| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إحسان جواد كاظم

 

 

 

                                                                              الخميس 12/ 7/ 2012



تصريحات المالكي - نفخ في بالون ام انعطافة سياسية ؟

إحسان جواد كاظم

التصريحات الايجابية لرئيس الوزراء نوري المالكي عن تحالف عابر للطوائف والتخلي عن نهج المحاصصة الطائفية – العرقية واعتماد مبدأ دولة المواطنة يمكن ان تكون اساسا جيدا لأجراءات عملية في هذا الاتجاه , يؤشر ذلك الى حصول تطور في التفكير السياسي للنخبة الحاكمة واستيعاب افضل لطبيعة المجتمع العراقي القائم على التنوع الاثني والتعددية الفكرية, فيما لو صحت هذه التوجهات ولم تكن مجرد نفخ في بالون اعلامي لتحسين الصورة الذاتية او ابتزاز الغرماء السياسيين, بعد ان اثبت الواقع عقم نهج المحاصصة والحاجة الملحة للتغيير.

وبغض النظر عن فحوى لقاء رئيس الوزراء بقيادة الحزب الشيوعي, سواءا كانت القيام بالوساطة بينه كرئيس للحكومة الاتحادية وبين رئيس اقليم كردستان او لمعرفة آراء وحلول الشيوعيين لتجاوز الازمة السياسية التي تعصف بالبلاد فان ذلك قد يكون تكفيرا عن مواقفه السابقة اتجاه الحزب بسبب مشاركة اعضاءه ومؤيديه جماهير شعبنا في الاحتجاجات المطلبية الشعبية التي عمت مدن وقصبات العراق, وشروع صائب في تنفيذ مضمون تصريحاته الاخيرة, كما اتصور, فقد كان الشيوعيون منذ البداية ضد نهج المحاصصة ومع دولة المواطنة الديمقراطية واول من اقترح عقد مؤتمر وطني عام للخروج من عنق الزجاجة التي اوقعنا فيها المهيمنون على السلطة.

لا يعرف بعد فيما لو كانت السياسة الجديدة المعلنة التي يود المالكي سلوكها تستند الى اساس فكري وقاعدة سياسية في حزبه حزب الدعوة وهل يمتلك الادوات اللازمة في تنفيذها ؟ فالاحزاب الاسلامية احزاب مغلقة, قراراتها ليست معلنة وهي لازالت اسيرة افكارها واساليبها البطرياركية القديمة, اما الشفافية فهي مبدأ لا تعرفه ولا تستسيغه... وليس خافيا هيمنة الكثير من الشخصيات المتزمتة في الحزب والائتلاف الوطني على مفاصل الحزب والدولة , الرافضة لكل مظهر مدني وديمقراطي وتدعو الى فرض نمط اسلامي متخلف على الحياة الاجتماعية والسياسية العراقية.

لذا لا يمكن استبعاد فكرة: ان اللقاء بالشيوعيين هو مجرد مناورة سياسية لتحييد الشيوعيين ومنع انخراطهم في اية احتجاجات شعبية تبدو على الافق بسبب ازمة الكهرباء المستعصية في هذا القيظ القاتل.

وقد كنا قد دعونا رئيس الوزراء في مقالات سابقة الى الخروج من قمقم المحاصصة الطائفية – العرقية المظلم الى رحابة النهج الوطني المشرق, فهو قد يكون افضل السيئين من متحاصصي السلطة.

ولم يكن وضع احدهم نوري المالكي وعبد الكريم قاسم في كفة واحدة موفقا, فقد تلتقي بعض مكونات شخصيته وسايكولوجيته بالزعيم لكن ما يميز الزعيم عنه الانجازات والطموحات وسعة الافق. ولا تنفع حسن النية ولا وهم استطاعة من يمسك بحبل السلطة لوحده من اجراء تغيير نوعي في السياسة العراقية, مهما كانت درجة صدقيته, لصالح ابناء شعبنا دون اشراكهم ومنظماتهم واحزابهم الوطنية في العملية وعدم حصرها في اطارها الفوقي لان ذلك سيجعلها فريسة سهلة لاعداء التقدم, حيث يتواجد هؤلاء في حزب رئيس الوزراء وائتلافه وفي الكتل والتحالفات المتحاصصة والذين لا يريدون فقد امتيازاتهم وكراسيهم .

فلم يكن المتحاصصون كما ذئب يعقوب بريئا من دمه بل كانوا كما اخوته, فقد رموا مصالح شعبنا في بئر محاصصتهم الغميق.

كما ان تعبير " تحالف عابر للطوائف " الذي يجري تداوله في خطابات السياسيين ووسائل الاعلام, غامض وغير سليم كليا, لأن استبدال تحاصص بتحاصص آخر وبأي ثوب جاء حتى لو كان علمانيا فان جوهره سيكون نهبويا , لا يصب في صالح ابناء شعبنا.

ان فك القيود عن منظمات المجتمع المدني واطلاق نشاطها الحر المثمر واشباعها بدورها التنويري وتمكينها من الوصول الى وسائل الاعلام لتثقيف المواطن بحقوقه وواجباته وتوضيح ايجابيات دولة المواطنة ثم دعم اجهزة الدولة بكفاءات مهنية نزيهة واقتراح القوانين المناسبة لتكريس النهج الوطني الجديد هو ما يضمن نجاح جهود التغيير.





 

 

free web counter