلا شك الى عدم الاستقرار السياسي وفقدان الثقة بالقوى التي تمارسها اولا.
تذكروا دائما بأن السحر قد ينقلب على الساحر .






 


 

Counters