| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إبراهيم عبد الحسن

ibrahemabdalhasen@yahoo.com

 

 

 

السبت 24/1/ 2009



شخوص من ذاكرة الناصرية

إبراهيم عبد الحسن - الناصرية

منذ ما يقارب أكثر من عقد من الزمن المر .. وأنا لم أستلم بطاقة بريدية واعتقد ان تكنولوجيا الاتصالات وتطورها قد ساهم في هذا الشيء .. فوجئت قبل أيام وأنا استلم عن طريق دائرتي الرسمية ( بلدية الناصرية ) بطاقة بريدية من صديق الطفولة وزميل الدراسة المهندس رياض عبد الهادي الشكرجي في النرويج.. أعادتني تلك البطاقة الجميلة الى تلك الأيام الجميلة التي اعتدنا نحن الأطفال الذين نعمل في محال آبائنا او أقربائنا في ستينيات القرن الماضي وأن أتذكر تلك الشخوص من ذاكرة الناصرية وبالتحديد في سوق الناصرية الكبير او ما يطلق عليه اليوم شارع الجمهورية ، فقد كان صديقي رياض عبد الهادي الشكرجي يعمل مع أخوته حسين وقاسم ومن ثم مؤيد واحمد في محل والدهم المرحوم عبد الهادي الشكرجي وأنا أعمل في محل الحلاقة العائد الى عمي المرحوم حنون علوان احمد الذي ورثه من عمي عبد الحسين علوان احد أشهر ظرفاء الناصرية يوم ذاك ..
سأقتصر بذكرياتي هذه عن الشخوص التي كنا في تماس معها ومع أولادها يوم كانت العادة ان يعمل الأولاد وخصوصا في العطلة الدراسية في محال آبائهم ليتعلموا المهنة ويتوارثوها حتى وأن واصلوا حياتهم الدراسية وتبدأ هذه المساحة وعلى جانبي الشارع من فندق الخيام وحتى محلات السيد علي المغازجي تاركا الفنادق التي تضمها هذه المساحة وهي كل من فندق الخيام وفندق بابل وفندق الرحاب وفندق الرشيد وفندق الهاشمي حيث أنها أمكنة خاصة لنزلاء من خارج المدينة او موظفين وعمال من خارج المدينة وقد جرت العادة يومها ان نبتعد نحن الأطفال عن هذه الأمكنة الخاصة بالكبار .
نبدأ من الجانب الأيسر من الشارع ..

مقهى العمال :
وهي مقهى يرتادها العمال واسطوات البناء للتباحث في شؤون عملهم وهي أيضا مشهورة بمقهى ميزر وقد تحولت اليوم الى محلات لبيع الأحذية لأولاد المرحوم عبد الله المحارب علي وعزيز .

محلات ابو عليو :
وهي محلات لبيع الأخشاب والموبيليات المشهورة بمحلات ابو عليو وكان يعمل معه صديقنا ولده احمد وأشتهر الرجل بأنه قد ربح بطاقة اليانصيب التي كانت تبلغ قيمتها(7500) الف دينا ر وهو مبلغ ضخم جدا في حساب تلك الأيام ومن ثم انتقل الرجل الى بغداد ومحلاته هي من أملاك المرحوم عبودي طوبيا والآن مالكها حسن سعدون .
وهي الآن مثلجات ابو تحسين..

حلويات هادي الشكرجي :
وهو محل كبير واجهته زقاق طويا لعرض الحلويات وينتهي ببيت يستخدم كمعمل لصنع الحلويات التي تجهز المحل ومحال الجملة وعاصرت من أبنائه حسين وقاسم ورياض ومن بعدها أولاده الصغار يوم ذاك كل من مؤيد واحمد والرجل مشهور بعدم الابتسامة مطلقا يقابلة بنفس الصفة المرحوم طاهر ابو المكتبة ومن طريف ما سمعته انه في احد الأيام وأثناء مرور والدي المرحوم عبد الحسن علوان الحلاق وهو في طريقه الى محله الكائن بنفس الشارع شاهد الحاج عبد الهادي والمرحوم طاهر يبتسمان وهي حالة نادرة مما دعاه ان يطلب الحلوى ( الواهلية ) لينثرها ابتهاجا بهذه الابتسامة النادرة من الرجلين رحمهم الله .

مقهى ابو احمد :
وقد كتبت سابقا مقالا خاصا عن هذه المقهى او المنتدى السياسي والثقافي يوم ذاك وهو منشور في موقع سومريون نت وناصرية نت ويمكن الرجوع اليه ..

