| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إبراهيم عبد الحسن

ibrahemabdalhasen@yahoo.com

 

 

 

 

الأربعاء 8 / 2 / 2006

 

 
 


ذاكرة ابناء الناصرية تختزن يوم 8 شباط الاسود 1963 في الناصرية

 


ابراهيم عبد الحسن *

تمر علينا هذه الايام ذكرى ابشع يوم اسود شهده تاريخ العراق السياسي الا وهو 8 شباط 1963 ذاك اليوم الدامي التي اختزنته ذاكرة الاجيال ليبقى وصمة عار في جبين الفكر العفلقي الفاشي فعل مدى اكثر من ثلاثة عقود وفي مسعى من النظام البائد الذي حاول ان يجمل صورة هذا اليوم المشؤوم دون ان يعي ان الدماء التني سالت في صباح ذلك اليوم والايام التي تلته ستظل شاهدة على جبن وخزي اشباه الرجال الذين اقتادوا شرفاء الناس ووطنييهم وفي مقدمتهم الشيوعيين ولاجل ان نؤرخ لذاك الصباح الدامي آثرنا ان نقف عند شهادة البعض الحية لتفاصيل ما حدث .
فقد حدثنا الاستاذ احمد محمد صالح عن مشاهداته يومها قائلا (( لم أكن يوم ردة شباط في خضم العمل السياسي بل كنت غلاما في الخامسة عشر من العمر .. زرع أهلي وأقربائي في قلبي حب الحزب الشيوعي العراقي وحب عبد الكريم قاسم .. ولذا رأيت في اليوم الثامن من شباط عام 1963 طاعونا دخل المدينة وذكرني ذلك بما كنا ندرسه في مادة التاريخ من غزو المغول على بغداد وحرقهم الاخضر واليابس ... رأيت مدينتي الناصرية حينذاك واجمة تتجول فيها غربان مكفهرة الوجوه كنت قد رأيت بعضها في المظاهرات التي كان البعثيون يفتعلونها ضد حكومة عبد الكريم قاسم ويتصادمون فيها بالشيوعيين بالحجارة والسكاكين .. في يوم الردة رأيت غازي سيف وكريم سيد خلف وعباس حمادي يعتقلون بعض الفتيات ويقتادونهن من بيوتهن العريقة في الناصرية الى معتقلاتهم التي أقاموها في مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية وفي دائرة كمرك الناصرية وفي سجن الخيالة وبيت آمر الحامية وفي قاعة نقابة المعلمين .. كنت احمل الطعام لابن عمي الشيوعي المعتقل في نقابة المعلمين وهو (( محمد صالح هاشم )) فأرى فرسان الغدر يرتدون بزاتهم الكاكية ويحملون بأيديهم رشاشات بور سعيد هدية القوميون ويكشرون عن انيابهم ليعدوا الناس بمذابح آتية يزفها اليهم بيان رقم 13 سيء الصيت الداعي الى أبادة الشيوعيين .. المعتقلات ملاى بالمعتقلين الشيوعيين والديمقراطيين والوطنيين ودعاة السلام نراهم من خلل النوافذ والابواب الحديدية المشبكة ...
تناقا الناس اعتداء البعثيين على الفتيات اللواتي اعتقاوهن وقتلهم السيد وليد بدفنه حيا بعد تعذيبه بحقد غازي سيف وكريم سيد خلف وعباس حمادي .. كانت اياما رهيبة تلك التي تلت يوم الردة لم ينقطع فيها أمل الناس في أن عبد الكريم قاسم أفلت منهم وهو حي يرزق .. هذا الامل الذيتشبث به الناس حتى تهرأ وحتى تجرعوا مرارة الحقيقة حقيقة لغزو البعثي المدعوم من دوائر المخابرات البريطانية والامريكية الذي مازالت آثاره الى اليوم وجعا في وجداننا وجرحا بليغا في جبهة العراق ..
فلنتعظ من تلك التجربة المريرة بوحدة الصف وآنسجام الكلمة وتعزيز ماهو مشترك بين فصائل حركتنا الوطنية لبناء عراق لا مكان فيه للفاشية بأي اسم تسمت ))
فيما قال الشاهد غانم خليل المصور (( كىان يوما كئيبا وداميا فقد انطلقت الجماهير العراقية عامة وفي الناصرية خاصة بشكل عارم .. كانت مستعدة تماما على البذل .. على التضحية على ان تقاوم بكل ما اوتيت متن همة نضالية من اجل البقاء من اجل ديمومة الحياة التى قتلها الطغاة من اجل الدفاع عن مكاسب ثورة 14 تموز المجيدة لقد استطاع حزبنا الشيوعي وبفخر ان يتمكن من تعبئة الجماهير تعبئة نضالية رغم مسعورية الجناة حتى تمكنت الجمهير من ان تتسيد الشارع اما الزمر المتآمرة فقد كانت تلوذ بالفرار او تختبأ كالجرذان امام صوت الشعب الهادر كالسيل .. لم يدر بخلد احد ان هذه المجاميع الغارقة في اوحال الرجعية والعمالة سيكون لها شأنا في اطفاء جذوة الحرية لقد كان الحقد والتدمير هو الذي يحفز هذا النفر الضال فعاثوا في ارضنا الطهور ومارسوا بشكل همجي كل اشكال العنف والدنأة لقد كانم شعارهم (( سحقا حتى العظم )) لكن حزبنا ظل صامدا يستمد بقائه من اوجاع الناس كل الناس كان يوما مشؤوما لم تزل ذكراه محفورة بالقلب تنز سخطا كلما لامسته انامل الذكرى وهكذا ظل وجه حزبنا صبوحا وولت وجوه البائسين الى مزبلة التاريخ)) .
اما الحاج ذيبان جابر فقد عبر عن ذاكرة هذا اليوم (( عندما تناهى الى اسماعنا صوت المذياع وهو يتلو بيان انقلاب شباط عام 1963 قمنا على الفور بالتهيء لجميع رفاقنا وجماهير حزبنا للدفاع عن مكاسب ثورة تموز المجيدة التي يحاول الفاشيون العفالقة المجرمين سرقتها وبدأت جموع المتظاهرين تتسع وتزداد حشودها والاوغاد الجرذان يهربون مرة ويعتدون مرة اخرى كان شعرهم ياعداء الشيوعية اتحدوا استعما وشركات نفط ورجعية واقطاع وايتام نوري السعيد وبيان رقم 13 المشؤوم ليطفأوا جذوة الحرية لكن هيهات فقد قدم الوطنيين وفي مقدمتهم الشيوعين دمائهم في ذاك اليوم الاسود على مذبح الحرية من اجل حزبهم من اجل العراق الحر الديمقراطي)) .



* مراسل موقع سومريون.نت في الناصرية

8 شباط 2006