| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إبراهيم  بازكير

 

 

 

الخميس 6/3/ 2008

 

المرأة الفيلية...الا من ناصر ٍ ينصرها ؟

ابراهيم بازكير

ليس هناك من شك في ان للمرأة اهمية بالغة ومكانة عظيمة في حياة المجتمعات البدائية او المتحضرة والتي قطعت اشواطا بعيدة في سلم التطور والتقدم وهذا امر بديهي وحقيقة معروفة فالمرأة كما قيل نصف المجتمع وهي احد العنصرين اللذين يشكلان كيان الجنس البشري على هذه الارض فمنذ نشوء الجنس الادمي كانت المرأة الرفيقة المخلصة للرجل في مسيرة الحياة الصعبة الطويلة …عبر الازمنة والاحقاب .

والمرأة الفيلية وهي اساس وجوهر موضوعنا هذا عانت كما عانى ابناء جلدتها من ويلات ونكبات والآم بل انها كانت قطب الرحى منها فقد كانت المرأة الفيلية هي تلك الام والاخت والزوجة التي تلقت صدمات الليالي الرهيبة حين كان الرجال القساة يطرقون الابواب على العوائل البريئة المرعوبة ليساقوا ويحشروا في الشاحنات كما تساق الاغنام وهي تجد اطفالها واولادها وبناتها وزوجها وهم يرتجفون في ملابس النوم ثم بعد ذلك السوق القسري ياخذ اولادها الاعزاء عنوة الى الدهاليز الرهيبة حيث كتب لهم الموت والقتل المبرمج.
هذه هي المرأة الفيلية وهي بذاتها التي شاهدت اخذ الزوج وضياع الاولاد وافلاذ الاكباد ومصادرة الدار وسلب الاموال ونهب حصاد العشرات من السنين من العمل والنضال والكد المضني من اجل البناء ولقمة العيش.والمرأة الفيلية هي التي عايشت وشاهدت كل ذلك وتجرعت الرعب المميت واحترق فؤادها بنيران الشوق والحنان حين اخذ اغلى اعزائها واحب الناس اليها ليدفعوا الى الموت المحقق وهي التي وجدت نفسها وهي تحمل على كاهلها ثقل الجبال من الالام فكانت الام المجروحة باطفالها المرميين في العراء يمشون حفاة عراة ليقطعوا عشرات الكيلومترات مشيا على الاقدام بين حقول الالغام القاتلة وتحت لسعات البرد الشديد والالام والجوع والمرض والعطش وفقدان الاعزاء والبعد عن الوطن والدار .
لو كتبنا مئات الصفحات لن نستطيع اعطاء المرأة الفيلية حقها فبعد تلك السنين المظلمة والليالي العجاف وسقوط ذلك النظام الجائر وحلول ما سمي بالعهد الجديد واستبشر الناس خيرا وتفائل المتفائلون ولكن سرعان ما ظهر ان الماء لم يكن ماءا.لقد كان سرابا وصدمت المرأة الفيلية بل كانت صدمتها اقسى واشد فلم ترى الا الاهمال والنسيان ولم ترى رعاية من احد او اهتماما من جهة ثم جاءتها الانباء المحزنة تباعا فلقد تلقت اشد الانباء ايلاما ؛ تلقت نبأ موت اعزائها الغائبين وتأكدت ان لا لقاء والى الابد باولادها الذين فارقتهم منذ ما يقارب ثلاثة وعشرين عاما …هذه المرأة لم تجد الا الاهمال والنسيان ففي خضم الاحداث والصراعات وفي اجواء الركض من اجل الغنائم ضاعت الحقوق وضاعت المرأة الفيلية .اما قوانين العدالة فقد ركنت على الرفوف او ضاعت في الادراج المهملة .لهذا ونحن في هذه الايام نقف لنحتفل بيوم المرأة العالمي  8 اذار هذا اليوم الخالد علينا وعلى الجميع رجالا ونساءا ان نقف باحترام واجلال للمرأة الفيلية الصبورة الصامدة والبطلة لنرفع اصواتنا سوية ونمسك اقلامنا جميعا لنقول ونكتب وننصف ذوات الحق المهضوم لاعطائها بعض حقها عسى ان نعوضها عما اصابها من حيف وظلم لتسترد كرامتها وعزتها لنداوي جراحها ونواسيها بفقدان احبابها الخالدين لنجعل منها بحق المراة المثالية لتكون قدوة لنساء العالم جميعا…

عاشت المرأة الفيلية
المجد والخلود لشهداء الكورد الفيلية

السويد
07-03-2008

 

Counters