| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إبراهيم عبد الحسن

ibrahemabdalhasen@yahoo.com

 

 

 

 3. عاجل كريم شبه يمين .. عام 1962

 2. عباس هليل مدافع يمين

 من اليسار

1. خالد غني مدافع يسار

خط دفاع نادي الفتيان الرياضي

 

الأحد 8/ 10 / 2006

 

 

اللاعب عباس هليل أسطورة الناصرية الكروية


ابراهيم عبد الحسن... الناصرية

إجراء حوار شامل مع اللاعب الأسطورة الاستاذ عباس هليل وهو لايعلم انني حاولت مرارا معه إجراء حوار نوثق فيه مسيرته الرياضية التي لازالت وستبقى في ذاكرة الاجيال بل في سجل الناصرية الرياضي الذي طرزه عباس هليل والعديد من الأسماء التي بقيت عالقة في الذاكرة حتى يومنا هذا.. وعلى الرغم من انني التقيه يوميا، إلا أنه وبأدب جم يطلب تأجيل الحوار لسبب لااعرفه لحد الآن .. وبعد أن أخبرته بالمهمة التي كلفني بها الاستاذ طارق حربي قال حضر الاسئلة وسيكون لك وله ماتريدان :
هكذا بدأ الحوار مع عباس هليل الذي اجرده احيانا من الالقاب لانه يحملها كلها، فهو الناشيء واللاعب والمدرب والمشرف التربوي والحكم والاداري والفنان، واللاعب الذي شغل كل المراكز حتى استقر في مركز الدفاع، وهو لاعب كرتي السلة والطائرة والعداءالذي قدم كل مايملك ولازال من اجل رفع سمعة الناصرية الرياضية عاليا..
لااستطيع التعبير عن مدى فرحي لقبوله هذا الحوار، فقد تفتحت مداركي يوم كان بيتنا قريبا من ساحة الثانوية، التي جرت فيها اجمل روائع المباريات المحلية والخارجية، بين منتخبنا المحبوب الناصرية ونوادينا ضد منتخبات زائرة،.
هكذا قرأت عن تاريخ مسيرته مع نادي الفتيان الرياضي ونادي الجزائر الرياضي ومنتخب المحافظة حيث قدم للناصرية واللعبة كل ما يملك بعد ان رفع أسمها عاليا بين محافظات الجنوب والوسط والشمال، لابل تجاوزها مشاركا في إحدى الدورات العربية في دولة الكويت.
هذا هو عباس هليل اللاعب الأسطورة الذي يستطيع اللعب في كل المراكز وهو يقدم سحره الكروي الذي سحر به كل ابناء الناصرية، خصوصا محبي كرة القدم حتى بات الجميع في ترحال مع الفريق طالما فيه عباس هليل يرفعه الجمهور على الاكتاف بعد نهاية كل مباراة لما فدم فيها من سحر وعطاء، كيف لا وهو أسد المباراة الشامخ الذي لايستطيع احد أختراقه لشجاعته وقوته وقدرته على التفنن الكروي وفي جميع الاتجاهات داخل الملعب، ناهيك من قوة الاحتمال واتقانه للمهارات الاساسية للعبة واللاعب بل نستطيع القول انه العمود الفقري لكل مباراة.