محل ابو هشام للساعات :
وهو محل صغير لصاحبه ابو هشام وهو مختص بتصليح الساعات وكان من أولاده هشام وسلام واتذكر يومها حصل على ساعات سور لاول مرة وبضمان ثلاث سنوات والرجل مشهور الى اليوم اطال الله في عمره بعزلته وقد تحول المحل اليوم الى محل لبيع الالبسة الرجالية .

محل حلاقة حنون علوان احمد :
وهو محل عمي المرحوم حنون علوان الذي كنت اعمل فيه صانعا ومن خلال عملي ايام كنت طالبا في المدرسة الابتدائية قد تعرفت على هذه الشخوص الكريمة وهذه الذكريات الجميلة ومنه تعلمت مهنة الحلاقة التي زاولتها طويلا قبل انخراطي في العمل الوظيفي وكنت يومها احفظ عن ظهر قلب كل الزبائن الذين يكرمونني بما نسميه يومها البخشيش لذلك كنت انتظرهم بفارغ الصبر كي استلم البخشيش وهو عادة ما يعادل خمسة او عشرة فلوس وبالمقابل كنت احفظ عن ظهر قلب كل الزبائن الذين لم يعتادوا بدفع البخشيش لهذا استغل فترة حلاقتهم باللعب مع اقراني اولاد المحال الاخرى متأكدا من عدم الفائدة من مثل هكذا زبون .

محل جبار صنكر :
وهو محل لبيع المواد الاحتياطية الخاصة بمكائن الخياطة وبعض المواد المنزلية وقد اشتهر صاحبه المرحوم جبار صنكر وصنكر هو ماركة لمكائن خياطة حديثة وقتها ومن ثم اصبح وكيل شركة سفن آب وعملنا معه لبعض الوقت مستمتعين بشراب السفن آب مجانا هي اجرتنا في التحميل ..

مهدي عودة :
وهو أول من أدخل التلفزيون الى الناصرية واول من ادخله الى الكازينو العائدة اليه والتي كانت تقع في بناية اورزدي باك وأتذكر ان مدير الشرطة أراد استعارة جهاز التلفزيون لبيته الا ان ابو اياد امتنع مما امر بسجنه والرجل مشهور ايضا بإسرافه في التدخين وهو يبيع وفق نظام الأقساط المريحة وان اغلب بيوت الناصرية تشتري منه وله عادة جميلة وهي ان دفعت قسطين او اكثر يترك الأقساط الباقية ولازلت اتذكر لصغر محله يترك المواد الكهربائية الكبيرة امام المحل الى الصباح دلالة على الامن والامان وقد عاصرت اولاده اياد وصلاح صديق طفولتي المقرب وحيدر واحمد

مطعم الفتيان ( مطعم شناوه صحين )
وهو من المطاعم المشهورة يوم ذاك وكان صاحبه المرحوم شناوه صحين ذو صوت جهوري ونحن نسمعه من محلاتنا وهو ينادي العمال وغالبا ما شهد المطعم دعوات مأدبة العشاء لأعراس ابناء المدينة حيث توزع بطاقات الدعوة على المدعويين الذين يسلمونها اليه وكذلك انه يرسل الموائد الكبيرة الى عوائل النزلاء التي تقطن الفنادق المجاورة للمطعم واغلبهم من الريف وكنا نتصل به من هاتف طاهر ابو المكتبة حينما يبقى اولاده في المكتبة وقت الظهر ونخبره بارسال سبعة نفرات تشريب الى فندق بابل ونخرج ونحن نضحك سرا على المائدة الوهمية التي سرعان ما ترجع الى المطعم وهو لم يعرف سرها فقط نسمع السباب والشتائم على من فعلها وكان المطعم ايضا يشهد دعوة فريق الناصرية الكروي بعد كل فوز للفريق في المباراة التي تجري في ساحة الثانوية .

مقهى ابن زهلولة :
وهو مقهى يقع في الركن من الجانب الايسر من ذاكرتنا وقد ازيل منذ زمن ومن طرائف صاحبه حميد ابن زهلولة واسمه الحقيقي حميد جاسم انه طلبه احد أصدقائه ان يكون شاهدا له في احدى القضايا وذهب معه الى المحكمة ولما نادى القاضي الشاهد حميد جاسم وكررها عدة مرات لم يجبه احد الى ان نبهه صديقه فسأله القاضي انت لا تسمع قال انا اعرف اسمي حميد ابن زهلولة وليس حميد جاسم فضحك الجميع بما فيهم القاضي نفسه .
وإذا انتقلنا الى الجانب الآخر من الشارع سنبدأ من ..

