| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إبراهيم عبد الحسن

ibrahemabdalhasen@yahoo.com

 

 

 

 

السبت 23/ 6 / 2007

 

 


في اربعينة الراحل نعمان السيد محمد


نعمان السيد محمد وداعا


ابراهيم عبد الحسن - الناصرية

تلقيت نبأ رحيل المربي الفاضل والرائد الرياضي المعروف (( نعمان السيد محمد ))من خلال إعلان مؤذن جامع السيد راضي القريب من بيتنا في أول الصباح وهو ينعي ويدعو أبناء المدينة للمشاركة في تشييع جثمان الفقيد الساعة الثامنة صباحا من مسجد السيد راضي ..كنت ليلتها قد أنهيت عملي السياسي الساعة الرابعة فجر ذات اليوم فاختلطت مهامي السياسية والوطنية مع النبأ الاجتماعي المؤلم الذي كرره المؤذن عدة مرات لملمت نفسي متعبا يعتصرني نبأ الرحيل المؤلم لعلم من أعلام الناصرية الرياضية منذ أربعينيات القرن الماضي وحتى أواخر أيام حياته ومرضه ..لملمت نفسي مصرا أن أشارك في تشييع جثمان الفقيد وهي عادة جميلة لأبناء الناصرية وهم يؤدوها لكل راحل عزيز، ومع ثقل المهام وثقل الفاجعة كانت خطواتي أحسها تتعثر كي تصل الى مكان التشييع قبل أوانه وحينما وصلت هناك شاهدت بأم عيوني دموع المشيعين بل رأيت بأم عيني ان كل الحضور قد التمعت عيونهم وهي يغسلها الدمع لرحيل فقيدنا فشعرت بحرارة الفاجعة أكثر ..
كانت لي مع أستاذي الفقيد حوارات صحفية عدة نشرت حينها في صحفنا المحلية ولا أعرف سر الشريط الذي استرجعته ذاكرتي لتلك الحوارات الجميلة التي وثقت لتاريخ الرجل ولتاريخ الناصرية الرياضي وهو يسرد في كل حوار تاريخ مسيرة وانجازات وتاريخ مدينة وأجمل من تلك الحوارات هي تلك الصور القديمة التي وضعها بين يدي مانحا أياي حرية التصرف بنشرها وآخر مصدر للنشر كانت صفحات موقع سومريون نت الذي يديره صديقي الشاعر طارق حربي .. الذي اعتز ان الموقع بنشره تلك الصور قد أرخ لتاريخ المدينة الرياضي ولسجل الفقيد على مر الزمن هذا السجل لمدينة أنجبت مثل الفقيد وعلى مر الأيام وسنوات الزمن المر أسماءا وأسماء .. بعد انتهاء التشييع اتصل بي صديقي الصحفي باسم عطية يطلب معلومات أضافية لتلك التي يملكها هو ليرسلها للنشر أوعدته ولم أفي لان الفاجعة لازالت في أعماقي وكأنها لم تكن او إننا لايمكننا ان نسترجع تاريخ الراحل الذي لا تملأه الأوراق فهو تاريخ مدينة وتاريخ أسم سطر أمجاده منذ نعومة أضفاره حيث قضى زهرة شبابه وكل سني عمره المعطاء من اجل رياضة الناصرية ..
لا ادري كيف تلقى النبأ علي مرهون وخالد غني والاطرفجي وأولاد الأمامي وعباس هليل بل كيف تلقى النبأ كمال جعفر وجهاد حمود وراضي سرحان وصلاح عبيد كيف كانت مشاعر معاصريه شريف نعاس وابو عقيل وستار جبار معروف .. كيف تلقت النبأ الرياضة المدرسية والكشفية لا اعرف كيف أعزي زميله وداد عجام ونادي النهضة والأهلي والمعارف ونادي الفتيان الذي هو اختار له هذا الاسم كيف تلقى النبأ منعم جابر وشدراك يوسف ولطيف شندل .. وماجد الجنابي .. اعتقد جازما ان الأفكار توقفت عند كل تلك الأسماء الرياضية اللامعة كي لاتصدق النبأ المحزن ولربما لاتصدق رحيل نعمان السيد محمد حتى كأني أحس ان أتربة ساحة الثانوية في مدينة الناصرية قد اصطفت من جديد لكرة كان قد تفنن بها الراحل على مدى عقود ولربما تحركت الثرى التي تضم رفات الذين سبقوه في الرحيل من هذه الدنيا وهي تنبأهم بزائرهم الجديد الذين انتظروه لربما تحركت ثرى عبد المحسن علوان ومحمد رضا وخميس ذياب وعاجل كريم ومالك جدوع ربما انتفضنا جميعا من كسل ذلك الصباح المؤلم الذي أخذ منا الراحل ليجعل من دموعنا وهي تسير مع وقع خطواتنا الحزينة أثناء سيرنا في تشييع جثمان الراحل الغائب الحاضر دوما نعمان السيد محمد .. أبو هدف وداعا