* من أين نبدأ ...؟
- كبداية أي لاعب انطلقت من المحلة يوم كانت الناصرية مدينة صغيرة وجميلة يسودها الوئام والمحبة، بدأت من الازقة والطرقات غير المبلطة مما ادت بنا كثيرا الى الاصابة وسيل من الدماء، التي كانت لنا في حينها مفخرة، بدأنا حفاة في تلك الطرقات حيث كنا نلعب بكرات صغيرة من المطاط المضغوط، او من الاسفنج المضغوط أيضا على شكل كرة او بكرات صغيرة قديمة ككرات التنس الحالية، نشتريها من (صفاة الناصرية) ونادرا ماتكون هناك بحوزة احدنا كرة الا بعض الميسورين!!، وهي كرة من الجلد من الطراز القديم ذات فتحة ومثقبة ولها قيطان يربط جانبي الجلد بعد ادخال التيوب ذات الانبوب،ومن ثم نفخها ليربط القيطان ويدخل داخل الجلد!
هذه الكرة كانت تلعب بها فرق المدارس الابتدائية والمتوسطة والفرق الاهلية الى ان تطورت وبالتدريج ما عليها الان، وتلك الكرة من الجلد التي كثيرا ما آذتنا خصوصا بضربة الرأس التي تأتي على فتحة القيطان وما أعذب ذاك الالم!!!..
غالبا ماكنت العب مع فرق اخرى تطلبني مثل فرق : محلة السيف والشرقية ويكون اللعب خلف السدة الترابية (الروف)، تلك السدة التي أنشئت لحماية المدينة من فيضان (ابو جداحة!) الذي كان يفيض كل سنة.
وغالبا ما كانت تجري المباريات وفي نهايتها يتم توزيع الجوائز، حيث كانت تعد الكأس الذي يعمل من الصفيح وكذلك ميداليات على شكل قلب!!، وكان شخص يدعى (حدود التنكجي) هو الذي يقوم بصنع هذه الكؤوس ذات القيمة العالية في ايامها، ويقع محله في الصفاة وكانت هذه الكؤوس تزين بالاشرطة الملونة، ومن الطرائف التي لازلت اتذكرها أنه في احدى المباريات مع فريق شارع عشرين، وكان يرأسة شخص يدعى ( كركه) فقد فزنا في هذا المباراة على فريق (كركه) وقبل نهاية المباراة بدقائق وأذا بالاخ ( كركه ) خرج من الساحة وبسرعة فائقة، راكضا صوب الكأس والجوائز ويسرقها ويتجه نحو الزرع العالي والى داخل المنطقة بعد صعوده السدة الترابية ليختفي مع الكأس الثمين!!

هكذا كانت البداية والطفولة البريئة الرائعة ومن ثم دخلت مدرسة المنتفك وكنت على مستوى عال من اتقان لمهارات اللعبة، حيث كنا نسجل في المدرسة ونحن كبارالسن، وعندما كنت في الصف الثالث اختارني معلم التربية الرياضية الاستاذ المرحوم ذياب خميس (ابو فاطمة) ، ضمن فريق المدرسة رغم صغر سني وصغر بنيتي حينها، الا انني استطعت مجاراة الكبار يومها ومن ذلك الاختيار واصلت رحلتي الدراسية والرياضية حتى اذا نجحت الى الصف الرابع حيث اخترت ضمن صفوف منتخب تربية المحافظة ( اللواء يومها )، وكان مدربي الاستاذ المرحوم كامل هامش ومنها انتقلت الى منتخب المحافظة، ومن ثم اللعب مع نادي الفتيان، الذي كان يضم خيرة رياضيي الناصرية ولاعبيها يومها، وفي المتوسطة أشرف على تدريبي المناضل الاستاذ ابراهيم عبد الوهاب وفي دار المعلمين أشرف على تدريبي المرحوم الاستاذ محسن حنيان ( أبو أهداف) الذي ايضا كان مشرفا على تدريبي في لعبة السلة والطائرة والميدان.

* هل مارست كرة القدم وحدها أم ألعاب أخرى؟
- كانت لعبة كرة السلة رديفا لي في كرة القدم فهي في المساء وفي النهار كرة القدم!، ومنذ البداية تزامن عشقي لكلا اللعبتين، حيث كنت امارس التدريب عصرا في ثانوي الجمهورية وفي المساء امارس السلة تحت الانارة!، وقد مثلت فرق المدرسة والتربية والفتيان والمحافظة ايضا بكرة السلة، الذي كان الى جنبي اللاعب السلوي والمدرب الحالي ستار جبار، إضافة الى نعمان سيد محمد وشريف نعاس وفاروق الاطرقجي وباقر رزوقي ومحسن أحمد وعلي حسين الشطري وناصر فياض ولمام عبد وعلي حسين رويح وكثير غيرهم من الاعزاء حيث خضنا مباريات سلوية مع العديد من الفرق الجنوبية والوسط والشمال أضافة الى انني كنت بطلا بركضة 800 متر وانا في الصف الثاني من دار المعلمين وكان شريف نعاس بطل 400 متر دون منازع. 

* ماهو الفارق بين رياضة الامس ورياضة اليوم برأيك؟
- الرياضة عموما وخاصةكرة القدم تختلف عن الامس كثيرا، فقد كان اللاعب مثالا نموذجيا للخلق والعطاء بل هو الذي احيانا يدفع من ماله الخاص وما اقله يومها، وكانيضرب مثلا رائعا في التفاني والاحترام وفهم الفلسفة الحقيقية للعبة، حتى ان فترة التدريب على أيامنا الماضية اغلب ما تكون دروسا، أما اليوم ما عادت كرة القدم كالسابق فنجوم الامس كانوا الطاقة الرياضية التي لاتقف عند حد، فاللاعب يمارس عدة العاب وبمهارة في آن واحد وبروح متجددة معطاءة حتى الاعتزال، كان يختاره اللاعب وهو في مستوى عالي على العكس من الذين اساؤا الى تاريخهم من خلال التصاقهم بااللعب وهذا خطأ كبير!
ومقارنة بسيطة بين الامس واليوم نجد فيها فارقا شاسعا، فالامس لاشيء له اليوم كل شيء له!! لكن الامس اكثرعطاءا واليوم لاملفت للنظر الا ما ندر وهذه تشمل كل المستلزمات من التجهيزات والساحات والدعم والامكانيات العالية العقود والرواتب لكن دون نتائج تذكر، بل كاد تاريخ وسمعة الناصرية الرياضية ان تمحى لولا التاريخ االناصع للرواد .

*ماذا تعني لك هذه الأسماء ...؟

* نعمان السيد محمد ..
- كان العمود الفقري للفريق الذي يمتاز بالذكاء وحسن أستعمال الرأس والرميات الجانبية الطويلة وربط الدفاع بالهجوم وموجها للفريق أثناء اللعب وهو اللاعب الجسور والفدائي وأظن ان الصحافة والاعلام ظلمتاه كثيرا ومن هذا المنبر (سومريون.نت) ادعو لتوثيق رحلته الرياضية التي كلها عطاء ثر لتاريخ الناصرية الرياضي .
* علي مرهون ..
لاعب خط الوسط البارع الذي امتاز بالسرعة العالية وإجادة اللعب بكلا القدمين وهي ميزة اللاعب االمتميز يجيد اللعب بالرأس وفي جميع الاتجاهات جريئا واثقا في تصرفه في الكرة بحكمة وهداف الفريق الاول ومن مسافات بعيدة.
* محمد عبد الرزاق الإمامي..
لاعب خط الهجوم وهداف الفريق وله القدرة على إجادة المناولات القصيرة (هات وخذ) والطويلة المتقنة وأٍستعمال كلا القدمين والمحاور الاول بالكرة والدحرجة المتقنة والتصويب الدقيق الهاديء.
* حمودي السماوي
يلعب بمركز خارج يمين له القابلية على السرعة الفائقة والانقضاض على الهدف ويمتاز بالسيطرة والخداع والمهارة اثناء التهديف من الاماكن الصعبة ويجيد تبادل المراكز اضافة الى انضباطه واخلاقه العالية والتقيد واحترام الوقت.
* شريف نعاس ..
لاعب خط الاشباه يلعب امامي هاديء وينقض على الخصم ولا يفسح المجال للتحرك والتقدم يمتاز بالمناولات الطويلة ونصف الطائرة محاور من الدرجة الاولى
* صبحي الجسار ..
داخل اليمين ومن اللاعبين الخطرين على هدف الخصم رغم قصر قامته يجيد التصويب من جميع الاتجاهات وله مهارة عالية في الدحرجة والمباغته يتقن المناولات بنوعيها شديد الالتزام بالوقت.
* خالد غني ..
يمتاز بالسرعة العالية والذكاء والشجاعة والانقضاض جيد التغطية ويمتاز بالضربات الطويلة الى الاجنحة يجيد اللعب بالرأس ويستطيع غلق منطقته امام الخصم وهو لاعب ملتزم.

* من المعروف أنك مارست التدريب بكفاءة مشهودة من الذي خرج من معطفك التدريبي؟
قدمت للناصرية عددا من الاسماء الرياضية التي تركت بصماتها في تاريخ الناصرية الكروي منهم اللاعب الدولي صلاح عبيد الذي وصفته الصحافة الايطالية بالماكنة التي لاتهدا وكذلك الاخطبوط كمال جعفر وجهاد حمود وشاكر جبر وصباح منكر والمرحوم جبارهاشم وآخرون وكنت انتقيهم من المدارس وفق مقولة (خذوهم صغارا) حيث ان التدريب موهبة كما هو الفن .

