| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إبراهيم عبد الحسن

ibrahemabdalhasen@yahoo.com

 

 

 

 

الخميس 9/ 2 / 2006

 

 

 

من ضحايا شباط الاسود

 


الناصرية \ ابراهيم عبد الحسن

في سجل الزمن رجالا مضوا .. تاركين لسجلات التاريخ النضالي الناصع وهج حروف العطاء والشهادة .. كوكبة من البررة الذبن آثروا ان يقدموا دمائهم الزكية قربانا على أن لايخونوا قضية شعبهم قضية حزبهم الشيوعي .. والرفيق ابراهيم عبد الوهاب واحدا من اولئك البررة الذين صنعهم نضال الشيوعيين خلال مسيرتهم الثورية التي تعمقت في يل رسمت تاريخ العراق السياسي المعاصر رفيقا امتدت اليه يد الغدر والجبن في صباح ذلك اليوم الدامي الاسود من تاريخ العراق امتدت اليه يد سفلة التاريخ تلك الكلاب المسعورة التي ارادت ان تنهش بأنيابها جسد الابطال كي تمحوا ذاكرة مسيرة ظافرة ولكن التاريخ خلد اولئك المناضلين ودفع بهم بقوة الى مزبلة التاريخ الى غير رجعة .. ولعمري ايها المناضل الشريف انك لم تمت ولم تختفي ابدا ابتسامتك المعهودة لازلت في عيون رفاقك بهي الطلعة خليق الذقن يتدفق من وجهك كل عنفوان الشباب .. ابو خلدون لازلت خالدا في الذاكرة لم يختطفك الموت رغم انك كنت مضرجا بالدماء وتجول ببصرك كمن يريد ان يقول شيئا .. لاأدري كيف للموت أستطاعة أن يصرع جبلا أشم .. شلت الايادي التي أوقفت نبضات قلبك العامرة بحب الوطن والحزب المفعمة بالحرية والنقاء .. فقد كنت بارا لمدينة استطاعت ان تلوي ذراع الزمن لتضع بصماتها المشرفة على ذلك الاديم السومري الطهور .. الناصرية يا ابا خلدون ضلت كما عهدتها مدينة العشاق والجمال وسحر القصائد وبيوت صاخبة بافكار الاجتماعات ورؤاها جيلا بعد جيل يتجدد الناصرية التي احتظنت يوسف سلمان يوسف (( فهد )) مؤسس الحزب الشيوعي العراقي في أوائل ثلاثينيات القرن الماضي فكرس لشبابها فكرا التصق بأديمها الجنوبي الساحر وبصباحات كادحي شارع عشرين ومساطر ساحة الحبوبي ومقهى العمال ومقر الحزب فيها بل تأدلجت مدارك شبابها بروح التحدي والعنفوان الناصرية التي وصفتها انت بالشجرة السامقة التي يتفيأ بظلالها الوارف كل العشاق ورحت تسأل عن الشط والصيادين والكادحين الذين قدمت لهم دمك قربانا لتلك الافكار التي تعلمتها في مدرسة المناضلين مدرسة الحزب الشيوعي العراقي الذي نفتخر انك احد شهدائه الابرار .. فبأي حق انتزع الجرذ والجلاد روحك .. أي حقد أعمى بصيرة هذا البعثي الفاسق الجلاد لينهي حياتك التي كرستها لخدمة الناس لكنه تناسى .. انك وأمثالك خالدون لانك مناضلا وشيوعيا حد العظم .. سمح الخلق مرهف الحس رياضيا شهدته ملاعب الناصرية .. جسرا لعبور المتعبين والكلادحين والفقراء انتزع الجلاد روحك صبيحة 8 شباط الاسود ولكنه لم ينتزع ابدا ذكراك وفكرك.. وانني لااعرف مكنونات السحر الذي يلحقه الشيوعيون على الناس ولااعرف تفسيرا لمحبة والتصاق الجماهير ولعمري انها دورة زمن يتكرر .. وبهذا التكرار يتجسد هذا الحب وذاك الالتصاق ولربما انها نبؤة اننا نسير جميعا بكل ما نحمل اليهم وهكذا ديدن الناصرية في كل دورة زمن تجود لنا بأسماء كثر انه سحر التجدد والابداع والقضية
اخذت بعض التفاصيل من البعض الذين عاصروا شهدينا منهم غانم المصور ومحمد عبد جبر واخرين .