| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عماد خليل بله
ekbelah@yahoo.com

 

 

 

السبت 6/3/ 2010

 

انا متشائل انتخابيا

عماد خليل بِله

ان قراءة برامج وشعارات الكيانات السياسية المشتركة في الانتخابات والتي تكاد تشترك باستخذام كلمات ذاتها، تتوسع في بعضها لتفاصيل تبين الجهد المبذول لصياغتها ، بينما تقتصر في بعض اخر من البرامج على رؤوس اقلام وجمل مبتسرة ورغم ان الجميع قد لامس النواقص التي يزخر بها الواقع العراقي الا ان البعض الاول بادراك منه للمسؤولية ولكسب ثقة المصوتين في خضم منافسة صاخبة منسجمة مع حالة الفوضى العراقية ، توصل الى افكار وحلول بينما الاخر يبدو انه لم يستهلك الوقت والجهد الجديين كفاية لاستنباط الحلول وترك الامر لحين الحاجة اليه على اساس محدودية القدرات او ترك المعالجة لحين الفوز - هذا ان فازوا-
المهم تناولت هذه البرامج والشعارات احتياجات الشارع العراقي واعدة بتصحيح السلبيات مؤكدة على الاستفادة من التجربة التي مرت منذ تغيير النظام مما يمنح بصيص امل بان الطرف الذي سيفوز والاطراف التي تتقاسم كعكة السلطة لاحقا حيث لا يمكن لكتلة واحدة ان تنفرد في هذه المرحلة بتشكيل حكومة سيمضي في بداية عملية لتخفيف المعاناة وبالتالي يكتشف الناخبون ان اصواتهم التي من ذهب لم تذهب هدرا كما حدث في انتخابات 2005، وان اندفاعهم للمشاركة في الانتخابات التي تتصاعد منذ ايام ليست مثل (سوي زين وذب بالشط) ، ولان المعاناة متنوعة وقاسية في حدة تاثيرها على واقع الحياة اليومية العراقية باستثناء اصحاب الدرجات الخاصة وحاشيتهم فان العراقيين يشكرون الرحمن لو صدق المجلس النيابي القادم بتحقيق نصف ما تضمنته البرامج والشعارات، فهذا بحد ذاته يشكل نقلة هائلة في الواقع العراقي نحو البناء، وهذا التصور هو الذي يجعلني متفائلا.

لكن..... ولكن كبيرة!
فحين يتفحص المواطن\ة اسماء المرشحين والمرشحات، ويتطلع الى صورهم التي غيرت معالم شوارع المدن وواجهات البنايات واعطت لوسائط النقل وظيفة اخرى يجد بينها وجوه عرفها في التجارب السابقة لمجلس البرلمان الزائل ولمجالس المحافظات، اسماء بعيدا عن النعوت المناسبة والمنطلقة من جروح الناس يمكن وصفها ب (لاتحل ولا تربط واذا سوت تخربط). هنا تجدني وقد ربطت الحيرة تفكيري بين برامج واعدة متفائلة ملئت الورق وبحت الاصوات من ترديدها وجلبت باب رزق للفضائيات ومصانع الدعاية وبين المرشحين اياهم وقد برهنوا لنا بتجربة مُحبِطة ومعاناة مرة على قلة الخبرة وانعدام الكفاءة وعدم الاهلية على تولي موقع هام كنائب\ة في البرلمان ، ومنهم من يلمع اسمه في موضوعة الفساد المالي والاداري واستغلال السلطة، وبعضهم بحكم مواقعهم السابقة والحالية اسهموا بفعالية ليس بالاقتتال الطائفي الذي ذهب بلاعودة انشاء الله وانما ايضا بتخريب الاقتصاد الوطني وانهيار الخدمات والاستهانة بقيم الخير في مجتمعنا بمجمل سلوك يمكن تعريفه باختصار بعدم احترام المخلوق العراقي. هنا تجدني قد فقدت الامل وصرت متشائما من حالة التناقض الماثلة امامي لاني اخشى ان يكتشف العراقيون (كأنك يبوزيد ماغزيت)، بعد ان تكون الفاس قد وقعت بالراس، وتعال يعمي شيلني، لان بمثل هذه الصورة القاتمة ستترسخ سياسة انعدام الكفاءة والمسؤولية بكل ما يرافقها من سلبيات اضطهدتنا كبشر خلال السنوات السابقة ، ونكون بحاجة لعشرين سنة قادمة من الصراع مليئة بالتضحيات ليتمكن العراقيون من استعادة سير عجلة السياسة على طريق البناء الصحيح. فمما اخشاه ان يكون موضوع الترشيح للبعض ليس قضية تهدف لخدمة شعب وانما مشروع استثماري يحقق استرجاع مضاعف مبالغ فيه لكلفة الحملة الانتخابية.

لعلي اغرقت بالتشائم وان الانوار التي تلمع من قريب كما يوكده البعض ستسطع بوضوح ، وهنا اتمنى ان اكون على خطأ بظني وقد انتسب سياسيونا الى عالم الملائكة.


5 اذار 2010
 


 

free web counter