|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  30  / 8 / 2015                                إبراهيم الحريري                                 كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

العراق... حصة مَنْ؟

إبراهيم الحريري

كنا، انا وصاحبي، نتداول، قبل ايام، في الشأن العراقي. سألني عن رأيي فيما يحدث. لم اتردد في الإعراب، رغم المخاطر العديدة التي لا يمكن الأِستهانة بها، عن تفاؤلي. صمت صاحبي، إلا ان صمته لم يطل. عقّب: يبدو انك لم تقرأ الإتفاق النووي بين ايران و الدول الخمسة + واحد. لا! لم اقرأها. أ تريدني ان اعكف على قراءة اتفاق فني استغرق اعداده سنوات متمدد براحته على بضعة مئات، ربما الآلاف، من الصفحات وانا بالكاد اقرأ الفيس بوك وما يردني من ايميلات، وما تبقى من الوقت اكرسه لمتابعة اخبار العراق . وعندما آوي الى الفراش اصحب معي - من قبيل التقية!-- كتاب هوبسباوم عن رأس المال، متذكراً ما قالته السيدة والدة ماركس عن كتاب ابنها "رأس المال : ليته كرّس جزءاً من الوقت، الذي كرسه لكتابة كتابه، لتنمية رأسمال صغير له يعينه على تدبر امور حياته! لأَصحو صباحا ورأسمال هوبسباوم، لا رأسمال ماركس! مفتوح على صدري كما تركته.

ضحك صاحبي وأردف: لا اقصد القراءة المدققة للإتفاقية العتيدة، بل ما بين السطور. وعقب موضحا: اقصد ما يمكن ان تخلفه على الأوضاع في المنطقة، وعلى العراق خصوصاً. سألت متلهفا: هل هذا موجود في الإتفاقية؟ في اي صفحة؟ في اي سطر؟ في اي ما بين سطر وسطر؟ ضحك صاحبي لسذاجتي. وقال في ما يشبه العتاب: تبقى اث... إلا انه ابتلع الحرفين الاخيرين تأدبا، وقال: دعني اقرأ لك، اقصد اشرح لك، ما فاتتك قراءته. واخذ يشرح...

خصم الحجي – حسب قراءة صاحبي للإتفاقية، بالأحرى لما خلف الإتفاقية - فان ثمة اتفاق بين اميركا وطهران على اطلاق يد الأخيرة في الشأن العراقي، او، في احسن الأَحوال، على تقاسم النفوذ والتشاور فيما يتعلق بهذا الشأن. واستشهد على ذلك بالموقف الإيراني من اصلاحات العبادي، ومن الحراك الشعبي الإصلاحي، وهو ما انعكس في تصريح السفير الأميركي عندما عبر عن تأييد خجول لإصلاحات السيد العبادي، مشفعا ذلك، فيما يشبه العتاب، انه لم يجر التشاور معه بشأنها! ومدّ صاحبي قراءته لتشمل اليمن. فالإتفاق - حسب صاحبي - يشمل اطلاق يد السعودية في اليمن، مقابل تنازلات لطهران في العراق.

اراد صاحبي ان يستطرد، عاطفا على الشأن السوري، لولا ان عاجلته قائلا: اوكَف...اوكَف يمك! هسه آني اريد افتهم احنه، العراق، حصة مَنْ؟

اجاب، وهو يحاول ان يكتم ضحكة، لم افهم اذا كانت مني ام من الوضع بأسره: احنه بخان النص! بين حانه ومانه!
توقفت استجمع انفاسي، وانتبهت على نفسي اصرخ بصوت عال، لعله يستمد قوته من ساحة التحرير ومن كل ساحات الإحتجاج والتغيير:
اسمع! اسمع! وخل يسمعون! العراق حصة العراقيين! حصة الشعب العراقي!
د تسمعون؟

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter