موقع الناس     http://al-nnas.com/

الشهيد سلام عادل


مع ذاكرة الزمن
ذاكرة القلب تبقى دائما
قريبا من النجم
ابعد من القمر
بكفك لوحت للفقراء وقدمت دمك الزكي
قربانا رغم اعواد المشانق وفوهات البنادق واحواض الاسيد
ارتفعت الرايات الحمراء تطرز سماء بلادي
بشراكم ففي الافق ما يجسد الامل
 


ابراهيم عبد الحسن \ الناصرية

الجمعة 3 /3/ 2006

قبل اثنان واربعون عاما وبالتحديد في التاسع من آذار 1963 اعلن الحاكم العسكري عن تنفيذ حكم الاعدام بالسكرتير الاول للجنة المركزية لحزبنا الشيوعي العراقي فقد اجهز انقلاب 8 شباط 1963 على اكبر كوكبة من رفاق وكوادر وقيادي الحزب . مبدعين عمالا وفلاحين وحشدا من البررة شهداء الحزب شهداء الحركة الوطنية الذين آثروا الموت على أن يخونوا الثقة التي وضعها الحزب فيهم .

والشهيد سلام عادل يقف في مقدمة هؤلاء البررة . فقد كان الشهيد سلام عادل على رأس قيادة الحزب عام 1955في وقت كان ٍالحزب أحوج لقيادة ينهض من خلالها بدوره التاريخي . فقد دللت قيادة الشهيد في الفترة الحاسمة التي سبقت اندلاع ثورة 14 تموز 1958على نضج ستراتيجي تعبوي في تحريك محتشداتها ومواقعها وصبها في الهدف الاهم الذي تتمثل فيه الموضوعية في العمل القيادي .

فلنبحر مع مسيرة الشهيد (( حسين احمد الرضي – سلام عادل ))

ولد عام 1924في أسرة دينية في مدينة النجف حيث انهى دراسته الابتدائية والمتوسطة لينتقل بعدها الى بغداد للدراسة في دار المعلمين الابتدائية وهناك شارك في الحركة الوطنية قبل أن يصبح شيوعيا. انتسب الى الحزب الشيوعي عام 1943 عمل معلما في احدى مدارس الديوانية ولنشاطه المتميز سرعان ما أصبح عضوا في محلية الديوانية.

في عام 1946 وآثر موجة القمع التي شنتها السلطات الرجعية ضد الحركة الوطنية فصل من عمله فأنتقل الى بغداد حيث تعرف على الرفيق الخالد (( فهد )) ولهذا التعارف أثر كبير في حياة الشهيد لاحقا. بعد تنفيذ حكم الاعدام بحق الشهداء (( فهد – صارم – حازم )) جرت حملة اعتقالات في صفوف الشيوعيين كان من بينهم الرفيق سلام عادل .
أمضى في السجن 4 سنوات ونصف السنة أبعد بعدها الى الرمادي تحت رقابة الشرطة لكنه تخلص من المراقبة ووصل متخفيا حيث ارسله الحزب للعمل في منظمة البصرة . وهناك نشط بين صفوف عمال الميناء والنفط وعمل بنفسه على أصدار جريدة سرية بأسم (( صوت الكادح )) .

في عام 1953 قاد الشهيد اضراب عمال شركة نفط الجنوب الذي نفذ بنجاح وكان من نتائجه سماح السلطات بالتنظيم النقابي .
في عام 1954 أصبح مرشحا للجنة المركزبة للحزب وارسل لقيادة منظمة الفرات ألاوسط وهناك مارس نشاطا واسعا بين صفوف الفلاحين وفي ذات السنة انتخب لعضوية اللجنة المركزية وأرسل لتمثيل الحزب الشيوعي العراقي في مؤتمر الاحزاب الشيوعية في البلدان الواقعة تحت النفوذ والاستعمار البريطاني والمنعقد في لندن.
في حزيران 1955 انتخب الشهيد سلام عادل سكرتيرا اول للحزب . وبذل جهودا واسعة من أجل اعادة وحدة الحزب تكللت بالنجاح في آواسط 1956.
في ايلول 1956 انعقد الكونفرس الثاني للحزب والذي رسم خطوات نضال الحزب من أجل التحرر الوطني كما انتخب الكونفرس لجنة مركزية جديدة ومكتبا سياسيا.
بعد ثورة 14 تموز المجيدة خرج الحزب لآول مرة في تاريخه الى العمل شبه العلني وأصدر جريدته المركزية العلنية (( اتحاد الشعب )) وفي احدى غرف ذلك المبنى المتواضع في شارع الكفاح ببغداد كان يعمل الرفيق سلام عادل .

في 19 شباط 1963 القي القبض على الشهيد سلام عادل وفي 9 آذار 1963 اعلن راديو بغداد بيان الحاكم العسكري بأعدام الرفيق سلام عادل السكرتير الاول للحزب الشيوعي العراقي. عندها صدق قول لينين (( لقد مات بطلا . ولكنه عرف وهو يموت أن القضية التي كرس لها حياته لن تموت . وأن عشرات ومئات آلاف وملايين السواعد ستواصلها من بعده .))

وها نحن اليوم في كل زاوية من العراق ألاشم لنا سارية وراية حمراء هكذا ايها الشهيد تبقى مع ذاكرة الزمن . ذاكرة القلب .

هذا النص القي في كلمة المكتب الاعلامي للحزب الشيوعي العراقي في الناصرية لمناسبة يوم الشهيد الشيوعي (( 14 شباط )) .