| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إحسان جواد كاظم

 

 

 

الثلاثاء 12/ 10/ 2010



ولادة حركة... تعسر حكومة

إحسان جواد كاظم

تعويم العملية الديمقراطية والتسويف في استحقاقاتها هو ما يمارسه سياسيو الكتل الفائزة في الانتخابات الاخيرة والتي اجريت قبل سبعة اشهر. فهم ليسوا في عجلة من امرهم في شأن تشكيل الحكومة, في ظرف اصبحت تداعيات الفراغ السياسي لاتطاق... الخطط الاقتصادية والاجتماعية مؤجلة والتدخلات الخارجية على اشدها, فمهمة توزيع الكراسي والامتيازات هي الاهم وهي لم تحسم بعد.
ان سهولة حصول الكثير من نواب المجلس المنتخب على مقاعدهم بالاصوات التعويضية المسروقة من اصوات ناخبين لم يصوتوا لهم, جعلهم يتجاهلون المطالب الشعبية الداعية الى الاسراع في عقد جلسة مجلس النواب والتصدي لمسؤولياتهم الدستورية, فهم على كل حال متمتعين بامتيازاتهم البرلمانية ويستلمون( مستحقاتهم) الشهرية بدون وجع راس.
وكذلك الامر بالنسبة للوزراء وكبار موظفي الدولة وكل اعوان الاحزاب المهيمنة في حكومة تسيير الاعمال. فقد راق لهم الوضع وهم ليسوا بمحضر مغادرة مواقعهم وامتيازاتهم.
اما مايتعلق بالتحالف الكردستاني فانه على اقل من مهله. فحكومة الاقليم تقوم باعمالها على اكمل وجه وعامل الوقت بشأن تشكيل الحكومة المركزية لايشكل لدى التحالف اية اهمية, فهم يراقبون التجاذبات السياسية بين الكتل السياسية الاخرى ومتهيئون في اي لحظة لجني اكبر المكاسب من خلال رفع سقف مطالبهم المتصاعد يوميا.
ان خرق الدستور والحنث بالقسم الدستوري في استعداد النائب لخدمة الشعب والحفاظ على مصالح الوطن يسيْ الى مصداقية الكتل السياسية الفائزة, خاصة الاسلامية منها التي اخلت بواجبها الشرعي الديني الذي زمّرت له قبل الانتخابات وتنكروا جميعا لوعودهم الانتخابية.
ولكن ازاء تجاهل الكتل الفائزة وامهاتها من قوى طائفية وعرقية للمطالب الشعبية بالاسراع في تشكيل الحكومة وحل مشاكلها وايقاف تكالبها على الامتيازات الفئوية الانانية, تنشأ حركة شعبية احتجاجية متصاعدة تتسم بوعي وطني ديمقراطي, تسعى الى صيانة مظاهر العملية الديمقراطية الناشئة وتدعم مشروع الدولة المدنية من خلال تظاهرات واعتصامات سلمية تتوالى في مدن العراق وهي تجتذب يوما بعد يوم قوى شعبية جديدة كسرت قيد ولاءاتها السابقة بعد ان سئمت سياسات قادتها المرائية وبدأت تنخرط في العمل الديمقراطي من اجل خير كل العراقيين.
ان اشتراك شرائح جديدة من ابناء شعبنا في هذه التظاهرات والاعتصامات السلمية يؤسس لظهور قوة ضغط واعدة, تضع في اولويات مهامها تكريس المظاهر الديمقراطية في الحياة السياسية العراقية والوقوف ضد اصرار القوى المهيمنة الطائفية والعرقية, المعادي للديمقراطية, في التسويف في بناء مؤسسات الدولة المدنية الديمقراطية.
وتظهر منظمات المجتمع المدني من خلال نشاطها, كمعارض ايجابي مؤثر لأي حكومة تشكلها القوى المتنفذة لاحقا ولاسيما وان هذه القوى ترفض ان تكون في المعارضة بسبب مغريات السلطة. فهي تعمل على تأسيس حكومة مشاركة تحاصصية.
قد لاتكون تظاهرات واعتصامات منظمات المجتمع المدني ذات تاثير جدي الان ولكن استقطابها لقوى جديدة سيؤسس لحركة شعبية ديمقراطية وتساهم على اقل تقدير في تشكيل وعي ديمقراطي لدى اعداد غفيرة من العراقيين.
ولابد اخيرا من الاشادة بجهود قناة الفيحاء الفضائية ومنتسبيها وتغطيتهم المتجردة لنشاطات منظمات المجتمع المدني والقوى الديمقراطية عموما وبمجمل مواقفها الوطنية.
يتساءل المواطن العراقي البسيط من الذين أثروا بعد فقر واتخموا بعد مسغبة: أوفيتم بوعد؟ أثبتم على عهد؟
ف " كل انسان ألزمناه طائره في عنقه " . سورة الاسراء

 

free web counter