| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إبراهيم عبد الحسن

ibrahemabdalhasen@yahoo.com

 

 

 

 

الأحد 4/ 2 / 2007

 

 

المكتبة المركزية العامة في الناصرية


إبراهيم عبد الحسن - الناصرية

لاأعرف سر الرغبة العارمة التي تنتابني كلما شرعت بالكتابة عن الناصرية هذه المدينة التي ستبقى جذوة حية في قلوب ناسها ومثقفيها وإعلامييها وكل الشعراء والأدباء بل أنها مساحة للتواصل تتسع مع امتداد باسقان نخيلها وسرمدية شهدائها ذلك النخيل المترامي على ضفاف الفرات الذي يحتضنها في كل الأوقات والعصور وعلى امتداد الحكومات التي أذاقت ناسها مر العذابات واستبداد الزمن وهم بهذا كانوا واهمين من أن ينتزعوا أو يطفئوا تلك الجذوة التي تتجدد مع كل دورة زمن .. حين بدأت الكتابة عن المكتبة المركزية العامة في الناصرية ومع مجموعة الحوارات مع النخب المثقفة من سياسيين وأدباء ومثقفين جاء في معرض حديث أحدهم اتخاذ العبثيين الأوغاد اثر انقلاب شباط الأسود من المكتبة معتقلا زج فيه خيرة أبناءا لمدينة وخاصة الشيوعيين هكذا زمر تحاول إن تؤرخ أمجادها على رفوف العلم والمعرفة ..كيف لا وهم نفسهم الأوغاد الذين اتخذوا من مكان العلم مدرسة خالد بن الوليد في الناصرية معتقلا آخرا يضاف إلى نقابة المعلمين والأندية الرياضية وفندق سومر.. هذا الصرح العظيم أي المكتبة المركزية الذي جاءت زمرة البكر _صدام لتطمس هويات المدن فقضوا وهدموا أكثر معالم مدننا لطمس هوياتها لكن التاريخ سجل الزمن فانتهوا إلى مزبلة التاريخ وظلت تلك الشواهد بل مآثرها شاخصة والمكتبة المركزية العامة في الناصرية واحدة منها وهي وان هي اليوم مهملة الاأن يد الأعمار والاعتناء والاهتمام يأتيها يوما ما .. لان عهد الطغاة وأفكارهم المأجورة قد ولى إلى مزبلة التاريخ ..
أنشئت المكتبة المركزية العامة في الناصرية عام 1945تحت أسم المكتبة العامة في الناصرية وكانت تشغل الدار العائدة إلى المرحوم ( حساني البزاز) وكانت تقع قرب سينما البطحاء الشتوي وقد تطلب رفدها أول الأمر الاستعانة بالمكتبات المدرسية يوم ذاك وخاصة مكتبة ثانوية الناصرية التي كان موقعا آنذاك مكان فندق شبعاد حاليا مقابل مبنى المحافظة القديمة حيث كانت مكتبة الثانوية تزخر بالكتب وفي مختلف العلوم والمعارف إضافة إلى تبرع العديد من أبناء الناصرية ممن تهمهم المدينة
ولما توسعت المكتبة وازداد ارتيادها من المثقفين والمختصين والأدباء انتقلت إلى مكانها الثاني الذي كان ضمن أملاك (آل سركيس ) والتي كانت تقع في شارع النهر ( الكورنيش ) أول أنشاؤها كانت المكتبة تتبع وزارة (المعارف ) التربية اليوم ومن ثم بعد عام 1955 ألحقت بالإدارة المحلية ملكا وإداريا ويوم بلعد يوم أخذت الحاجة تتسع إليها ولحاجتها إلى قاعات لاستقبال الزوار والدارسين استقر بها المقام في البناية التي هدمها العبثيون وأقاموا مكانها نصب 1\ حزيران وكأن المدينة تخلو من الساحات التي يمكن إقامة هذا النصب فيها إضافة الى سوء إدارتها أي المحافظة يوم ذاك وكانت مقابل مبنى المحافظة حتى إذا سقط النظام البائد زال نهائيا النصب ومبنى المحافظة . وقد شهدت شخصيا أروقة هذه المكتبة أوائل سبعينيات القرن الماضي يوم كان المرحوم صبري حامد أمينا لها حيث تعاقب على أمانتها ومنذ التأسيس حتى عهد المرحوم صبري حامد عددا من الأساتذة الذين كل منهم أضاف وأجاد إدارتها بالوجه الأكمل فقد كان الأستاذ المرحوم ( عبد الكريم الأمين ) أول أمينا للمكتبة من 1945 إلى عام 1955 حيث أعقبه السيد علي عبد الطالب حتى عام 1958 والحاج عبد الجليل صالح من عام 1958 إلى عام 1963 ليخلفه السيد جواد الهاشمي ومن بعده صبري حامد إلى عام 1973 .
وخلال كل هذه الفترة تتسع المكتبة بل جعل منها محطة للدارسين وخصوصا أيام الامتحانات المدرسية إضافة إلى أنها زينت قاعاتها الواسعة بلوحات زيتية لرموز العلم والأدب والشعراء العراقيين والعرب وهي تطرز جدران قاعاتها وفي احد سنوات انعقاد مهرجان المربد الشعري عام 1969 دعي الشعراء لزيارة الناصرية وأقيم لهم احتفال كبير القي فيه الشاعرالاستاذ طالب فليح كلمة في جموعهم محييا ومحتفي مع الناصرية بهم وقد زاروا آثار الناصرية وزقورتها وأجمل منها زاروا المكتبة المركزية العامة في الناصرية .