| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إبراهيم  حسين

ibar2006@maktoob.com

 

 

 

 

الخميس 29 /12/ 2005

 


 

 

احداث الناصرية في الميزان !

 

ابراهيم حسين

انتخاب ام احتراب...؟

لا يسع المرء الا ان يقف مشدوها امام التجاوزات الفضة، التي استهدفت مقرات القوى السياسية في مدينة الناصرية، واخص بالذكر منها؛ مقري الحزب الشيوعي والوفاق الوطني عشية الانتخابات، ولا يمكن ان يصفها الا بالعدوان المتعمد والمقصود، بل والمخطط له سلفا للأسف الشديد. العدوان الذي يستحق كل الاستنكار والادانة من قبل كافة ابناء الناصرية الكرام.
ان الغريب في الأمر ان يحصل مثل هذا الانتهاك والتجاوز في مدينة الناصرية بالذات؛ الناصرية التي ما عهدت في تاريخها القريب- والممتد لقرابة قرن من السنين على اقل تقدير- مثل ذلك..! المدينة التي جبل ابنائها على المودة والتآخي؛ بعيدين كل البعد عن التعصب والتناحر، سواء بسبب الدين او القومية او العشائرية او حتى المذهبية الطائفية. ان الاعتداء المذكور وللاسف الشديد، لا يمثل فقط انتهاكا وتجاوزا على القوانين والانظمة المرعية، بل ايضا طعنة في صميم ما اعتادته المدينة من اعراف وقيم اخلاقية سامية؛ اقل ما يقال فيها التآخي والعيش المشترك والتعددية السياسية في ظل سلام وأمن للجميع، وأن تاريخ الناصرية حافل بالاحداث التي تبرهن على ذلك. .
والأغرب من ذلك، ان تحضى مثل تلك الاعتداءات بالآمبالاة وعدم الاهتمام من قبل السلطات المحلية "الشرطة"، أو ان تبارك من قبل" اطراف قد تحسب على جهات معينة و ضالعة في العملية السياسية" على حد ما أشارت اليه الاخبار القادمة من المدينة نفسها او من الذين وقع عليهم الاعتداء. أو تلك التي دعمتها الوثائق المنشورة؛ مثل الصور الموثقة للاعتداء. أو من نفس القوى التي حاولت تبريرالاعتداء نفسه. .
لا لمثل تلك الاعتداءات... !!! ذلك ما ينبغي أن يقوله الجميع بما فيهم ممثلي القوى السياسية في المدينة، وأن تتحمل جميع الاطراف مسؤولية الالتزام بضبط النفس وتجنيب المدينة المتآخية الانزلاق في طريق لا تحمد عقباه. اما قيادة السلطات المحلية من قوات الامن والشرطة، وهي من أنيط بها حفظ ألامن ، فعليها التحقيق النزيه في الاعتداءات وتشخيص جميع من شاركوا فيها او حرضوا عليها، حتى وأن كانوا من منتسبيها وتقديمهم للقضاء.

وبكلمة أخيرة اتوجه الى الشيوخ والسادة الافاضل ممثلي المرجعيات الدينية في الناصرية بصفتي متابعا ومطلعا بل ومعايشا لأوضاع هذه المدينة؛ الكريمة بأبنائها والعزيزة بتأريخها المشرف قائلا ؛ ان الناصرية عمرها ما عرفت امثال تلك الاعتداءات التي تخفي نفسها وراء واجهات دينية مذهبية اوسياسية عقائدية؛ مذكرا بالدور الوطني والمشرف الذي لعبته المرجعيات الدينية، ودورها المشهود في دفع الناس الى التآخي والمحبة والتسامح.
انني أتوجه الى ممثلي هذه المرجعيات الدينية الفاضلة في المدينة وهي نفسها قد خبرت شخصيا، بل وقد عانت من ويلات التسلط الاعمى والاضطهاد الفكري والمذهبي وتقييد الحريات في زمن الطغيان الديكتاتوري، الذي ولى بدون رجعة. أدعوها الى رفع صوتها المؤثر في شجب وأستنكار أمثال تلك الاعتداءات الفضة ومناشدة جميع الاطراف والكتل السياسية والاجتماعية الى منطق الحوار والحوار المتبادل، الى التمسك بالديمقراطية باعتبارها الوسيلة الوحيدة والطريق ألأسلم في حل الخلافات، الى نبذ العنف والارهاب الفكري، الى التوحد والعمل المشترك في سبيل الخير لهذا الوطن وبناء العراق الخالي من الاضطهاد وتجنيب هذه المدينة الحبيبة كل ويلات الاحتراب او استبعاد الطرف الآخر. ولنا أسوة حسنة ومثلا طيبا بمبادرة هذه المرجعيات بأستنكار وأدانة العمل الارهابي الذي استهدف عددا من ابناء المدينة البطلة في ساحة النهضة في بغداد.
أنها مسؤولية تأريخية ووطنية، وأن ممثلي المرجعيات الدينية في الناصرية وكافة شيوخ الدين ألأفاضل هم أولى جميعا، بتحمل مثل هذه المسؤولية لعظم ما تعنيه هذه الكلمات من معنى. وهم قبل غيرهم مدعوون لشجب وأدانة واستنكار ذلك العدوان الصارخ، الذي أساء الى قيم ومثل الناصرية العتيدة وتقاليدها التأريخية النبيلة، التي حضيت دائما بالرعاية من قبل الجميع.
أكرر شجبي وأستنكاري لحادث ألأعتداء على المقرين المذكورين، واهيب بأبناء الناصرية الكرام بعدم ألأنجرار وراء الدعوات المظللة، وأقول: بأن الوحدة الوطنية هي الجامع المانع من كل ما يعرض الشعب والوطن لما لا تحمد عقباه، وأن الديمقراطية وأحترام ألاخر هما الوحيدان القادران على أستتباب الامن والسلام. اما التحريض على العدوان اوالمشاركة فيه فليس الا احد اشكال الارهاب والعنف المرفوضة من قبل سائر ابناء الشعب ويتعارض مع مباديء جميع القوى والفصائل السياسية المعلنة، ان صحت النوايا، كما ولا يستقيم مع مباديء الشريعة الاسلامية السمحاء، ويستدعي الادانة والشجب من الجميع..! .