| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إبراهيم عبد الحسن

ibrahemabdalhasen@yahoo.com

 

 

 

 

الخميس 26/ 10 / 2006

 

 

من الغناء الثوري


ابراهيم عبد الحسن - الناصرية

أن تراث الشعوب يمثل رافدا حيا في الفن التلقائي متظمنا الحكمة والآصالة في جميع أوجه النشاط الأجتماعي ، والأغنية الشعبية هي من تراث الشعوب وجدت سبيلا لأمتاع حاجة جماعية لأنها جاءت وليدة ضرورات الحياة الأنسانية وماتحويه من مسرات وهموم وأحلام ، أنها صدى لواقع معاش يحيط بالانسان ويعبر عن تطلعاته وأحلامه . لذا أهتمت الشعوب بجمع ودراسة تراثها الشفاهي من القصص والأمثال والملاحم والأغنية الشعبية لتستشف منه حالتها الاجتماعية ونظرتها الى الحياة ومستلزمات الوجود الانساني أو أتمام الرغبات الانسانية الروحية وأحياء تراثه وخاصة تراثه الشعبي النغنى . فلقد شكلت الاغنية الشعبية حضورا متميزا على مر تار يخ العراق السياسي المعاصر وفي كل ضروف المواجهة ، وتحتل المفردة الشعبية والاهازيج الوطنية مكانة وأستقبالا واسعا لدى أغلب قطاعات الشعب للتعبير بشكل أو آخر عما يدور في الواقع اليومي لديمومة المواجهة وأحتواء وأد الكلمة الحية والمفردة الفنية المليئة بالاحاسيس والمشاعر الوطنية المشحونة بالحب والرونف والصدق والنقاء. والاهزوجة لون غنائي فلكلوري سائد في العراق .. يتميز هذا اللون بالبساطة والسهولة والسرعة في الأداء وقد أزدهر أستعمالها في أنتفاضات الفلاحين العراقيين منذ القدم حتى لتعتبر سجلا تاريخيا مليئا بالامجاد والبطولات .. والاغنية الشعبية التي هي جوهر موضوعنا هذا هي من الغناء الشائع في العراق حيث انه وعلى مر الزمن دائم الحضور في القلب والوجدان لتشكل أي الاغنية الشعبية مع الرموز الاخرى أحد أسلحة الفلاحين والبسطاء للتعبير عن تطلعاتهم وأمانيهم ، فلو أخذنا الأهزوجة التي هي من الاغاني الشعبية فهي لون غنائي فلكلوري يتسم بطابع البساطة والعفوية والسهولة والسرعة في الاداء يستخدم فيها بحر الخبب من عروض الشعر العربي ( فعلن ، فعلن ، فعلن ) وقد تزداد التفعيلة في بعض مناطق العراق مثلا في الجنوب يطلق على بعض انواعها ( أحجيمية ) وتكون أما مطلقة أي أنها لاتتقيد بمقدمات شعرية أو مقيدة تسبقها ثلاث أشطر من الأبوذية للتهيؤ لخلق الروح الحماسية. وقد أزدهر أستعمال الاهزوجة في أغلب ثورات وأنتفاضات الريف العراقي لتشكل سجلا نضاليا خالدا كما هو معروف في ثورة العشرين أيام الاحتلال البريطاني للعراق وضد الادارة البريطانية من خلال أهازيج ظلت عالقة في ذاكرة الاجيال وهي تدعوه للمشاركة الجماهيرية أو حثه على حمل السلاح او ربطها بالموروث الشعبي والديني أو الاستهزاء بالعدو المحتل مهما كانت قوته  :
(( تندار الدنية وذاك آنه ))
فبساطة المفردة الشعبية في هذه الاهزوجة هو تعبير عن واقع الفرد وتحديه لجميع الضروف مهما كانت قساوتها ليبقى صامدا متحديا بطلا في كل الاحوال أو في هذه الاهزوجة  :
(( كل للصوجر جاك الموت أسمع يالخاين ))
وهي تعبيرا للاستهزاء بجنود الاحتلال وبث الرعب في نفوسهم أو في  :
(( زعلانه العوجة ونرضيها ))
والعوجة هنا الارض لأنها أبت الذل والاحتلال لذا سنرضيها .. هكذا مفردة شعبية بسيطة تعبر الروح والقلب والمشاعر كانت باعثا لبساطة الناس واستحثاث هممهم في حب الوطن والناس هكذا هي الاهزوجة فهي اكثر عمقا وحبا للارض والوطن رغم ان هذا التفجر وهذا الحب يكمن في روح الفرد الوطنية بل هي المفردة الشعبية الجميلة المشحونة بالغنائية والثورية تلك التي تساهم في شرح مناهج واهداف جماعية وقد تنطلق او يعبر عنها برجز الحب والغزل كتعبير حماسي بيد الثوريين حتى لتصبح الاغنية والاهزوجة احد اسلحة النضال لخلق ضروف الدفاع والتصدي والبناء وخير ما نختتم مقالنا بأهزوجة :
(( حي ميت هندال انريده ))
وهندال احد الكوادر العمالية الشيوعية التي تصدت بقوة للطغاة والرجعية .