| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إحسان جواد كاظم

 

 

 

الأربعاء 12/ 1/ 2011



اطفال لم يشفع لهم المولى المقدس ولم تشملهم رحمة الرب !

إحسان جواد كاظم

انهم تلاميذ مدرسة المولى المقدس في حي الرحمة في النجف الاشرف. مدرسة من كارافانات ضيقة, ينحشر في صفوفها 70 طفلا كما علبة سمك سردين. يفترش الكثير منهم الارض لعدم توفر رحلات الجلوس المدرسية.

ان توفير الظروف المناسبة للتلاميذ هو الاساس الذي يرتكز عليه نجاح العملية التعليمية والتربوية. وهذا الاساس كما نرى غير مؤمن. فالقصور فاضح والجريمة ماثلة للعيان لاتحتاج لبرهان.

فالوزير السابق د. خضير موسى الخزاعي وهو من المتوضئة ايديهم, لم يدفعه تدينه للعمل على رفع الحيف عن جماهير الطلبة والكادر التعليمي, الذين هم سبب جلوسه على كرسيه الوزاري, بل اكتفى بفرض ايديولوجيته المتخلفة عليهم.

ففي تصريح لوزير التربية الجديد د. محمد تميم, كشف عن ان نسبة ما تم انفاقه من الميزانية المالية للوزارة خلال السنوات الماضية لم تتجاوز 3% فقط.

ان معاناة تلاميذ هذه المدرسة وظروفهم الصعبة فضح التهريج الاعلامي الذي تطبل له جهات مختلفة في محافظة النجف وخارجها عن عاصمة الثقافة الاسلامية ووضع الفعالية في اطارها الصحيح, الاعلاني والاعلامي, واظهر هشاشة ارضية هذه الثقافة في وقتنا هذا. لقد اساء هؤلاء اية اساءة لأهل النجف ولأرثها الثقافي الثر ولشخص راعيها امام المستضعفين الامام علي بن ابي طالب.

ولو كان ما يجري في محافظة فقيرة لهان الامر, لكن كونه يحدث في محافظة هي من اكثر حواضر العراق ثراءا هو ما يدفعنا للتشكيك بنزاهة البعض في وزارة التربية ومجلس المحافظة معا. فبالاضافة الى تخصيصات الميزانية المركزية التي تستلمها المحافظة فان ما تجنيه من مداخيل مما يسمى بالسياحة الدينية هائل بكل المقاييس. هذه المبالغ التي لا تعرف حجومها وغير المثبتة في كشوف رسمية ولا تستلم الخزينة المركزية ضرائبا عنها ,على ما نظن, ولا تعرف مجالات صرفها , كانت ستجعل مدينة النجف من اكثر مدن العالم عصرية.

وفي مرور سريع على موقع محافظة النجف الاشرف الالكتروني , دهشنا لحجم الاموال الممكن تحصيلها والتي تعود للشعب العراقي والتي لم تصرف لصالحه. فقد اشار موقع المحافظة الالكتروني الى وجود 300 مليون زائر يرغبون بزيارة العتبات المقدسة في النجف. كما تبلغ عدد الزيارات والمناسبات الدينية والخاصة في المدينة حوالي 40 زيارة سنويا. كما يتراوح عدد الزوار في المناسبات الدينية بين (1ـ 4) مليون زائر. فتصوروا حجم السرقة.
اننا نناشد الاجهزة الرقابية التابعة للدولة ومجلس النواب الى متابعة تلك الاموال واستردادها لخزينة الدولة ومعاقبة سراقها.

وكان من المؤمل من المرجعيات الدينية التي تقطن المدينة ان تقوم بدور ايجابي في متابعة اوضاع مواطني عاصمة الثقافة الاسلامية, الصعبة, والضغط على ممثلي الاحزاب الدينية المؤتمرة بأمرها على الالتفات الى حاجات المواطنين وان تبادر بدورها ايضا الى استثمار جزء من اموال الزكاة التي تجمعها ببناء مساكن شعبية للفقراء او مستشفيات عامة ومدارس... كجزء من واجبها الشرعي في توزيع الحقوق على من يستحقها من فقراء المسلمين, خاصة وان 70% من العراقيين يعيشون في مستوى الفقر ودونه. ولكننا نشهد تشييد القبور الفخمة بدل ذلك.

لقد تسابق الاسلاميون على متاع الدنيا بدناءة, واكتفوا بان اطلقوا اسماء قادتهم على المؤسسات العامة كالمدارس والمستشفيات والجسور والشوارع... ثم تركوها للاهمال.

ان مدرسة المولى المقدس ليست استثناءا بل هي ربما افضل حالا من مئات المدارس في مدن وقصبات وقرى العراق. لقد كان همهم الاول الفصل بين الجنسين غيرة على الفضيلة ثم فرض الحجاب على الصغيرات انتصارا للشريعة. وهذه كانت كل انجازاتهم .


قال دوستويفسكي المتدين, مخاطبا ربه : كل شيْ أغفره لك الا معاناة الاطفال.


 

 

free web counter