| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

إبراهيم عبد الحسن

ibrahemabdalhasen@yahoo.com

 

 

 

 

الأربعاء 18/ 7 / 2007

 


 

ذكريات أمكنة جميلة في الناصرية


الناصرية \ إبراهيم عبد الحسن

تكمن متعة الإحساس بالأمكنة وتتعمق حينما تشعر أن هذا المكان يعمر ومن خلال أشكال وأجسام تتميز بها تلك الامكنة فتنشأ العلاقة الحميمة بين الإنسان وتلك الأمكنة..هذا الإحساس الذي يولد او يقدم عليه وعي الأنسان للمكان وتلك الميزة المشبعة بتركم كبير لذكريات جميلة اختزنتها ذاكرة ابناء المدينة وتكون اجمل لمن يعيدها شريطا خاصة لابناء المدينة التي طالهم المنفى ومدن الغربة حتى تتولد رغبة مؤلمة للعودة أليها .. وأن هي ضلت على بساطتها وتفردها المعماري ضلت تحاكي السنين الطوال الا انها جمالية عودتها للذاكرة تضيق لها نكهة وميزة بالأحساس الجميل...
في موضوعنا هذا استعرضنا صور لأمكنة في مدينة الناصرية جنوب العراق تتجدد معها الذاكرة في كل دورة زمن لان محيطها وواقعا يضفي عليها سر البقاء ..
أول هذه الأمكنة مقهى التجار الذي خطط مع تخطيط المدينة الأول على يد المهندس البلجيكي جولن تلي لتحتل المقهى الركن الأيمن للشارع الرئيسي فيها او ماأطلق عليه السوق الكبير واتلذي اكتسب لاحقا اسمه الجديد شارع الجمهورية تيمنا بأول جمهورية في العراق عقب ثورة 14 تموز 1985 المجيدة حيث شهد الشارع والمقهى صفحات نضالية طويلة للمدينة وتظاهرات في كل احداث العراق الساخنة يوم ذاك واهمها مقتل العقيد جفرسن قريبا منها عام 1941 فتداخل تاريخ الشارع والمدينة والمقهى التي كان يؤمها التجار وشيوخ العشائر منذ عشرينيات القرن الماضي.
وثاني هذه الأمكنة مكتبة الأهالي التي تشير لوحتها الى عام 1937 لتكون أول مكتبة بالمعنى الكامل للكلمة في الناصرية والتي تقع ايضا في نفس الشارع أي السوق الكبير او شارع الجمهورية مؤسسها المرحوم جبر غفوري أحد اعضاء الخلية الماركسية الاولى في الناصرية التي نضمها الخالد يوسف سلمان يوسف مؤسس الحزب الشيوعي العراقي عام 1934 وأصبح مؤسسها لاحقا أحد اقطاب الحزب الوطني الديمقراطي في الناصرية حتى ان اسمها جاء تيمنا بجماعة الاهالي في العراق والتي اصدرت صحيفتها الاولى في 2\1\1932 تلك الجماعة التي شكلت الوزارة أثر انقلاب بكر صدقي عام 1936.
وثالث الامكنة هو مبنى سينما الأندلس التي تشير لوحتها وهي الى الان باقية مع المبنى الى عام 1947 وهي أي اللوحة من اعمال المرحوم عبد الرحمن والد الفنانة العراقية سناء عبد الرحمن وقد افتتحها المرحوم حمودي الحاج طالب شقيق الاستاذ ناجي طالب رئيس الوزراء العراقي الاسبق ,, ولهذا المبنى في ذاكرة كل ابناء الناصرية وقفة وموعد وذكرى وفلم فقد كانت تعج بالرواد على مر الاجيال قبل اغلاقها بعد سقوط النظام اثر دخول الاجهزة الالكترونية الحديثة لعرضالافلام.. حيث شهد المبنى عرض روائع السينما العالميةوافلام مثل عنتر وعبلة والحارس والحصان وزد والفخ والعصفور واليتيم وام الهند ومجموعة من افلام الكابوي والافلام الندية والعربية وروائع هتشكوك والسنما الايطالية ..
ورابع الامكنة هو فندق سومر الذي يقع ايضا في السوق الكبير \ شارع الجمهورية ليضفي الى تاريخ الشارع خلودا سياسيا بعد ان حول انقلابيوا 8 شباط الاسود عام 1963 هذا الفندق مكانا للتعذيب والتحقيق مع السجناء الوطنيين وفي مقدمتهم الشيوعيين مثلما حولوا قبلة امكنة مثل النادي الرياضي والمكتبة المركزية ونقابة المعلمين الى امكنة لتعذيب رجالات الناصرية ووطنييها وسياسييها الشرفاء فظل المكان شاخصا في تاريخ المدينة والبطولي وشاخصا اسودا في تاريخ انقلابيو شباط الاسود 1963.
وخاتمة الامكنة مبنى الشركة الافريقية او ما نطلق عليه الأورزدي باك الذي كان سابقا مقهى وكازينو ترفيهي يطل على الفرات الذي يشطر الناصرية وشهد المبنى اول جهاز تلفزيون في المدينة يوم كانت المدينة وبيوتها تخلو من هذا الجهاز فأصبح المبنى مكانا لمشاهدة التلفزيون الذي استقدمه لاول مرة في المدينة والمقهى المرحوم مهدي عودة ..
ذاكرة بسيطة وعودة لأمكنة شاخصة بتاريخها الذي يؤرخ لتاريخ الناصرية