محلات عزيز الموصلي :
وهي محلات مشهورة للتاجر عزيز الموصلي وهي مختصة ببيع المواد المنزلية ومن الذكريات كنا ننبهر بالنشرة الضوئية لاحدى الساعات داخل المحل وكذلك صعودنا المتكرر على جهاز قياس الوزن لقاء عملة معدنية صغيرة اعتقد فلس واحد او خمسة فلوس وقد تحولت المحلات لاحقا الى مطعم والان هي مقهى ام كلثوم ..

معرض بغداد :
وهو المحل العائد الى المرحوم عبد الله المحارب والخاص ببيع الكماليات والاحذية والرجل ذو شخصية قوية واجتماعية وسياسية حيث كان من اعضاء الحزب الشيوعي العراقي وعاصرت اولاده سمير وسعد وعلي وعزيز الذين ورث البعض منهم مهنة والدهم فيما غادر الى الدراسة في الخارج ولده سمير وهو زميلي في الدراسة ولم يعد الى الان .

مكتبة الاهالي :
وهي اقدم المكتبات في الناصرية افتتحها صاحبها المرحوم جبر غفوري احد اقطاب الحزب الوطني الديمقراطي في الناصرية وقد سماها الاهالي تيمنا بصحيفة الاهالي التي اصدرها الحزب الوطني الديمقراطي في 2\1\1932 والذي أطلق عليهم اثر انقلاب بكر صدقي عام 1936 بجماعة الأهالي ومن كتبها بدأت مداركنا الثقافية والسياسية تنمو.

محل الاوتجي عبد
وهو محل صغير جدا لكوي الملابس بالمكوى اليدوي على الفحم ومشهور صاحبه بابنته الوحيدة زينب ولازلت اتذكر فرحي وهو يرسلني لشراء كيلو فحم مع سكائر مزبن لقاء خمسة فلوس وهو كان يسكن مع والدته في غرفة من غرف دار جدي علوان احمد.

محلات الاجيال لبيع الأحذية :
وهو من اقدم محال بيع الأحذية في الناصرية لصاحبه المرحوم الحاج محمد المشهور بمحمد العجمي ولازلت اتذكر لكنته المحببة في الكلام والمحل قائم الى الان بأدارة ولده الصديق حيدر الحاج محمد ومن ذكرياتي مع الرجل انه كان يحلق كل يوم اربعاء من كل اسبوع وله طرفة جميلة مع جاره طاهر ابو المكتبة حيث كثيرا ما يخاطبه ( ولك شوف انته 30 سنة جوه الكتب وما تفتهم وانا 30 سنه جوه القنادر وافهم منك ) رحم الله الرجلين وهو من الزبائن الذين كانوا يعطونني البخشيش عشرة فلوس :

مكتبة 14 تموز :
افتتحها المرحوم طاهر محمد غفوري وسماها تيمنا بثورة 14 تموز 1958 المجيدة والمرحوم مشهور بعدم الابتسامة وقد عاصرت اولاده الذين الى الان اصدقائي وهم عصام وعماد واياد البخيل ومحمد ومن كتبه زادت تقافتنا الثورية والوطنية .

حلويات الحاج هليل :
وهو محل لبيع الحلويات وعمل الكاهي صباح كل يوم وهو من الزبائن الذين اعتادوا حلاقة الصفر ومن الزبائن الذين لا يعطون البخشيش فرحمه الله لانه وقتها يمنحني فرصة اللعب مع أقراني .

محلات سيد علي المغازجي :
وهي المحلات الراقية يوم ذاك وتجد فيها كل شي حيث انها واسعة وتضم عدة أجنحة وكنا صغارا ننبهر بالملابس الولادية الفاخرة التي كنا نتمنى شرائها الا إن مداخيل أولياء أمورنا لا تساعد على ذلك فتظل حسرة في نفوسنا وللرجل طرفة وهي في احد الايام استدعي المرحوم السيد علي المغازجي وهو من تجار الناصرية المعروفين استدعي أمام الحاكم لاعتراف احد المتهمين انه باعه اجهزة مسروقة ولنفوذ الرجل وصدقه استطاع غلق القضية ولما استفسر من الرجل المتهم أجابه عمي انا بريء لم اسرق مما اضطرني للاعتراف عليك لثقتي انك تستطيع غلق القضية .

وفي الأخير رحم الله الأموات جميعا وأطال في عمر الباقين ووطد علاقاتنا نحن الأولاد ,


 

free web counter