* على ذكر الفن هل مثلت المحافظة في مجال الفن ؟
- نعم شاركت في مهرجان بابل الدولي ضمن وفد الناصرية إضافة الى الوفود العربية .

* هل قمت بتدريب الفرق الشعبية ؟
- نعم دربت العديد من الفرق الشعبية بل وساهمت في تشكيل العديد منها ومن هذه الفرق الشعبية فريق بلدية الناصرية برئاية السيد صاحب محمد وفريق الثورة برئاسة رزاق احمد السماك وفريق العاصفة برئاسة السيد حامد خضير.
عموما انها فرق ساهمت في توثيق الرياضة وقدمت عطائها الثر للناصرية.

* عملت في النشاط المدرسي والكشفي وشاركت بنشاطات كشفية؟
- نعم شاركت في العديد من المخيمات الكشفية في كردستان ومخيم في منطقة (زيوه) وفي شقلاوة ضمن الفرق الكشفية وتحت أشراف الاستاذين كامل هامش وكريم خضير

* هل لك مشاركات خارج العراق ؟
- نعم مثلت العراق في الدورة العربية المدرسية الأولى التي أقيمت في دولة الكويت عام 1963 ضمن فريق كرة القدم وكان معي في الفريق نخبة من المنتخب الاولمبي امثال جلال عبد الرحمن وفانوس الاسدي وغيرهم

* هل لك هوايات اخرى ؟
- نعم مارست هوايات عديدة واختصاصات فنية غير التربية الرياضية فقد مارست الرسم والخط العربي والزخرفة وفن النجارة والديكور والسيراميك وحرف اخرى وبإجادة تامة ومشهودة ولازلت امارسها الى اليوم.

* المحطات الرياضية التي بقيت عالقة في الذاكرة ؟
- كثيرة هي المحطات في هذه الرحلة الطويلة اهمها اللعب في صفوف نادي الفتيان الرياضي الذي لن تعيده الناصرية ابدا لاعبا فيه بكرة القدم والسلة ومع ابرز نجوم اللعبة آنذاك فجميع مباريات نادي الفتيان هي محطة لاتنسى ابدا .

* كيف تقيم الرياضة المدرسية سابقا عنها اليوم؟
- بالامس كانت الرياضة المدرسية في أوج عطائها لان الكل كان يعمل بجد وحرص دون كلل او ملل او منفعة مادية، بل الهدف كان رفع مستوى كل المفاصل الرياضية وانتقاء الاسماء التي كنا نتوسم فيها مستقبلا طيبا، وكانت قد اثبتت صدق اختيارنا وصحته، وبرزت تلك الأسماء لاحقا وقدمت عطاءها الذي لاينسى بسهولة، بل اكملت مسيرة الرواد وفي جميع الالعاب، وهذا يعود الى اهتمام معلم التربية الرياضية.
لكن للاسف بدات عجلة الرياضة المدرسية تتعثر وبمساهمة من النظام البائد وعوامل اخرى خصوصا ايام الحصار الذي اضحى الكل يلهث وراء لقمة العيش فيه، التي حرمنا منها النظام البائد ناهيك بعزوف الطلبة عن مواصلة الدراسة بحثا عن عمل يساعد العائلة.
اليوم وقد ولت وتلاشت هذه العوامل على الجميع ان يعيدوا مجد الرياضة المدرسية فهي منجم المواهب ومنها ديمومة التواصل وتقع هذه المسؤولية اليوم على كل السادة المسؤولين الذين يهمهم فعلا اعادة المجد الرياضي للناصرية العزيزة .

* كلمة اخيرة ؟
-اشكر موقعكم الموقر(سومريون.نت) على الاهتمام الجاد بتأريخ الناصرية ورواد الحركة الرياضية فيها واحب ان اذكركم ان العديد من هؤلاء الان هم على قيد الحياة اطال الله في أعمارهم فانتهزوها فرصة لتوثيق تاريخ الناصرية الرياضي،كما احب ان ادعوا الخيرين والشرفاء إلى ان يبذلوا كل جهودهم في اعادة مجد الناصرية الرياضي وهم أهل لها اكرر شكري لموقعكم واليك انت بالذات ابراهيم عبد الحسن الكاتب الذي وثق فعلا تاريخ الناصرية ومنها الرياضي شكرا لكم.